تفصيل

  • الصفحات : 137 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-284-2.

إن نهاية القرن العشرين والبدايات الأولى من القرن الحادي والعشرين وما رافقها من أحداث أدت إلى تحولات هيكلية في طبيعة التهديدات الأمنية، ولقد أكدت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على برجي التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية مَخاوف المحللين الذّين أَشاروا إلى مواطنِ الضُّعف في الإستراتيجية العسكرية التقليدية المَبنية على أساس المواجهةِ التقليدية بين الجيوش النظامية، والموجهة لطيلةِ عقودٍ من الزمن لمجابهة تهديدات تماثلية Symmetric Threats.

كما أن التطور المتزايد في المجال التكنولوجي العسكري من خلال الأسلحة والصناعات الحربية من جهة، وتنامي ظُهور الفواعل غير الدولية التي أضحت تُضفي الطابع اللاتماثلي Asymmetric Character على جُل التهديدات الأمنية الجديدة خاصة في ظل تراجع احتمال الحرب الكبرى بين الدول كفواعلٍ أساسية في النظام الدولي، وذلك راجع للترابط والتشابك الكبير الذّي يُميز ويدعم تشارك مصالح القوى الكبرى في قضايا الأمن حول مناطقِ النُّفوذِ.

هذا ما أدى إلى الجزم بأن الإستراتيجية العسكرية الموَجهة لمجابهةِ التهديدات الأمنية اللاتماثلية أصبح يقودنا إلى البحث والتقصي عن الأساليب والوسائل العسكرية الأكثر تأثيراً وفعّاليةً في هذه المواجهة، حيث أن تحليل التطورات التي يعرفها المجال الإستراتيجي العسكري الذي أضحى يشهد تطوراتٍ واسعة في الوسائل وأساليب القتال، ومن هنا أصبحَ أيضا من المُلِح ربطُها عضوياً مع تطور شكل التهديد، وبالتالي أصبح من الضّروري إعادة النظر في هيكلة الجيوش النظامية تماشياً وشكل التهديدات الإرهابية الجديدة ومختلف الأعمال الإجرامية، هذا على غِرار فعّالية الشراكات والتحالفات العسكرية ودورِها في المواجهة اللاتماثلية.

إن استغلال التطور التكنولوجي في المجالات العسكرية كاستخدام الطائرة من دون طيار وحرب الفضاء الإلكتروني، إضافة إلى العمل الإستخباراتي والدعاية والحرب النفسية التي يبدو أن لها فاعلية في المواجهة اللاتماثلية، وهذا خاصة إذا ما تم إدماجها مع مجموعة من الأساليبِ التي تُساهم في خلقِ بيئةٍ عسكريةٍ أكثر قابلية للتكيف مع هذا النمط اللاتماثلي للتهديدات، وذلك في إطارِ تطويرِ العلاقات المدنية-العسكرية وغيرها من الاستراتيجيات العسكرية الفاعلةِ في مجال مواجهة التهديدات اللاتماثلية.