تفصيل

  • الصفحات : 353 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-358-0.

تعدّ صعوبات التعلم من أحدث ميادين التربية الخاصة وأسرعها تطورا بسبب اهتمام الأهل والمهتمين بمشكلة الأطفال الذين يُظهرون مشكلات تعلّمية والتي لا يمكن تفسيرها بوجود الإعاقات العقلية والحسية والانفعالية، فضلا عن كون مصطلح “صعوبات التعلم” قد لاقى قبولا أكثر من قبل الأولياء.

لا تبدو على الأطفال الذين يظهرون صعوبات في التعلم أعراض جسمية غير عادية، بل هم عاديون من حيث القدرة العقلية ولا يعانون من أي إعاقات سمعية أو بصرية أو جسمية وصحية أو اضطرابات انفعالية أو ظروف أسرية غير عادية، ومع ذلك فإنهم غير قادرين على تعلم المهارات الأساسية والموضوعات المدرسية مثل الانتباه أو الاستماع أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو الحساب.  وحيث إنه لم يقدم لمثل هؤلاء الأطفال أي خدمات تربوية وعلاجية في بادئ الأمر، فقد طالب أهلهم بمساعدة المتخصصين من أجل حل مشكلة أبنائهم.

إن تباين مراحل الأطفال العمرية، أدى إلى تباين مفاهيم وأسباب وخصائص تلك الصعوبات لديهم؛ فهم ليسوا أصحاب إعاقات، ولكنهم أسوياء قد تواجههم مشكلة أو صعوبة في إحدى العمليات المعرفية، أو قد يكونون غير قادرين على التعلم بالأساليب العادية، وبالتالي تقف هذه الصعوبات كعقبة في طريق تقدمهم التعليمي مؤدية إلى الفشل أو الرسوب المدرسي.

من هذا المنطلق بدأت الأبحاث على كل المستويات لمعرفة أسباب هذه الصعوبات، وتوصلوا إلى حصرها وتصنيفها في مجموعات، وهكذا تفاعلت التيارات الفكرية في كل العلوم الحيوية لإيجاد الحلول الموضوعية لهذه الاضطرابات خصوصا بعد ظهور التكنولوجيا الحديثة والتي فرضت علينا أنماطا حياتية جديدة.

بناء على ما سبق، فإن هذا الكتاب الجماعي يسعى إلى إلقاء الضوء على واقع صعوبات التعلم في الجزائر والتحديات التي تواجهها المؤسسات التربوية والنفسية في التعامل مع التلاميذ من ذوي صعوبات التعلم والاستراتيجيات المتبعة في عمليات التدخل، وانطلاقاً من ذلك حددت الأهداف الفرعية كالآتي:

– عرض دراسات وأبحاث ميدانية حديثة تتعلق بإشكالية صعوبات التعلم، والاطلاع على أهم المستجدات النظرية والتطبيقية في الميدان.

– بناء استراتيجيات لمساعدة المؤسسات التربوية في تطوير المناهج الدراسية من أجل الإدماج المدرسي لذوي صعوبات التعلم.

– تسليط الضوء على أهمية التكنولوجيا الحديثة في التكفل بذوي صعوبات التعلم.

– تبادل الخبرات بين الممارسين والأساتذة الباحثين في مجال صعوبات التعلم.

و بغرض تجسيد الأهداف المنتظرة، سلّط الكتاب الضوء على زوايا الموضوع من خلال خمسة محاور رئيسة:

المحور الأول: التعرف على واقع صعوبات التعلم.

المحور الثاني:بناء أساليب واستراتيجيات التكفل بذوي صعوبات التعلم المستعملة في الجزائر.

المحور الثالث:إرشاد وتوجيه أولياء أطفال ذوي صعوبات التعلم.

المحور الرابع: إلقاء الضوء على أهمية التكنولوجيا وتوظيفها في التعامل مع التلاميذ من ذوي صعوبات التعلم.

المحور الخامس:المرافقة الأسرية لذوي صعوبات التعلم.

وحتى نتمكن من الإحاطة بهذه المحاور، فقد استقبلنا عددا مهما من الأبحاث والدراسات العلمية التي من شأنها تقديم الإضافة في هذا الباب، وقد تضمّنت صفحات هذا المنجز تلك البحوث العلمية التي أقرتها اللجنة العلمية للكتاب، والتي تكفّلت مشكورة بتقييمها وتحكيمها، وأسهمت في إخراجها في شكلها النهائي.

وإذ نقدّم هذه المادة للقراء والمهتمين، فإننا نتقدم بواجب الشكر  لكل من ساهم في إنجاز هذا الكتاب (اللجنة العلمية والجمعية الوطنية للعلوم والتنمية المستدامة)، والشكر كله للباحثين المشاركين بأبحاثهم، والذين ينتمون لعديد الجامعات ومخابر البحث الجامعية.

د. بن عربية لحبيب.