تزداد اليوم حاجة المجتمعات البشرية بصفة عامة والمجتمع العربي بصفة خاصة للمزيد من التمسك بأخلاقيات الممارسة الإعلامية والإعلانية خاصة فى ظل ما يمر به المجتمع العربي من تبعات العولمة الإعلامية والثقافية فى ظل عدم توافر المستويات الأخرى ” الثقافة – التعليم – الإعلام  المسئول” مما يؤدى بالضرورة إلى التبعية الاقتصادية والثقافية للغرب وتخطي ما هو ممنوع أو غير مقبول بالمرة، ووقوع الفرد فريسة سهلة للمعلومات المغلوطة، خاصة وأن الإعلان قد أصبح مكونا للقوالب الثقافية والاجتماعية والإعلامية بصفة عامة؛ فهو متعدد الاتجاه “ثقافي واقتصادي” .

إن التقدم الأخلاقي للإنسان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقدم الفكري بمختلف أشكاله، فالمعرفة يجب أن تمثل شرطاً أولياً ضرورياً لكل حياة سليمة أخلاقياً، كما أن انتشارها واتساعها يؤدي بالضرورة إلى نمو الأخلاقيات وازدهارها وارتقائها. فالعلم والمعرفة لا قيمة لهما دون قاعدة أخلاقية تحدد اتجاهات تطورهما^.

فالأخلاق الإعلامية أو أخلاقيات الإعلام تعتبر من الأساسيات للعمل الصحفي

والإعلامي لأنها تضبط العمل الإعلامي، وبذلك فهي التي تهذب العملية الإعلامية وتحقق أهداف الإعلام في خدمة المصالح العامة، ونشر الحقائق والمعارف، وكل ذلك يجب أن يتم في أجواء الحرية التعبير والفكر وبناء القواعد المتينة للوعي والعقلانية وتأصيل الضمير الصحفي والإعلامي قبل كل ذلك.

وحينما تغيب أخلاقيات الإعلام فإن الإعلام يتعرض الى عقبات وأزمات تؤثر على المجتمع وعلى العملية الإعلامية برّمتها فينحرف الإعلام ويندفع باتجاهات مدمرة، فعلى القائمين على مؤسسات الإعلامية عدم الخضوع للضغوط التي تدفع باتجاه الانحرافات لأن النتيجة ستكون حتمية بسقوط الرسالة الإعلامية .

و بقدسية مهنة الصحافة والإعلام ، فالربح الحقيقي ليس بجمع أو نهب المال ، بل هو

كسب ثقة الرأي العام.

وفي ضوء ذلك تتضح  أهمية تناول موضوع أخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي حتى يتسنى لنا رصد وتحليل ما هو شائن ومعيب على مستوى الأداء الإعلامي وكذلك كشف ودحض أساليب الممارسة الإعلامية التي تهدد الالتزام المهني والأخلاقي الإعلامي على مستوى المؤسسات الإعلامية في العالم.

وكلي أمل أن يساهم هذا الإعداد في وضع لبنة في أخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي في المؤسسات الإعلامية والصحفية  الذي يجب أن يلاحق التطورات التي يشهدها مجتمعنا العربي … واللهَ أسأل أن يوفقنا جميعاً, إلى ما فيه خير الأمة.

والله وراء القصد

المؤلف

د. مصطفى يوسف كافي