تفصيل

  • الصفحات : 334 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-305-4.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم وبعد،

فإن الرغبة في القيام ببحث أكاديمي تتطلب الأخذ بعين الاعتبار المناهج المختلفة لبناء المعرفة العلمية والمساهمة في تراكمها. وهذا يعني الالتزام باختيار واستعمال ما يناسب جودة نوع المعرفة التي سيتم إنتاجها من مناهج وتقنيات علمية، وذلك في مختلف التخصصات العلمية الاجتماعية والطبيعية.

فيما يخص العلوم الاجتماعية، أصبح من الشائع تصنيف مناهج البحوث إلى مناهج كمية ومناهج كيفية. وإذا كان النوع الأول منها متداولا جدا منذ عشرات السنين، فإن المناهج والتقنيات الكيفية -رغم قِدم استعمالها- لم تكن كذلك، بل عانت في معظم الأوساط الأكاديمية من التجاهل والرفض وفي أحسن الحالات من التقليل من أهميتها، لكنها أصبحت منذ نهاية القرن العشرين ومطلع القرن الحالي تحضى باهتمام متزايد في معظم الجامعات بمختلف تخصصاتها. ومنها الجامعات الجزائرية، التي قامت مؤخرا لجانها البيداغوجية في العلوم الإنسانية والاجتماعية بتخصيص مواد دراسية لها في الأطوار الثلاثة  (ليسانس، ماستر، دكتوراه) بعد أن كانت مغمورة ضمن عناصر فرعية في مواد منهجية عامة أو في خواتيم المواد الخاصة بالمناهج الكمية أو منعدمة التواجد.

إن العمل الذي بين أيدينا عبارة عن تطوير لمطبوعة بيداغوجية لمادة: “المناهج الكيفية”، التي تدرّس في طور ماستر2 إعلام، تخصص “الصحافة المطبوعة والإلكترونية”، تمّ إعدادها لتلبية أهداف التعليم الآتية: تعريف الطالب بأهم المناهج الكيفية وتمييزها عن المناهج الكمية، مع إكسابه المهارات التطبيقية في المناهج الكيفية. وذلك من خلال تدارس العناصر الآتية:

 

1- مفهوم البحوث الكيفية (النوعية)

2- سمات البحوث الكيفية

3- مجالات استخدام البحوث الكيفية

4- عيوب البحوث الكيفية

5- منهج تحليل الخطاب في الدراسات الإعلامية

6- مدارس تحليل  الخطاب الإعلامي

7- منهج تحليل القوى الفاعلة

8- منهج تحليل حقول الدلالة  والمفاهيم

9- التحليل السيميولوجي

10- دراسة الحالة

11- تحليل مسار البرهنة في النص الصحفي

12-تحليل الحقول المرجعية في النص الصحفي

13- تصميم أدوات جمع البيانات والمعلومات في البحوث الكيفية

14-  التكامل المنهجي بين البحوث الكمية والبحوث الكيفية

ونظرا لكون هذه العناصر الدراسية للبرنامج الرسمي لا تفي بالغرض لا شكلا (بنية غير متوازنة: عناصر فرعية جدا بجانب عناصر رئيسة…) ولا مضمونا (افتقاد بعض العناصر المهمة)، ولكونها موجهة أساسا لطلبة علوم الإعلام والاتصال، فقد تم اعتماد تصميم مغاير مع إثراء معتبر لمضمونه لتعميم الفائدة على المهتمين بالمناهج الكيفية في كل تخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية:

حيث تم تقسيم العمل -مع مراعاة حجم المادة المعتبر- إلى جزئين متفاوتي الأهمية والحجم لضرورة معرفية أساسا ثم لضرورة بيداغوجية (مراعاة محتوى البرنامج الدراسي الرسمي): جزء أول خصصناه لبعض أسس البحوث الكيفية (المنطلقات، المفهوم والخصائص، العلاقة مع المناهج الكمية، مجالات الاستخدام…) ولأنواع مناهج البحوث الكيفية الصرفة والمختلطة (تحليل الخطاب، التحليل السيميولوجي، التحليل الوثائقي، تحليل المحتوى، دراسة الحالة، المنهج الاثنوغرافي، المنهج البيوغرافي، المنهج المقارن، المنهج التاريخي…)، وهو يعتبر صلب العمل الذي بين أيدينا. وجزء ثان سيتم تخصيصه لأهم الإجراءات التطبيقية لمناهج البحوث الكيفية: جمع البيانات ومعالجتها والتحقق من صدقها وثباتها.

تجدر الإشارة في الأخير إلى أنه تم الحسم التقديري في بعض الخيارات المعرفية في هذا المؤلف تبعا لبعض الضرورات البيداغوجية ولبعض القناعات الشخصية. وكان الأمر يتعلق أساسا بإدراج بعض العناصر أو عدم إدراجها وتحديد موقع عناصر في متن الكتاب. ومنه مثلا، ما يخص فصل بعض “التقنيات” الكيفية (دلفاي، التدخل التشاركي…) عن “المناهج” الكيفية، واعتماد بعض المناهج في صيغتها الكيفية -مع وجود تصور كمّي لها- كمنهج تحليل المحتوى والمنهج المقارن والمنهج التاريخي…، وتفصيل عرض عناصر دون أخرى… مع ما قد يلاحظ طبعا من تفاوت في نوعية التغطية المعرفية لمختلف عناصر هذا العمل تبعا لطبيعتها ولما تيسر من إمكانات معرفية ومادية. كما تم من جهة أخرى تفهّم التداخل المنطقي بين عناصر بعض مناهج البحوث الكيفية (تحليل الخطاب والتحليل السميولوجي وتحليل المحتوى/ المنهج التاريخي ومنهج دراسة الحالة والمنهج البيوغرافي…) فتم عرضها كلما تطلب الأمر ذلك بطريقة متميزة. وهو ما قد يعكس بعض أوجه الاختلاف في مقاربة موضوع المنهجية في العلوم الاجتماعية الذي يعتبر أصلا ذا طبيعة مرنة رغم أهميته العملية الحاسمة… مما يؤكده “مايرينغ” (Mayring, 2014) بقوله: “ربما لا يوجد موضوع في العلوم الاجتماعية يحتوي على اختلافات في الرأي أكثر من منهجية البحث. وربما لا يوجد موضوع أكثر أهمية للعمل العلمي وتحقيق نتائج بحث صحيحة أكثر من موضوع مناهج البحث المناسبة”.

والله ولي التوفيق وهو يهدي إلى سواء السبيل.

قسنطينة (الجزائر) في: الاثنين 15 محرم 1443/ 23 أغسطس 2021

لإبداء الملاحظات التحسينية، التواصل مع المؤلف أو مع الناشر

فقد كتب القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني في رسالته إلى العماد الأصفهاني:

﴿إني رأيت أنه ما كتب إنسان كتاباً في يومه إلا قال في غده.. لو غيرت هذا لكان أحسن.. ولو زيد كذا لكان يستحسن.. ولو قدم هذا لكان أفضل.. ولو تركت هذا لكان أجمل.. وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر﴾…