تفصيل

  • الصفحات : 179 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-637-6.

تولي الدول المتقدمة اهتماما كبيرا للبحث العلمي، إذ أدركت أن المعرفة في حد ذاتها قوة ويجب امتلاكها. ولهذا، فإنها تنفق في سبيل ذلك أموالا طائلة لأن الاقتصاد في عالم اليوم يستند ويعتمد على المعرفة أكثر من اعتماده على المواد الأولية. وهناك تفاوت صارخ في حجم الإنفاق على البحث العلمي بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة، كما أن المناخ السياسي له تداعيات على درجة الاهتمام بالبحث العلمي، فالدول الأكثر استقرارا توفر أكثر من غيرها الظروف التي تمكن الباحثين من العمل تحت سقف مراكز للبحث، بالإضافة إلى توفر ترسانة من التشريعات التي تنظم النشاط العلمي بما يحفظ حماية المعلومات وحفظ حقوق الباحثين والتحلي بما يتطلبه البحث العلمي من النزاهة والموضوعية والتجرد في التصدي للمشكلات محل البحث .

والتحلي بأخلاقيات البحث العلمي وضمان نزاهة البحوث والتزاماتها الأخلاقية يساعد على بناء الدعم العام لها، وهو يعد مدخلا هاما لتحقيق جودة البحث العلمي، فلا يمكن لأي مجال بحثي أن يتطور دون الاهتمام بأخلاقيات الممارسة المضبوطة بالقوانين والمبادئ العلمية. لذلك ينبغي الاهتمام بأخلاقيات البحث كقيمة أساسية وجب الحفاظ عليها وتدعيمها وترسيخها في ذهن ووجدان كل باحث خاصة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية التي تعاني في السنوات الأخيرة من ضعف وتراجع في مستوى التأثير والأهمية نظرا لما أصاب البحث في هذا المجال من تراجع وتراخي في احترام الأخلاقيات الصحيحة للبحث العلمي.

وتعد مناهج البحث الإعلامي من المناهج العلمية حديثة العهد والتي بدأ استخدامها بعد تطور وسائل الإعلام المختلفة في بداية القرن الماضي، حيث ارتبطت بحوث الإعلام بالتطورات العلمية والتكنولوجية التي أثرت في تنمية المجتمعات. وقد مرت بحوث الإعلام بمراحل عديدة وتأثرت بعدد من العوامل الأساسية، أهمها أحداث الحرب العالمية الأولى والثانية والحاجة إلى التغيير، وظهور الإعلانات ودورها في الدعاية والتسويق خلال عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي، إضافة إلى دائرة العلاقة بين وسائل الإعلام والجمهور، وما تركته هذه الوسائل من تأثيرات، مما استدعى ظهور مراكز البحوث والدراسات للتعرف على الاتجاهات والصور الذهنية والجماهير المختلفة لهذه الوسائل. (المشهداني، 2017، ص 12)

وقد أصبح الهدف من تدريس مادة مناهج وأساليب وتقنيات البحث لطلبة المرحلة الجامعية هو إعدادهم إعدادا علميا يؤهلهم ليصبحوا باحثين منهجيين، وتوجيههم التوجيه الصحيح ليتفرغوا للبحوث والدراسات العلمية الأكاديمية، لأن الهدف الأساس للتعليم الجامعي ليس هو تخريج المدرسين أو المهنيين فحسب، وإنما هو تخريج باحثين أكاديميين يمتلكون الوسائل العلمية لإثراء المعرفة الإنسانية بما يقدمونه من مشاركات جادة في مجال تخصصهم، متحلين بالأخلاق السامية التي هي عدة الباحث في هذا الميدان مثل الصبر والصدق والإخلاص والمثابرة والأمانة.

وفي الأخير، نرجو أن يفيد هذا الجهد فئة الباحثين الناشئين على نحو خاص. فهو يتطلع للتمكين من اكتساب مهارات التعامل مع الميدان، وذلك من التطبيق السليم لأساليب وتقنيات البحث في حقل علوم الإعلام والاتصال بشكل خاص. وعسى أن يسد هذا الكتاب بعضا من حاجات الباحثين المتنامية في هذا الشأن.

وما التوفيق إلا بالله المحيط بكل شيء