تفصيل

  • الصفحات : 258 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-362-7.

من الواجب علينا ومن الخير المنوط بأعناقنا أن نتكلم عن الشخصيات الفذَّة التي صنعت وأسهمت في صناعة تاريخنا المشرف، وكتبت في صفحاته المجيدة التي تفيض بأروع المواقف البطولية والتضحية والفداء، وتزدان بأجل مشاهد العزة والفخر والإباء، وتحفل بأسمى معاني الإيمان وقوَّة الثبات على منهج الإسلام .

والكتاب الذي بين أيدينا يعد من أنفس الكتب التي كتبت عن بعض الشخصيات خاصة إذا عرفنا أن كاتبه هو واحدا ممن أسهموا بالفكر والقلم في نفض الغبار عن كثير من القضايا الفكرية والوطنية .

وتطرق الأستاذ علي مرحوم- رحمه الله تعالى- لأهم وأبرز الشخصيات الوطنية والعالمية والذين لهم الأثر البارز على الساحة الفكرية والدعوية، إذ يعتبرهم الشيخ على مرحوم كما يقول: لكل مجتمع من المجتمعات الإنسانية رجال يقيمون دعائمه ويثبتون أركانه، وينهضون به من وهدت السقوط والهوان، ويجنبوا عنه مواطن الزلل والخلل بتقويم ما اعوج من سلوكه، وإصلاح ما فسد من أخلاقه وعاداته، وتوجيهه الوجهة التي تفضي به إلى النجاح وتدنيه من الكمال في دينه ودنياه .

ولا يكون أولئك الرجال- عادة- إلا من المصلحين الكبار الذين يبعثون لأممهم في أحرج الظروف، وزمن اشتداد الحاجة إلى أمثالهم لينجدوها مما هي فيه من الفوضى والاضطراب الحسي والمعنوي .

ودراسة المصلحين والسير على منوالهم لما فيها من مآثر تذكر، وأعمال صالحة تؤثر وتنشر، فتظل موضع القدوة وتبقى باعثا للذكر والاعتبار .

ولقد أحسن الأستاذ علي مرحوم- رحمه الله تعالى- في اختياره لبعض الكرام الذين أنجبتهم الجزائر لنضالهم العلمي والإصلاحي لأن يكونوا عناصر قوة وفعالية في المجتمع .

وحري بالأمة في وقت فقدت فيه هويتها وذابت وانماعت في شخصية الآخر- أي الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة- جدير بها اليوم أن تسارع إلى أمجادها حتى يعود ما سُلب منها فتصبح مرهوبة الجانب مخوفة الحمى .

فهي في أمس الحاجة إلى مشروع لاستعادة ريادتها بين الأمم ولا يتحقق ذلك إلا بالعودة إلى أصالتها وهي العودة الصادقة إلى إسلامها والرجوع إلى تعاليمه الصادقة، وتسخير جميع الأسباب الذاتية والموضوعية مما يحقق الرفعة والسيادة في جميع مجالات الحياة .

والكتاب الذي نقدمه اليوم بين يدي القراء يحمل بين تناياه مجموعة من الشموع والقادة المصلحين، وهي مساهمة جديرة بالاهتمام والاستفادة منها وإشاعتها بين الطلاب والباحثين .

وقد سطرت هذا الكتاب لهذه النماذج من العلماء والمصلحين وفق الخطة الآتية:

المقدمة وفيها ثم العرض والغرض من إعداد هذه الرسالة .

ترجمة للأستاذ علي مرحوم .

لمحات من حياة الشيخ ابن بايس .

 

حول الذكرى الأربعين لوفاة الإمام عبد الحميد ابن باديس .

آثار الأستاذ مبارك الميلي في بناء المجتمع الجزائري .

حول مقال الشرك ومظاهره إلى الأستاذ الميلي .

من وثائق الثورة حول استشهاد العربي التبسي .

مواقف من جهاد الشيخ الفضيل الورتلاني .

مواقف توفيق المدني في مجتمع اللغة العربية بالقاهرة .

الأديب الثائر محمد العابد الجلالي .

من ذكريات الشاعر المرحوم محمد بسكر .

العبرة من حياة رجل .

رجل عصامي .

عمر المختار .

عبد الرحمن الكواكبي .

الخاتمة .

وهذه الشموخ والشموع في الحقيقة تنبه القارئ على المستوى الذي وصل إليه هؤلاء من العلم ومعين المعرفة والثقافة والبطولة، وما اتخذوا منها سلاحا فعالا لمقاومة خصوم الإسلام والأمة والوطن .

أسأل الله أن يكتب هذه الصحائف في ميزان أستاذنا علي مرحوم وأن يجعلها له ذخرا يوم يلقاه، اللهم آمين .

 

كما أسأله- سبحانه وتعالى- أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، ويلهمنا الرشد والحكمة، فإنه من يؤته الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.

والحمد لله رب العالمين .

كتبه حامدا ومصليا

أبـــو أسامــــــة عمر خلفــــــــــة

غفر الله له ولوالديه آمين

12 شوال 1439هـ الموافق 27 جوان 2018م

@ ساحة الشهداء الجزائر