تفصيل

  • الصفحات : 216 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2017،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ISBN : 978-9931-484-15-8.

يرى علماء التفسير المشتغلين بمباحث القرآن، أنَّ وجه الإعجاز القرآني كائن في رسمه وأسلوبه، وفي طرائق نظمه وصيغ تراكيبه، وفي نسق حروفه وجمله، ونسق هذه الجمل هو وجه الكمال اللغوي. وقد شكلت هذه الأوجه منطلقاً هاما في الدراسات اللغوية القديمة والحديثة، كما عالج  أهل العربية الحروف وتآلفها، والمفردة القرآنية ودقة اختيارها واستقرارها في موضعها، والفاصلة، والمقابلة، والتكرار، والقصة، والمثل القرآني، والمباحث التي شكلت فيما بعد علم البلاغة، كالمعاني النّحوية والتشبيهات والاستعارة والكناية ؛ ومن هنا أصبح للدراسات القرآنية مناهج تقوم عليها وبالأخص المنهج البلاغي الذي لا يستغني عنه دارس القرآنيات.

وقد أتقن الإمام محمد متولي الشعراوي هذه الفنون ووظفها في تفسير كتاب الله، قاصدا من وراء ذلك ترسيخ معاني القرآن وتعاليمه في صفوف المصلين، جاعلاً نصب عينيه قوله تعالى: ﴿فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ سورة التوبة، الآية:122.

فيقدم الآية القرآنية ثم يليها بسؤال، ثم يعلل ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ويأتي بنظائرها من القرآن لتجميعها، كي يفهمها السّامع والمتلقي في جو إيماني صافٍ، وبمنطق متسلسل وبأسلوب بسيط، مازجاً في حديثه بين اللغة العربية واللهجة المصرية. ولا يكتفي باللغة المنطوقة في تفسيره، بل إنَّ كلّ جسمه يتحرك، فذراعه ورأسه وجسمه ينساب مع الكلمات بحيث تسهم هذه الحركات والسكنات في التأثير على مستمعيه، مؤمناً بأنَّ الدعوة إلى الله هي سبيل النفع  والنّجاة، ولا صلاح لهذه الأمة إلَّا بامتثال أمر القرآن الكريم.