تفصيل
- الصفحات : 156 صفحة،
- سنة الطباعة : 2017،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ISBN : 978-9931-484-39-4.
المدينة مؤسسة بشرية يتعين تنظيمها وتسييرها بكفاءة لتحقيق الانسجام الاجتماعي وتوفير الحياة الملائمة لسكانها، فالكثير من مدننا الكبرى تشهد حركة تعمير سريعة، خاصة منذ العشرية الأخيرة الأمر الذي أدى إلى اتساع محيطها العمراني، وزيادة مشاكلها ومن ثم يصعب ضبط تسييرها والتحكم فيها، فالإفراط في التمركز داخل المدن الضخمة يضاعف من حالات الصراع والتصادم فوق فضاءات )مجالات( صغيرة ، حيث تزداد حدة وتفاقم الحاجة إلى السكن وإلى مختلف المرافق والتجهيزات1.، ومن أهم مشاكلها البناء الفوضوي حيث تواجه المدن العربية تحديات صعبة تتمثل في التحديات السكنية حيث كشفت إحدى الدراسات التي أجريت على مدينة حلب بسوريا على سبيل المثال، أن معظم سكان الأحياء الفوضوية نازحون من الريف ويمثلون 47% من السكان بالإضافة إلى أن 34% قد نزحوا من المدن المجاورة أو من وسط المدينة إلى أطرافها (1997) وكذلك في المغرب العربي 50% من سكان المناطق الحضرية في المملكة المغربية يقيمون في أحياء فوضوية”2.، والجزائر كغيرها من دول العالم الثالث تعرف استفحالا خطيرا في البناءات الفوضوية، خاصة في العشرية الأخيرة ومن أهم المدن الجزائرية التي تعاني من هذه الظاهرة بشكل كبير مدينة قسنطينة التي تنتشر داخل نطاقها الحضري وهذا النوع من الأحياء الذي تعود بوادره الأولى إلى العهد الاستعماري بسبب لجوء السكان نحوها بحثا عن الأمن عشية الثورة وتدعمت أثناءها وبقي هذا النزوح قائما حتى بعد الاستقلال بحجة البحث عن العمل وتحسين ظروف الحياة مما نتج عنه نمو و تطور كبير في نسيجها الحضري أدى إلى استهلاك الأراضي المحيطة بها بطريقة سريعة وجعل من المساحات الأرضية الصالحة للبناء جد نادرة .
وحي بن تليس من هذه الأحياء الغير مبرمجة أو الفوضوية الذي تم اختياره كموضع للدراسة باعتباره يشغل موقعا جد هام, فالحي موجود بمحاذاة المحطة الشرقية والجسر العملاق، كما يعتبر الواجهة الرئيسية المقابلة لفندق “ماريوط” ذو 5 نجوم المخصص ليستقبل ضيوف قسنطينة.