تفصيل

  • الصفحات : 220 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-077-0.

يُعَدُّ التوجيه المنهجي، والإرشاد الأكاديمي منأهم المرتكزات البيداغوجية في مجال التحصيل والبحث العلمي، باعتباره بوصلة مرشدة، تعين الطالب على استيضاح الطرائق المنهجية، ومعرفة وفهم الكيفيات التوظيفية للرصيد الفكري والمعرفي.

وفي هذا السياق جاء هذا المنجز التوجيهي، الذي سَعَيْتُ فيه إلىإزاحة بعض اللبس المنهجي، كما سَعَيْتُ إلى إفادة القارئ بمخرجاتٍ من تجربتي مع بحث الدكتوراه؛وغايتي في ذلك أن أَفِيْدَالباحثين بما قد يتناسب مع واقعهم البحثي، أو بما يساعدهم على تذليل الصعاب التي تواجههم في خضم التحضير والإنجاز.عملا بالحكمة البالغة: غَرَسُوا فَأَكَلْنَا، فَلِمَا لا نَغْرِس فَيَأْكُلُون؟

وإن مما دفعني إلى تأليف الكتاب؛ هو ذلك  الفراغ المهول، الذي واجهني أثناء محاولتي البحث عن إجابات نموذجية، لامتحانات الدكتوراه، وعن توجيهات ميدانية للمقبلين على هذا الاستحقاق العلمي؛ ذلك أنَّ كثيرا من الطلبة،كانوا  يطالبونني بتحديد المعالم المنهجية الخاصةبالتحضير للمسابقات الدكتورالية، وكذا المتعلقة بالإجابة عن أسئلتها.

وقد تبلورت فكرة التأليف، بعد أول منشور لي في إحدى مجموعات الفضاء الأزرق، المهتمة بشؤون الدكتوراه، حيث لاقى ذلك المنشور تفاعلا كبيرا، التمست من خلاله تعطش الطلبة إلى النصيحة والتوجيه، فقرَّرْتُ المواصلة في تقديم أهم التوصيات المنهجية النظرية، إلا أنني شعرتُ بمسؤولية أكبر، عندما وجدتهم يطالبونني بنماذج تطبيقية تُعَزِّزُ فهمهم للمعطيات النظرية، فعكفتُ عليها جادَّا مُلْتَمِسَاً أجر الله العظيم، ثم قلت في نفسي: لما لا أقوم بتجميع هذه المنشورات، ثم أُعِيْدُ تطعيمها بما يجبمن معلومات، ثم أنشرها في كتاب صغير، يكون دليلا للمترشحين؟ ولما صَحَّ مني العزم، وجدت من الله العون والتوفيق. فله الشكر على ما أنعم، وهو أكرم الأكرمين.

ويُضَاُف إلى ذلك السبب،أهمية الدخول إلى طور الدكتوراه؛ باعتباره العتبة الأخيرة التي تفضي إلى نيل أعلى شهادة علمية في مجال التعليم العالي. مما يعني أن الولوج إلى هذا الطور، يُشَكِّلُ تحدِّيَاً نفسيا وعلميا لدى الباحثين، وعلى ذلك  وجب توجيههم بما يساعدهم على تذليل الصعاب، وتحقيق النجاح في المسابقة الدكتورالية. فضلا على تبيين الخطوات العملية المتعلقة بمرحلة ما بعد النجاح في مسابقة الدكتوراه.التي تضع الطالب أمام مشروع البحث، وإنجاز الأطروحة.

وأُنَوِّهُبأنني تعمدت المزاوجة بين الجانب النظري والتطبيقي في بعض النقاط والمحاور؛ حتى يسهل على القارئتحصيل معلوماته حول الجانبين بشكل يسير، سيما وأن الفصل بينهما- أي النظري والتطبيقي- قد يعمل على تشتيت الأفكار، وقد يدفع الطالب إلى إعادة تلخيص معلومات الجانبين النظري والتطبيقي مجددا، وهذا ما قد يكلفه جهدا ووقتا، وما غايتنا من هذا التأليف، إلا توفير الجهد والوقت على المقبلين على استحقاق الدكتوراه.

وتجدر الإشارة أنني قسَّمْت الدراسة إلى قسمين؛  سميِّتُأولهما: قبل النجاح في مسابقة الدكتوراه، تناولتُ فيه أهم المعطيات المتعلقة بالجانب التحضيريلهذه المسابقة،باعتبار التحضير الأمثل هو العتبة الأساسية لتحقيق النجاح، كما قمتُبتوضيح النقاط  المنهجية والفكرية  التي تُبْنَى عليها الإجابة في امتحان الدكتوراه، باعتبار التحكم المنهجي في تحرير الإجابة يُشَكِّلُ الركيزة الأساسية للتفوق، وليس النجاح فحسب.أما القسم الثاني فعنوتُ له بـ: بعد النجاح في مسابقة الدكتوراه، وقد قمتُفيه بتسجيل بعض الشؤونالمنهجية والعملية الهامة، المتعلقة بإنجاز الأطروحة؛ فيما يتصل باختيار موضوعها، وانتخاب المشرف عليها، علاوة على توضيح النقاط المنهجية التي يُبْنَى بها مشروع البحث، ومُلَخَّصُه، ومقال المناقشة، وقد أَرْفقتُذلك بنماذج تطبيقية تتعلق بأطروحتي الدكتورالية.ناهيك عن صفحات من تجربتي الخاصة بإنجاز البحث.

وإنَّ حرصي على توضيح الجوانب المنهجية، منبثق من أهمية هذا الجانب، الذي يُشَكِّلُ دعامة أساسية في مضمار البحث العلمي، كما أنه آلية فعَّالة في صنع الفارق بين المترشحين.

بقي أن أشير إلى أن الكتاب في شِقِّهِ المنهجي؛موجه للطلبة المتخصصين في العلوم الإنسانية عامة، وطلبة الأدب العربي على وجه الخصوص، بوصفي متخصص في النقد والأدب. كما يمكن للباحثين في المجال العلمي أن يجدوا شيئا يفيدهم في مبحث التحضير للدكتوراه، أو في المبحث الخاصبتجربتي مع أطروحة الدكتوراه، باعتبار الجو البحثي العام تحكمه سياقات متقاربة.

كما لايفوتني القول  أبدا: إن هذا من فضل ربي، فالشكر  لله أولا وآخرا،وماتوفيقي إلا به عليه توكلت وإليه أنيب، وإن آخر دعوانا : الحمد لله رب العالمين.

الدكتور العيد بوده:13/05/2020م. برج عمر إدريس- إليزي