تفصيل

  • الصفحات : 159 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-498-3.

أصل أيّ بحث يبدأ بفكرة، تظهر لنا في لحظة ما حول موضوع معين، يبدأ التّساؤل يثار ليكون فكرة الموضوع الذي فكرنا فيه حاضرا معنا في كل وقت وحين، هنا يبدأ ميلاد تلك الفكرة التي جاءت نتيجة ملاحظتنا أو حوارنا مع أحد الأصدقاء أو قراءتنا لأحد الكتب أو… ليبدأ بعدها التّفكير الجدي في التّعرف أكثر على ذلك الموضوع، ومحاولة تتبع واقعية الفكرة التي فكرنا فيها.

يختلف الباحث كل الاختلاف عن الإنسان العادي، فكل فكرة بالنّسبة له تعتبر تحديا حقيقيّا للكشف عن جزء من الحقيقة الظاهرة المبطنة، يسعى دائما في دراسة الفكرة بطرق علمية نتيجة لما دأب عليه عبر مسار حياته التّعليمة والبحثية. الأمر الذي من شأنه جعل العمل الذي يقوم به يتميز بنوع من المصداقية العلمية؛ كونه راعى فيه خطوات البحث العلمي.

كنتيجة لتنوع وتعدد المواضيع والمشكلات البحثية والظواهر الاجتماعية، فقد كُثفت مساحات البحث العلمي والبحث السّوسيولوجي، وفي كتابنا سنحاول الحديث عن أهم ما يتعلق بالفروق الموجودة بين كلا النّوعين من البحوث، خاصة ما تعلّق بماهية كل واحد منهما، إضافة إلى الحديث عن خطواتهما من أجل إنجاز بحث ذي صبغة علمية.

حاولنا من خلال هذا الكتاب وانطلاقا من تجربتنا المتواضعة مع طلابنا في الجامعة التطرق لأهم النّقاط التي يجدون فيها مشاكل ميدانية أثناء نزولهم للميدان لجمع المعطيات منه، وحتى التأسيس المنهجي والنظري لإعداد بحث علمي، فكثيرا ما كان الطالب يشتكي من بعض اللّبس الموجود في بعض العناصر الأساسية في البحث العلمي، من مثل: الفرق الموجود بين أسئلة الانطلاق والإشكالية، الفرق الموجود بين المفاهيم والمتغيرات، كيفية تحليل المتغيرات إلى أبعاد فمؤشرات، طريقة صياغة الفرضيات والتمييز بينها، كيفية كتابة تقرير علمي…

جاء هذا الكتاب كصورة مصغّرة حاولنا فيه ولو بشكل بسيط أن نوضح بعض الأمور الغامضة لدى الطّالب، هذا الأخير المُطالب في نهاية تكوينه بإنجاز عمل أكاديمي بحثي مصغّر سواء في مرحلة ليسانس أو ما بعد التدرج في مستوى الماستر، إذ عليه أن يتبع خطوات البحث العلمي بحذافيرها مراعيا أهمية عدم اختراقها لعدم حصول خلل يظهر فيما بعد في مصداقية النّتائج المتوصل إليها.

حاولنا قدر المستطاع أن نُبسِّط الكثير من الأمور في ظل ما هو متاح لنا، وأن نتعرض لأهم المسائل التي يحتاجها الطّالب في تكوينه من أجل انجاز بحث علمي يمكن استثمار نتائجه بصورة جيدة تخدم الفرد والمجتمع معا.

لسنا ندّعي في عملنا هذا بأننا السّباقون في دراسته، مادام العلم نتاج تراكم العديد من المعارف عبر سنوات متعددة، فإنّ التراث العلمي حافل بدراسات حاولت أن تُسلط الضّوء على البحث العلمي والبحث السوسيولوجي معا، لكن نحن في كتابنا حاولنا التّطرق إلى بعض العناصر التي بلورنا جودة أهميتها انطلاقا من احتياجات الطّالب، وانطلاقا من أهم المشاكل التي واجهته في الميدان. من هنا يصبح هذا البحث من الطالب وإلى الطالب الهدف الأساسي منه مساعدته قدر المستطاع في فهم البحث العلمي والبحث السوسيولوجي ومقدرته على إنجاز بحث علمي يراعي فيه متطلبات البحث العلمي.

هذا الكتاب لا يخرج عن كونه مدخلا لفهم كل من البحث العلمي والبحث السوسيولوجي، حيث أننا قمنا بتقسيمه إلى ستة فصول، تناول الفصل الأول منه “ماهية البحث العلمي“، حاولنا التركيز  في هذا الفصل على كل من تعريف البحث العلمي، خصائصه، شروطه فأهدافه، أما الفصل الثاني فقد خصصناه لخطوات البحث العلمي.

أمّا الفصل الثالث فقد تناولنا فكريا فيه “ماهية البحث السوسيولوجي“، حيث ركّزنا في هذا الفصل على كل من “تعريف البحث السوسيولوجي“، و”البحث السوسيولوجي وتوظيف الدّراسات السّابقة“، “كيفية اختبار النّظرية في الواقع“، في حين خصّصنا الفصل الرّابع للحديث عن “أهم أدوات وتقنيات البحث العلمي“، وقد تضمن الفصل الخامس من الكتاب الحديث عن “كيفية كتابة التقرير العلمي“.

أما الفصل الأخير من الكتاب فتناول نماذج لبطاقة قراءة بعض الكتب لإعطاء فكرة للطالب عن كيفية إعداد بطاقة قراءة لكتاب.

نتمنى أن يحقق نشر هذا الكتاب، الفائدة المرجوة منه، ويكون دعما للطلبة ولكل باحث علم.

يبقى ما قمنا بتقديمه محاولة بسيطة متواضعة منا في يم الكم الهائل من المعلومات المتوفرة حول هذا الموضوع، ويبقى أخذ القليل خير من ترك الكثير، في شعار لكل مجتهد نصيب من اجتهاده، والطالب المتميز هو الذي يصنع من ذات البحث أحسن رفيقا له في رحاب أنّ الاجتهاد سيّد الحصول على المعرفة وجزءا من الحقيقة المنتمية إلى عوالم معرفية متعددة.

  • الدكتورة: كريمة هرنــدي.