تفصيل

  • الصفحات : 239 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-178-4.

بسم الله الرّحمن الرّحيم والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمد عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليُّ العظيم أمّا بعد:

فإنّي أحمد الله عزّ وجل على أن وفّقني ويسرّ لي إتمام هذا الكتاب الذي يعد باكورة كتبي بحول الله، ولا أُخفي على إخوتي الأفاضل أنّ التّأليف ليس بالمهمّة السّهلة خاصّة إذا أراد المؤلف أن يكون مدقّقا وناقدا لما ينقله ويستشهد به، وقد يأخذ منه التأليف جميع أوقاته بما فيه أوقات الفراغ والرّاحة،والانسان مادام أنّه راحل لا محالة عن هذه الدنيا الفانية فإنّه تهون عليه المشقّة والتّعب لترك ما يكون له صدقة جارية بعد وفاته، وكم من ميّت  قد قيّد له الله عمرا ثانيا بعد مماته بسبب تركه لثروة علمية هي أغلى من ثروة المال فبقي النّاس يذكرونه ويترحّمون عليه إلى يوم الدّين، ولذا فالإنسان الكيّس الفطن العاقل هو الذي يستثمر وقته في ما يعود عليه بالنّفع حال حياته وبعد مماته .

أمّا فيما يخص سبب اختياري لهذا الموضوع دون غيره من الموضوعات فيمكن أن أُرجعه إلى سبيين لا ثالث لهما ؛ أمّا السّبب الأول فهو رغبة ذاتية نابعة من الدّاخل مُزجت بميل شديد للدّراسات ذات الأبعاد الأمنية والفكرية والثّقافية والدّينية،وكلُّ هذا تحقّق في موضوعنا هذا، وأمّا السّبب الثّاني هو إنّي رأيت أنّ هذا الموضوع في حد ذاته يحتاج إلى مزيد من البيان والدراسة والتّوضيح لعلّ ذلك يفتح مجالات بحث أخرى للباحثين في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية بصفة عامة، ضف إلى ذلك أنّ الواقع الأمني التي تعيشه كثير من الدول العربية والاسلامية يفرض علينا معرفة أسباب تردي الاوضاع الأمنية في تلك البلدان وذلك من منطلق العلاقة المزدوجة بين الأمن الفكري والأمن القومي وهو ما سنبيّنه بدقّة في ثنايا هذا الكتاب إن شاء الله.

وأرغب في مستهل هذ الكتاب أن أدوّن بعض الملاحظات المهمّة بخصوص منهجية تحرير الكتاب وبعض الأشياء الأخرى المتعلّقة بها، وهذا حتّى لا يعذلني بعض الإخوة المهتمين بمنهجية البحث العلمي ومن ذلك:

1- أنّه يتكرّر معنا أحيانا في هذا الكتاب بعض الأفكار وقد تدعونا إلى ذلك الحاجة إلى التّكرار والتّذكير، وليس التّكرار مقصودا في ذاته وإنّما يأتي في سياقه وزمانه المناسب، ومن جرّب التأليف لا يعذلني في ذلك .

2- أنّني في بعض الأحيان حينما أستدل بمرجع علمي أقوم بإضافة بعض الفقرات التي هي من اجتهادي الخاص وليست فكرة المؤلف الذي نقلت عنه وهذا حتّى لا يتوهم متوهم أنّي أضيف أشياء غير موجودة في المصدر الأصلي إنّما يدفعنا إلى ذلك الحاجة إلى التّأكيد على بعض الأشياء التي لم ترد في النّص الأصلي الذي أخذنا منها الفكرة، وهذا من باب الأمانة العلمية التي نحرص عليها أشّد الحرص في كل أبحاثنا .

3- أنّني لم أعتمد كثيرا كما هو ظاهر في الكتاب على المراجع باللّغات الأجنبية،وهذا ليس استنقاصا للّغات الأجنبية مع إقرارنا بأولوية اللّغة العربية عن باقي اللغات وإنّما هي حاجة في نفس صاحب الكتاب نابعة من قناعة شخصية لا يفتّ في عضدها شيء .

4- أنّني لم أشأ أن يكون الكتاب مطولا وآثرت أن يكون من صنف الكتب المتوسطة الحجم أو أقل من ذلك، وذلك بسبب تفادي تكرار ما تناوله غيرنا في كتب عالجت نفس الموضوع ؛ ولذا رأيت من غير المناسب تكرار ما سبقني إليه غيري من الإخوة الأفاضل حتّى لا يكون الكتاب مجرّد استنساخ لأفكار الآخرين بطرق ملتوية.

5- أنّني لم أشأ كذلك أن تغيب بصمتي في تأليف الكتاب ولذلك حرصت قدر الإمكان التّقليل وعدم الاعتماد على كثير من المراجع العلمية  حتى لا يكون الكتاب مجرّد نقولات علمية فحسب، وهذه أحد مشكلات البحث العلمي اليوم حيث تكاد الملكة النقدية تغيب عن أغلب الدراسات والبحوث العلمية مما يفقد تلك البحوث قيمتها العلمية .

6- أنّني لم أعتمد على تقسيم الدراسة إلى أبواب وفصول ومطالب وفروع بل اعتمدتُ على طريقة المباحث فقط لأنّ تركيزي كان منصبا على أفكار ومحاور بعينها دون التزام كل الجزئيات المتعلّقة بها، وأريد من وراء ذلك كشف اللّثام عن كثير من الأفكار التي هي من واقع الناس المعيش. هذا وقد قسمت الدراسة إلى سبعة مباحث أساسية حاولت من خلالها الوقوف على أهمية موضوع الأمن الفكري ودوره في تحقيق الأمن العام والشّامل في المجتمع .

7- أنّني اكتفيت بالإشارة إلى المصادر والمراجع في هامش كل صفحة دون إعادتها في صفحة جديدة وهذا طلبا للاختصار في الوقت والجهد .

8- والّذي يجب قوله كذاك إنّني لا أزعم أنّي وقفت على كل تفاصيل هذا الموضوع البالغ الأهمية بل أترك غيري يتم ويستدرك ما قد فاتني أو ذهلت عنه أثناء تحريري لهذا الكتاب والانسان مهما أُوتي من علم وفطنة وذكاء فقد يفوته كثير من الأشياء والتنبيهات المهمة فيأتي من بعده فيستدرك عليه ما فاته،وهذا ليس عيبا بل هو من خصائص الانسان الذي يعتريه كثير من النقص والنسيان .

والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يجعل لي القبول فيه وينفع به غيري،  والله وليُّ ذلك وهو على كل شيء قدير .

كتبه أبو أنس رضا كشان