تفصيل

  • الصفحات : 58 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-654-3.

 

1- توطئة

العلامة الفقيهُ الشيخ سيدي عبد القادر بن مصطفى بن قارا مُفْتي مستغانم كان من أهل الإشـــارات واللطائـــف ومن أهل الأفهام النورانيـــة في الأحكام والمعـارف، وكان من أهل الاجتهاد من علماء الشريعة والحقيقة، أولئك الذين أشار إليــهم هو بنفســه بقوله “علماء الشريعة رضي الله عنهم جالوا على بصيرة في مسالكِها، وجمعوا بين أطراف نصوصها، وعرفوا وجوه دلالاتِها وعضدوا ببعضها بعضا، واستخرجوا من مجموعِها زبَدًا مَحْضًا، مؤَيَّدين بنور التوفيق والهداية إلى سواء الطريق أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة، والله عليم حكيم “.

الشيخ بن قارة هو الذي كان العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى يُثني عليه بمعاني التقدير والوقار، ويُطلق لسانه عليه بألفاظ الريادة والسيادة، ويُناديه بــــ” فضيلة الشيخ المفتي سيـدي عبد القادر بن قارة مصطفى”[1]

وهو الذي ذكره العلامة القاضي سكيرج في كتابه الرحلة الحبيبة الجامعة للطائف العرفانية وقال عنه”حفظ الله بمنه مجادة الفاضل الأمجد، الكوكب الأسعد، العارف بالله سليم الصدر، منور الطوية، جميل الإعتقاد، رفيع الدرج بين أهل الوفا، مفتي الحضرة المستغانمية، الشيخ عبد القادر بن قارا مصطفى”[2]

كما مدحه الشيخ سكيرج في ابيات من نظمه وقال عنه:

وكُنْتُ بِمُسْتَغانِمَ بَينَ نَاسٍ شُمُوسُهُم أراها لن تغيب
وبَيْنَهُم فتىً بالحَق أضْحَى لكُ السائِلِينَ بِهِ مجِيبَا
فيا ابن قارا المفدى طبتَ نفسا ونفس عداك حقا لن تطيب[3]

ومما يُؤَّشـــــــرُ على عُلُوِ مقام الشيخ عبد القادر بن مصطفى بن قارا مصطفى في العلم والفقه، هو استشهاده في هذه الرسالة القصيرة بأكثر من27 فقيه وعالم ومن فقهاء وأكابر علماء الأمة منهم: الإمام أبو حنيفة[4]، الإمام الشافعي[5]، الإمام الطحاوي[6]، الإمام سيدي محمد بن مرزوق[7]، الامام عليش[8]، الإمام ابن غازي المكناسي المالكي، الامام الأمير الصنعاني، الامام القاضي ابن أبي هريرة  البغدادي، الامـام الاصـــطــــخري[9]،

[1]– كتاب: آثاَرُ ابْنُ بَادِيسَ، المؤلف: عبد الحميد محمد بن باديس الصنهاجي (ت ١٣٥٩هـ)،المحقق: عمار طالبي، الناشر: دار ومكتبة الشركة الجزائرية، الطبعة: الأولى (عام ١٣٨٨ هـ – ١٩٦٨ميلادية، ج4ص 311.

[2]– رسائل العلامة القاضي الحاج أحمد سكيرج الأنصاري الخزرجي، دراسة وتحقيق الأستاذ محمد الراضي كنون الحسني الإدريسي،ج1ص210.

[3]– الرحلة الحبيبية الوهرانية الجامعة للطائف العرفانية، تحقيق الدكتور العربي بوعمامة والدكتور حمدادو بن عمر، سلسلة التراث والدراسات المعاصرة، ص161.

[4]– هُوَ الْإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ، وَاسْمُهُ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ التَّيْمِيُّ، مَوْلَاهُمُ الْكُوفِيُّ، فَقِيهُ الْعِرَاقِ، وَأَحَدُ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ، وَالسَّادَةِ الْأَعْلَامِ، وَأَحَدُ أَرْكَانِ الْعُلَمَاءِ، وَأَحَدُ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ أَصْحَابِ الْمَذَاهِبِ الْمُتَّبَعَةِ، وَهُوَ أَقْدَمُهُمْ وَفَاةً; لِأَنَّهُ أَدْرَكَ عَصْرَ الصَّحَابَةِ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قِيلَ: وَغَيْرَهُ. وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ رَوَى عَنْ سَبْعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ… وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي رَجَبٍ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ – أَعْنِي سَنَةَ مْسِينَ وَمِائَةٍ – وَعَنِ ابْنِ مَعِينَ: سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ. وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ”، كتاب: البداية والنهاية، المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (ت ٧٧٤هـ)، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان،الطبعة: الأولى، ١٤١٨ هـ – ١٩٩٧م، ج11 ص 420.

[5]– “هُوَ الْإِمَامُ الْعَالِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَافِعِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَّيٍّ، الْقُرَشِيُّ الْمُطَّلِبيُّ… وَقَدْ وُلِدَ الشَّافِعِيُّ بِغَزَّةَ، وَقِيلَ: بِعَسْقَلَانَ. وَقِيلَ: بِالْيَمَنِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ أَبُوهُ وَهُوَ صَغِيرٌ، فَحَمَلَتْهُ أُمُّهُ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ ابْنُ سَنَتَيْنِ، لِئَلَّا يَضِيعَ نَسَبُهُ، فَنَشَأَ بِهَا… ثُمَّ عَادَ الشَّافِعِيُّ إِلَى بَغْدَادَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فَاجْتَمَعَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ هَذِهِ الْمَرَّةَ؛ مِنْهُمْ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو ثَوْرٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَرَابِيسِيُّ، وَالْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ النَّقَّالُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيُّ، وَالزَّعْفَرَانِيُّ وَغَيْرُهُمْ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ… وَرَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ أَيْضًا سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، ثُمَّ انْتَقَلَ مِنْهَا إِلَى مِصْرَ فَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ؛ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْ”، كتاب: البداية والنهاية، المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (ت ٧٧٤هـ)، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان،الطبعة: الأولى، ١٤١٨ هـ – ١٩٩٧م، ج14ص 134.

[6]-“هو أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامَةَ بن سلمة بن عبد الله بن سلمة بن سليم بن سليمان بن جواب الأزدي الطحاوي -نسبة إلى قرية بصعيد مصر- الإمام المحدث الفقيه الحافظ.ولد رحمه الله سنة تسع وثلاثين ومائتين… توفي -رحمه الله- سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ليلة الخميس مستهل ذي القعدة بمصر ودفن بالقرافة “، كتاب: شرح العقيدة الطحاوية، المؤلف: صدر الدين محمد بن علاء الدين عليّ بن محمد ابن أبي العز الحنفي، الأذرعي الصالحي الدمشقي (ت ٧٩٢هـ)،تحقيق: جماعة من العلماء، تخريج: ناصر الدين الألباني، الناشر: دار السلام للطباعة والنشر التوزيع والترجمة (عن مطبوعة المكتب الإسلامي)، الطبعة: الطبعة، المصرية الأولى، ١٤٢٦هـ – ٢٠٠٥م،ص19.

[7]– مرزوق- ابن الحفيد (٧٦٦ – ٨٤٢هـ / ١٣٦٤ – ١٤٣٨م) محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق، العجيسي التلمساني، أبو عبد الله، المعروف بالحفيد: فقيه حجة في المذهب المالكي، نحوي، عالم بالأصول، حافط للحديث، مفسر، ناظم، ولد بتلمسان وبها أخذ عن والده وعمه وسعيد العقباني وغيرهم. رحل الى تونس وفاس ثم دخل القاهرة فلقي بها العلامة ابن خلدون والفيروز آبادي والنويري صاحب النهاية وأخذ عنهم. حج سنة ٧٩٠هـ رفقة الإمام ابن عرفة وحج ثانية سنة ٨١٩ هـ فلقي الإمام ابن حجر وأخذ عنه. مات بتلمسان”، كتاب: مُعجَمُ أعلام الجزائِر – مِن صَدر الإسلام حَتّى العَصر الحَاضِر، المؤلف: عادل نويهض، الناشر: مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر، بيروت – لبنان، الطبعة: الثانية، ١٤٠٠ هـ – ١٩٨٠م ص 291.

[8]– الشيخ عُلَيْش(١٢١٧ – ١٢٩٩ هـ = ١٨٠٢ – ١٨٨٢م) محمد بن أحمد بن محمد عليش، أبو عبد الله: فقيه، من أعيان المالكية. مغربي الأصل، من أهل طرابلس الغرب. ولد بالقاهرة وتعلم في الأزهر، وولي مشيخة المالكية فيه. ولما كانت ثورة عر أبي باشا اتهم بموالاتها، فأخذ من داره، وهو مريض، محمولا لا حراك به، وألقي في سجن المستشفى، فتوفي فيه، بالقاهرة. من تصانيفه (فتح العليّ المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك – ط) جزآن، وهو مجموع فتاويه، و(منح الجليل على مختصر خليل – ط) أربعة أجزاء، في فقه المالكية، و(هداية السالك – ط) حاشية على الشرح الصغير للدردير، جزآن، فقه، و(حاشية على رسالة الصبان – ط) في البلاغة، و(تدريب المبتدي وتذكرة المنتهى – ط) في الفرائض، و(حل المعقود من نظم المقصود – ط) في الصرف، و(موصل الطلاب لمنح الوهاب – خ) نحو،و(القول المنجي – ط) حاشية على مولد البرزنجي، و(شرح العقائد الكبرى للسنوسي – خ)و(مواهب التقدير في شرح مجموع الأمير – خ) في الرباط”،كتاب: الأعلام، المؤلف: خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (ت ١٣٩٦ هـ)، الناشر: دار العلم للملايين،الطبعة: الخامسة عشر – أيار / مايو ٢٠٠٢م،ج6 ص 20.

[9]– الإِصْطَخْرِيُّ أَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ  الإِمَامُ، القُدْوَةُ، العَلاَّمَة، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يَزِيْدَ الإِصطخرِيُّ (٢)، الشَّافِعِيُّ، فَقِيْه العِرَاق، وَرفيقُ ابْنِ سُرَيْجٍ … مَاتَ الإِصطخرِي فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَث وَمائَة وَلَهُ نَيِّف وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.

تَفَقَّهَ بِأَصْحَاب المُزَنِيّ وَالرَّبِيْع”، كتاب: سير أعلام النبلاء، المؤلف : شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى : ٧٤٨هـ)، المحقق : مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، الناشر : مؤسسة الرسالة، الطبعة : الثالثة، ١٤٠٥ هـ / ١٩٨٥م، ج15ص252.