تفصيل

  • الصفحات : 302 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-691-95-2.

شهد عصر ما بعد الثورة الصناعية ظهور أهمية وقوة رأس المال المادي، وقد امتدت سيطرة رأس المال المادي على المفهوم السائد لرأس المال خلال الفترة من بعد الثورة الصناعية وحتى منتصف القرن الماضي تقريبا. ومع بداية ثورة تكنولوجيا المعلومات وتصاعد أهمية المعلومات كوحدة فنية للثروة المرتكزة على تكنولوجيا المعلومات، وتعاظم دور المعرفة كوحدة إنسانية للثروة القائمة على القدرات الإبداعية والخبرات والمهارات وقدرات الأفراد على توليد المعارف الجديدة، تم التحول من الاقتصاد المادي إلى اقتصاد المعرفة الأمر الذي أدى إلى تغير المفاهيم التقليدية المتعلقة بالإدارة، وأصبحت بذلك المعرفة عنصرا مهما من عناصر الإنتاج وتعاظم دورها كأصل حقيقي من أصول المؤسسة الذي اصطلح على تسميته ” رأس المال الفكري ” الذى يرتكز على الطاقات الابتكارية والإبداعية الموجودة لدى العاملين في المؤسسة، وكيفية اكتشافها واستثمارها والمحافظة عليها على اعتبار أن المؤسسات المعاصرة تنظر إلى مواردها البشرية على أنها أغلى الموارد وأكثر الأصول قيمة.

وقد أصبح لرأس المال الفكري أهمية كبيرة في العمليات الخاصة بالمؤسسات، التي أدركت أن هناك حاجة ماسة لمواكبة التطور الذى حدث في الاقتصاد، فهو المورد الذي لا ينضب بل يزداد وذلك من خلال زيادة مهارات ومعلومات ومعارف العاملين في المؤسسة، أي أن عمره الإنتاجي يتزايد بتزايد القدرات الإبداعية التي تعمل المؤسسة على تسجيلها وترسخها لتصبح أصلا ثابتا من أصولها.

فالاهتمام المتزايد بالأصول الفكرية للمؤسسة أدى إلى إعادة النظر في بعض المفاهيم والموضوعات الإدارية، ومن أهم هذه الموضوعات موضوع الأداء، والذي حظي باهتمام وعناية ودارسات كثيرة من قبل العديد من الباحثين في المجال الإداري، وأخذا بعدا استراتيجيا أكثر تماشيا مع التحولات التي يشهدها تطور الفكر الإداري، ولم يعد الأداء مقتصراً على الكفاءة، أو الفعالية فحسب، بل أصبح يتعلق بكل ما يسهم في تحقيق الأهداف بتنفيذها وتحويلها في شكل مجموعة من التصرفات والسلوكيات التي تترجم تحقق إنجاز الأعمال. ومع زيادة الاعتقاد بقدرة الموارد البشرية ودورها في إحداث التغير المنشود، لأن نجاح أي مؤسسة مرتبط بنجاح أفرادها وكفاءتهم، تأتي إدارة الموارد البشرية وتحسين مستوى الأداء الوظيفي للعاملين في المرتبة الأولى ضمن اهتمامات وأولويات الإدارة بشكل عام، حيث أن رفع مستوى الأداء الوظيفي يقودنا إلى تحسين ورفع الأداء المؤسسي. والأمر لا يقف عند فكرة تحسين الأداء فقط بل ويتعداه إلى فكرة تطوير الأداء من خلال التغذية الراجعة والتحسين المستمر للأداء الذي بات يشكل عنوانا لنجاح المؤسسات في بلوغ الأهداف وتحقيق الغايات.