تفصيل

  • الصفحات : 111 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-269-9.

تعتبر الترجمة جسرا من جسور التلاقح الثقافي بين مختلف الحضارات العالمية والتي يزداد الاهتمام بها في العالم العربي بشكل مضطرد، وذلك راجع بالأساس للإحساس القوي بضرورة الانفتاح أكثر فأكثر على الـآخر، مجتمعا وثقافة وفكرا.

لم يَعرف تاريخ اللغة العربية والترجمة منذ أن خلق الله الإنسان تطورًا كما حصل في الخمسين عامًا الأخيرة، فهناك دينامكية وحركية في مجال الترجمة حاليا، وذلك من خلال إصدارات ترجمية عديدة تنهل من الثقافات الأوروبية على اختلاف مشاربها كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية وغيرها، مما يعكس هذا التوهج غير مسبوق في عالم الترجمة عند العرب. وأما التقدم في نشاط الترجمة ذاته باعتباره نشاطًا ثقافيًّا فهو مجال حديث نسبيًّا، حيث أسهم مترجمو الوطن العربي بشكل فعال في دراسة ونقل أهم وأبرز ما ورد عند الغرب من نظريات ومفاهيم في شتى المجالات الفكرية ومناحي الحياة الإنسانية، وقد تعدى هذا التطور المسترسل في ميدان الترجمة هذا المستوى لينتقل إلى مستوى آخر، بمعنى أن نشاط الترجمة لم يعد مقتصرا على الترجمة من اللغات الأجنبية ودراساتها فقط، بل ذهب أبعد من ذلك ليُصبح متضمنا الترجمة من العربية إلى تلك اللغات، وهذا إضافة نوعية ستعرف بالحضارة في مجتمعات ظلت تجهل عنا الشيء الكثير إلا من خلال ما  يصلها من ترجمات موضوعية أو بعيدة عن ذلك.

هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات المترجمة من اللغة الألمانية أضعه بين يدي القارئ العربي عله يسد ثغرة مازلت أرى وجودها، ليمد بذلك جسور التواصل بين هذا المتلقي وبعض القضايا من الأدب الألماني. وقد حاولت اختيار شخصيات ومفكرين من الأدب الأوروبي والعربي أجريت حوارات معهم باللغة الألمانية، فعبروا من خلالها عن رؤى وأفكار في مواضيع عدة، ليفتح لنا بذلك المجال للتعرف عليها بكل موضوعية والاستفادة منها قدر المستطاع، وذلك بالاعتماد على ثقافة التأثيروالتأثر.

وتكمن فائدة هذا الكتاب في أنه يُركز على الآفاق الجديدة التي فتحها، ويبتعد عن الطريقة التقليدية في عرض الموضوعات.إذسيُلاحظ القارئ تنوع المواضيع التي تطرق لها الكتاب، وذلك بهدف تقريبهمن قضايا وردت في ثقافة، قلما نجد ترجمات منها إلى اللغة العربية، فكان هذا الكتاب مجالا وجب علي استغلاله للقيام بدوري كمترجم، وذلك من خلال تقديم ترجمات أمينة، بما يسمح للقارئ العربي سبر أغوار فكر الآخر بكل تجلياته، والتفكير مليا في ما ورد في كل موضوع.

ما أرجوه هو أن أكون قد وُفقت في نقل محتويات هذه المقالات إلى العربية، مع علمي المسبق أن القارئ سيبذل من الجهدالكثير بغية فهم بعض الموضوعات والجزئيات، لا لعلة فيه، ولكن بسبب طبيعة النصوص المترجمة في لغتها الأصلية من جهة، وفي اللغة العربية من جهة أخرى. لا أبرر لنفسي هنا، ولكن ترجمة المقالات الأدبية، تفرض على المترجم العمل بتقنيات ومهارات ترجمية كثيرة، حتى يصير بمكنته تقديم نصوص سليمة شكلا ولغة، مفهومة في ثقافتنا العربية، مع الحرص الشديد على عدم المساس بمضامين النصوص الأصلية ونقلها نقلاُ سليماً.‏

عذري أنني أخلصت النيّة، وأراهن على كرم القارئ وتسامحه وسعة صدره.‏

المترجم