تفصيل

  • الصفحات : 290 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،

الاتصال الصحي الرقمي من أهم الموضوعات التي فرضتها الأزمة العالمية وهي أزمة كورونا كوفيد 19، والتي فرضت علينا إعادة التفكير في نظم الاتصال الصحي والتحولات الجديدة في ميدان علوم الاعلام والاتصال . تٌمثل التقاطعات بين الصحة والاتصال مجالًا مهنيا وتخصصيا شهد تناميا ملحوظا بفعل تزايد تركيز السياسات العمومية في القطاع الصحي على أولوية المقاربات الوقائية توازيا مع الاستثمار في البنى التحتية والمورد البشري المتخصص، حيث يتم بموجب ذلك إعتبار توفيرالمعلومات الصحية على رأس المرتكزات التي تشكل صلب الرعاية الصحية الأولية وتستجيب لحق الساكنة في معرفة مشاكلهم الصحية وحق المشاركة في حلها.

كما تفرض مقاربات الاتصال الصحي الرقمي خلق سياقات اتصالية جديدة تُفضي إلى نشوء روابط تفاعلية مباشرة بين المريض والمعالج وبين الجمهور العام والمتخصصين في صيغة تواصل عمومي تفاعلي وشفاف يؤسس لأمن صحي شامل للمجتمع يلبي إحتياجاته المشروعة للمعلومة الطبية ويواجه حالات التضليل والزيف والاخبار الكاذبة خصوصا في أزمنة الأوبئة والجوائح.، وقد فتحت جامعة عبد الحميد بن باديس ومخبر الدراسات الإعلامية والاتصالية وتحليل الخطاب، بالتعاون مع مركز البحث  العلمي  والتقني في علم الانسان  الاجتماعي  والثقافي، مجالا للنقاش بين الباحثين من مختلف جامعات الدول العربية لإثراء هذا الموضوع بتجارب مختلفة وإسهامات جادة نظرية وميدانية .

تحمل أوراق هذا الكتاب مساهمات علمية في ميدان علوم الإعلام والاتصال ومعارف الأخرى، حيث تطرق الباحثين حبيب ولد مجبر، والطيب لوصيف  دور الاتصال الرقمي في رفع درجة الوعي الصحي دراسة ميدانية بمستشفى محمد بوضياف المدية على ضوء انتشار جائحة كورونا، تسعى هذه الدراسة إلى تبيان مكانة الاتصال الرقمي الصحي وأهميته ضمن الإستراتجية الاتصالية للمؤسسة الاستشفائية العمومية لولاية المدية خصوصا على جراء انتشار جائحة كورونا، والكشف عن الوسائل والأساليب الاتصالية الرقمية التي تستخدمها المؤسسة الاستشفائية ذاتها لتبليغ فحو الرسالة الصحية، ورصد فاعلية الاتصال الرقمي ودوره في تحقيق التوعية الصحية خصوصا على ضوء انتشار وباء كورونا.

فيما تطرقت الدكتورة آمال توهامي إلى موضوع الطب عن بعد، كقراءة في المفهوم وأخلاقيات الممارسة، هدفت هذه الدراسة الكشف عن ماهية الطب عن بعد كأحد أهم التطورات الحاصلة في المجال الطبي وأحدث أشكال الممارسة الطبية الرقمية في الوقت الحالي، وتطرق الدكتور حميد بوشوشه، إلى دراسة اتصال الأزمة في المؤسسات الصحية الجزائرية خلية الإعلام بمستشفى قسنطينة خلال جائحة كورونا ” أنموذجا “، وتركز الدراسة على خلية الإعلام الموجودة على مستوى المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة  كقطب صحي جهوي استقطب  الاهتمام بشكل كبير في الأشهر الأولى للجائحة ، كدراسة حالة نجيب فيها عن تساؤلات كثيرة عن علاقة هذه الخلية بوسائل الإعلام ومدى استعدادها لمواجهة مثل هذه الأزمات الفجائية ؟ وكيف تعاملت مع الأوضاع الجديدة التي طرأت على الساحة الصحية ؟ وهل كانت تملك  إستراتيجية واضحة لمرافقة الأزمة واتخاذ القرارات الملائمة في حينها؟ وما هي الصعوبات والعوائق التي واجهتها إدارة الاتصال في هذا المستشفى ؟، وتطرق الباحثين أمين منصور وافي، ومدحت عبد المجيد الزطمة، إلى دراسة استخدامات الجمهور الفلسطيني للإعلام الرقمي في تشكيل معارفه بوباء كورونا وعلاقتها بالسلوك الصحي، تهدف الدراسة للتعرف علي دوافع استخدام الجمهور الفلسطيني للإعلام الرقمي في تشكيل معارفه الصحية عن وباء كورونا،وهي دراسة وصفية واستخدمت المنهج المسحي وفي إطار تم استخدام صحيفة الاستقصاء, ويتكون مجتمع الدراسة من أفراد المجتمع الفلسطيني المستخدم لوسائل الاعلام الرقمي،  وتم اختيار عينة عشوائية بسيطة من خلال حسابات الباحثان  وأصدقائهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وفي نفس السياق تطرقت الدكتورة ريم الفول إلى دراسة المحتوى الرقمي الصحي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) صفحة واقع الصحة في الجزائر أنموذجا، تسعى هذه الدراسة إلى إبراز مضامين مواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة، وموقع الفيسبوك بصفة خاصة في مجال الصحة، لكونها احتلت في الآونة الأخيرة أهمية قصوى في عدة مجالات الحياة، ومن أهمها على الإطلاق المجال الصحي، نظرا لمدى تأثيرها على كل شرائح المجتمع.

وفي سياق أخر تناول الدكتور صدام الرايس موضوع المنظومة الصحية وسيرورة الخطاب الاتصالي خلال الأزمات الصحية في الجزائر الممارسات الاتصالية والإعلامية لوزارة الصحة خلال أزمة جائحة كورونا (Covid 19)نموذجا، حاولت هذه الدراسة التعرف على طبيعة الممارسات الاتصالية والإعلامية لوزارة الصحة الجزائرية وسيرورتها خلال أزمة جائحة كورونا(Covid 19)،و دراسة محدداتها والسياق العام الذي تنشأ فيه،ومعرفة مقومات هذه الجهود وخصوصيتها وانعكاس ذلك على فعاليتها في تنمية المعارف الصحية وتكوين اتجاهات المواطن الجزائري نحو هذه الأزمة، وتطرق الباحثين زكريا طفياني، وياسين صدوقي، إلى دراسة الاتصال الصحي الرقمي ودوره في تحقيق الوعي الصحي لدى الطلبة الجامعيين، دراسة مسحية على عينة من طلبة جامعة الجيلالي بونعامة خميس مليانة، وتسعى هذه الدراسة إلى معرفة دور الاتصال الصحي في تعزيز الوعي الصحي لدى الطلبة الجامعيين المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي والانترنت، خصوصا في ظل هذا الوضع الوبائي((Covid-19الذي يعيشه العالم اليوم، والذي ألزم الجامعات والكليات والمعاهد بأن تتخذ إجراءات استثنائية في تسيير الدروس وإلقاء المحاضرات واتخاذ الإجراءات الاحترازية للتعليم الحضوري داخل الجامعة، فيما تطرقت الباحثتين فتيحة بارك وياسمينة بن عمار إلى دراسة الاتصال الرقمي  بين التوعية في مجال الصحة الرقمية وتفعيل دور الوسائط الاجتماعية مرض بالسيليكوز عبر الفيسبوك أنموذجا، وذلك من خلال البحث في تحديد مساهمته في مجال التوعية لمواجهة مرض السليكوز عبر صفحات الوسائط الاجتماعية وبالتحديد صفحة الفيسبوك، ولحصر معلومات عن الموضوع اعتمدنا على المنهج المسحي  من خلال حصر مضامين المنشورات من خلال أداة تحليل المحتوى، إلى جانب  الاعتماد على أداتي الملاحظة  والمقابلة، حيث أنه من بين أهم ما توصلنا إليه هو أن الفيسبوك واحد من الفضاءات الهامة للتوعية حول مرض السليكوز.

وتناولت الباحثة نذار خادم خلود دراسة موضوع تطبيقات الصحة الرقمية للحد من انتشار فيروس كورونا تطبيق “احتراز EHTERAZ ” القطري نموذجا، تسعى هذه الدراسة للإبراز أهمية الصحة الرقمية في ظل أزمة كورونا في قطر، وكيف ساهم تطبيق “احترازEHTERAZ ” في تعزيز إجراءات الوقاية من انتشار الفيروس ومساعدة الفرق الطبية المختصة على تقديم الرعاية الصحية عند اللزوم، في حين تطرق الباحث هشام كرميش إلى دراسة البعد الإستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال والصحة الرقمية “عرض تجارب رائدة”، تهدف هذه الدراسة إلى إبراز البعد الإستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال والصحة الرقمية، ودورهما في تعزيز الخدمات الصحية. كالإدارة الإلكترونية والتطبيقات الصحية وكذلك السجل الصحي الإلكتروني للمريض وغيرها من التقنيات والأنظمة الرقمية التي أتاحتها هذه التكنولوجيات.

وقد عالجت هذه الإسهامات البحثية موضوع الاتصال الصحي الرقمي، وهي دراسات تطرقت في جوهرها إلى تقاطعات الصحة والاتصال باعتبارها مجالا مهنيا وتخصصيا شهد تناميا ملحوظا بفعل تزايد تركيز السياسات العمومية في القطاع الصحي، وهو ما حاول الباحثين إبرازه بشكل أو بأخر من خلال دراساتهم وأبحاثهم في مجال الصحة والاتصال الرقمي.وفي الاخير  نتقدم بالشكر الجزيل لاستاذ  الجيلالي مستاري مدير  المركز  وكل  الطاقم  الاداري والفني على المساهمة والتسهيلات المقدمة لانجاح التظاهرة العلمية التي عقدت  بالمركز.

ا.د العربي بوعمامة