تفصيل

  • الصفحات : 150 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-308-5.

شكّل التطور الذي شهدته البشرية في العديد من المجالات فرصة لبروز الكثير من الفواعل التي تريد الانخراط في السياسة العالمية والتأثير على مجرياتها، ومن بين هذه الفواعل نجد “الجماعات الإرهابية”  التي يبدو أنّ اسمها أصبح متداولا بكثرة في الدوائر السياسية والإعلامية والأكاديمية منذ أحداث 11/09/2001، بحيث أصبحت تمثل أحد الأبعاد الجديدة التي تهدّد الأمن العالمي بعيداً عن المعطيات التي كانت سائدة في فترة الحرب الباردة نتيجة الصراع المانوي* بين المعسكرين.

إنّ الإرهاب في العصر الحالي لم يعد كما كان قبل نهاية الحرب الباردة، فلقد شهد العديد من التحولات والتغيرات التي ميزته عن الأجيال السابقة، ويتعلق ذلك ببنية الإرهاب، وأشكاله، والأساليب المستخدمة لإحداث الفتك المادي والمعنوي، وسرعة التكيّف مع الأوضاع والتحديات الأمنية، ومدى القدرة على الانتشار في عدة مناطق متفرقة وواسعة، ولقد تم وصف هذه التحولات بإضافة كلمة “جديد”  أو “New” باللغة الانجليزية لتصبح التسمية العلمية والدقيقة له هي الإرهاب الجديد (New Terrorism).

ويعتبر الإرهاب الجديد اليوم أحد أبرز المواضيع المطروحة في الساحة الأمنية والاستراتيجية لما يشكله من تهديد قد يكون وجودي لبعض الأنظمة السياسية، لا سيما وأن الجماعات الإرهابية أصبحت قادرة على امتلاك التكنولوجيا والوسائل والأدوات التي تستطيع من خلالها تهديد أمون دول عديدة والسيطرة على أراضي واسعة، لذلك فهو يعتبر من الأمور المهمة التي تسعى كل دولة للقضاء عليه بكل السبل المتاحة، وبطريقة جد سريعة خوقاً من انتشار وتطور هذا السرطان الذي لا يفرق بين كبير أو صغير أو بين مدني وعسكري أو غير ذلك.

ومن هذا المنطلق فإنّ هذا الكتاب هو محاولة يسعى من خلالها المؤلف إلى دراسة أبرز المضامين المفاهيمية والنظرية حول الإرهاب الجديد والتفصيل فيها بشكل دقيق حتى يتسنى معرفته بشكل أكبر وتمييزه عن الأجيال السابقة للإرهاب، ويأتي هذا الكتاب كأول إنتاج أكاديمي ضمن سلسلة أطلقت عليها “سلسلة الدراسات الاستراتيجية والأمنية”، وهي سلسلة تسعى لدراسة وترجمة العديد من المواضيع المهمة  والجديدة في مجال الأمن والاستراتيجية والدفاع نحاول من خلالها إفادة الطلبة ومؤسسات الدولة في العالم العربي متمنيين من الله عز وجل كل التوفيق.

د. جارش عادل

* تمّ استخدام مصطلح “المانوي” كدلالة على الخطابات التي كانت سائدة في الولايات المتحدة، والتي تعتبر  أن الاتحاد السوفياتي كان يمثل محور الشّر في العالم، وأن الولايات المتحدة هي محور الخير إذ تحاول نشر الديمقراطية والسلام، وهو الطرح الذي يتبناه السوفيات بشكل معاكس أيضاً، ويُنسب مصطلح “المانوي” إلى الميثولوجيا المانوية الفارسية التي تعتبر أنّ العالم مركّب من أصلين أحدهما النور: وهو مصدر الخير، والآخر ظلام: وهو مصدر الشر يجب إزالته، والحرب ضده هي حرب دائمة حتى يسود الخير.  للمزيد انظر: شاهر إسماعيل الشهر، أولويات السياسة الخارجية الأمريكية بعد أحداث 11 أيلول 2001. دمشق: الهيئة العامة السورية للكتاب، 2009، ص34.