تفصيل

  • الصفحات : 320 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-216-3.

يعتبر الإعلام الإذاعي المحلي من المواضيع الهامة في تخصص علوم الإعلام والاتصال، باعتبار أن هذا النوع من الإعلام له أهمية كبيرة في زمن التدفق العالي للمعلومات وظهور مجتمعات المعرفة.

يستمد الإعلام المحلي أهميته من خصائصه في حد ذاتها، منها البيئة المحلية التي يخاطبها، بهدف خدمتها والحفاظ على مميزاتها الاجتماعية وخصوصيتها الثقافية.

تعد الإذاعة من أبرز وسائل الإعلام المحلي، التي أظهرت ومنذ نشأتها تأثيرا بالغا في الجمهور الذي تخاطبه، فهي إذاعة تستمد مادتها الإعلامية من الواقع الذي يعيشه المجتمع المحلي، وفي المقابل تحاول معالجة قضاياه ومشكلاته ومعايشة ظروفه، من خلال تقديم خدمة جوارية تسعى لتلبية رغبات وحاجات المستمع.

ولتحقيق ذلك،تتنوع برامج الإذاعات المحلية بما يتوافق ومختلف مجالات الحياة اليومية للمواطن، منها الاجتماعية، الاقتصادية، التنموية، التربوية، وحتى الثقافية، تتخللها برامج ترفيهية ومنوعات تهدف إلى تخفيف الضغط اليومي على المستمع.

إن أهمية الإذاعات المحلية جعلتها منتشرة تقريبا عبر مختلف دول العالم، لتكون أداة للوصول إلى الأفراد وخدمتهم في أي مكان، والجزائر من الدول التي شهدت في أواخر القرن الماضي اهتماما بالغا بإنشاء الإذاعات المحلية، وعرفت انطلاق التجربة بعد صدور قانون الإعلام 90/07، ومر تطور هذه الإذاعات بعدة مراحل إلى أن تم استكمال مشروع إذاعة محلية لكل ولاية بعد عشرين سنة من الانطلاق في هذه التجربة.

ومع مرور السنوات، تطورت الإذاعات المحلية تقنيا وإعلاميا، واستفادت من التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، في تنوع منتجها الإعلامي وتطويره والابتكار فيه بما يتناسب والتطورات الحاصلة في الساحة الإعلامية المحلية والعالمية، كذلك تلبية لحاجات ورغبات الجمهور الذي تخاطبه.

الإذاعة المحلية تخاطب مختلف فئات المجتمع، مهما اختلف نوعها أو مستواها التعليمي والاقتصادي، فجمهورها متنوع، وعلى أساسه يتم اختيار البرامج الإذاعية المناسبة وتحديد وقت بثها.

وتعد المضامين الثقافية من المضامين التي تخصص لها الإذاعات المحلية مساحات زمنية معتبرة، لأنها من المضامين التي تساهم في تثقيف المجتمع المحلي وتعليمه ورفع مستوى تفكيره وإبداعه، إضافة إلى ترسيخ قيم الانتماء والهوية الثقافية المحلية.

يعتبر الشباب الجزائري من الفئات التي تستمع للإذاعات المحلية، وأيضا من الفئات التي تستهدفها هذه الأخيرة، وهي الفئة التي تتميز بخصائص تختلف عن الفئات الأخرى، ولها حاجاتها التي تتطلع إلى إشباعها من خلال مختلف الوسائل ومنها وسائل الإعلام، ولأن الشباب يشكل نسبة هامة في تركيبة المجتمع الجزائري، وجب الاهتمام به وتلبية حاجاته بما يحقق الإشباعات المطلوبة، خاصة فيما يتعلق بالثقافة لأن الشباب في يومنا هذا معرضون لكل أوجه الغزو والاختراق الثقافي، بمختلف الوسائل والأساليب المتاحة، ومنها وسائل الإعلام، لذلك يتحتم على وسائل الإعلام المحلية مواجهة هذه التيارات المدمرة لهوية الشباب وتفكيرهم، عن طريق الاهتمام أكثر بمضامين إعلامية هادفة تسعى إلى الحفاظ على الهوية الثقافية المحلية وترسيخ العادات والتقاليد المتوارثة، حتى لا يكون شبابنا نسخة مقلدة عن الغرب.

إن الإذاعة المحلية كوسيلة إعلامية لها خصائصها ووظائفها المتعددة في المجتمع المحلي، أبرزها الوظيفة التثقيفية، حيث تكشف من خلالها الخصائص الثقافية للمجتمع المحلي، وتسلط الضوء على الموروث الثقافي والحضاري والتاريخي للمنطقة.

كما تبرز الأهمية من خلال دور الثقافة في حياة الأفراد، وخاصة الشباب، فلا يمكن لأحد أن ينكر تعدد القنوات التي يعتمد عليها الشباب في الحصول على الثقافة، ولعل الخطر يكمن في استهلاكه للثقافات الوافدة، التي تتعارض مع قيمه وعاداته، وكذا العزوف الكبير عن القراءة، والانتشار الكبير لشبكات التواصل الاجتماعية، مما يجعلهم يلجئون إلى أقرب وأسهل الوسائل، من أجل التثقيف، والأهمية تظهر أيضا في الإطلاع على واقع الإعلام الثقافي من خلال الإذاعات المحلية، ودراسة جمهور البرامج الثقافية من فئة الشباب، لمعرفة احتياجاته ورغباته، بما يساعد على وضع إستراتيجية إعلامية ترتكز على إرساء القواعد الصحيحة للإعلام الثقافي بالجزائر.