تفصيل

  • الصفحات : 327 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-355-9.

انشغل العلماء والباحثون في مختلف التخصصات بعدد من القضايا والإشكالات التي تتطلب البحث والتمحيص بنية الوصول إلى الحقيقة ولو بشكل نسبي؛ ومن ذلك ما نجده على مستوى قضية المعنى . وقد اختلفت الآراء بهذا الخصوص بدء من تعريفه ووصولا إلى خباياه؛ إذ يراه ستيفن أولمن -أحد أنصار المدرسة النفسية- علاقة متبادلة بين اللفظ والمدلول، علاقة تمكن كل واحد منهما من استدعاء الآخر.

في حين يجده السلوكيون عبارة عن الموقف الذي ينطق فيه الحدث اللغوي المعين، والاستجابة أو رد الفعل الذي يستدعيه هذا الحدث في نفس السامع، أي أن المعنى اللّغوي عندهم هو الحوادث السابقة والتالية للكلام، والحوادث السابقة هي المثيرات والدوافع التي تدفع المتكلم إلى أن يتكلم، والحوادث التالية هي الاستجابة التي يبديها السامع، سواء أكانت استجابة سلبية أم إيجابية. ومن أنصار هذا التوجه نجد بلومفيلد الذي يربط المعنى اللغوي بالموقف ويجرد الكلام من العوامل الإنسانية كالدوافع والرغبات.

وقال جون لونز بأنه مزيج من العلاقات السياقية والصوتية والنحوية والمعجمية والدلالية، وكل واحدة من هذه تحمل معها من هذا المزيج في سياقها الخاص المميز، ولهذا فكل فروع علم اللغة مرتبطة بالمعنى.

يتضح جليا من خلال هذه الإطلالة الموجزة على بعض من تعاريف المعنى أنه مسألة شائكة تسترعي الأذهان وتستميل العقول المفكرة على اختلاف مشاربها سيما أنه نقطة تشارك بين علوم متباينة نحو اللسانيات الفلسفة والمنطق وعلم النفس والرياضيات وغيرها، وهذا ما يولد تداخلا معرفيا وتعالقات مفاهيمية متشابكة بين هذه العلوم.

وللخوض في هذا الموضوع بشكل أعمق حاولت المشكاة تسليط قبس من نورها عليه في كتاب جماعي بعنوان: “إشكالات المعنى وتأويلية النصوص من القصدية إلى الأنطولوجية”.

-د.فصيلة مسعودي

المركز الجامعي مغنية، تلمسان، الجزائر.