تفصيل

  • الصفحات : 132 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-691-54-9.

المسرح الجزائري عقب الاستقلال قد أخذ وضعا يختلف فيه عن الوضع الذي ساد أثناء الحرب التحريرية، إذ حدّ قرار التأميم الصادر عن الحكومة الجزائرية سنة 1963 بين مرحلتين أساسيتين هما :

  • مرحلة التعريف بالقضية الجزائرية، والتوعية بالنضوج الثوري في تقرير المصير
  • ومرحلة التجديد والتأسيس لمسرح جزائري حديث.

وطبقا للمعطيات الجديدة التي قامت وتقوم عليها مختلف المسارح ( الغربية  والعربية )، ونظرا للتحولات التي تغيرت فيها الأساليب والمعايير التقليدية في الفن المسرحي، بات لزاما على المسرح الجزائري أن يخوض في البحث والتجريب للظفر بشكل مــــعاصر يليق به وبحركته، ويستهدف التعبير عن موروثاته الأدبية والشعبية.

فشُرع في كتابـــة النص المسرحي الــــمعتمد على الكلمة المهذبة غير السوقية، التي هي إحـــدى دعــائم اللهجة العامية، وأحد مقومات  الكتابة والتأليف للمسرحيات الجزائرية، فظهر : أحمـــد بن عياد، وولد عبد الرحمن كــــــاكي، عبد القادر علولـــــة… وغيرهم ليكتبوا مسرحا يتراوح بين المسرحة الفنية والأدب الشعبي، فضلا عن تكريس جهودهم الــــفكرية في سبيل الكشف عن صدى القوالب الغربية المعاصرة.

ومن هنا- وبوضوح الدعوة إلى التجديد- اتجه المسرح في أعقاب الستينيات وما بعدها إلى البحث عن مختلف الأشكال، كما رجع إلى مختلف التيارات المسرحية والتجريب عليها.فكان المسرح التجريبي للوهلة الأولى يبدو مع مسرحية (كاكي) التي عرضها في باريس، والتي أخذت لأول مرة أبعادا جادة ومستقبلية على مستوى فن الإخراج وفن الأداء.  بل صارت أساسا تجريبيا على إمكانات إبداعية جديدة، حولت المسرح إلى تضامن فكري وشكلي وجمالي.

ثم أعقبت هذه التجربة محاولات تجريبية أخرى مع فنانين آخرين لا يُشكلون مجموعة متجانسة، ولا يُمكن مـــعالجتهم بــصورة جماعية، لأن الاختلاف بينهم في الــواقع مهم بقدر التشابـــه الذي يجمعهم، فإن كل واحد منهم قد اشتغل وفق أسس مـــعينة، وأفــكار مختلفة.

 

والفارق الغالب بينهم يبقى مسألة التأثير الحاصل في تكوين كل مسرحي أو فنان. وكان بعضهم يولي عنايــــة خاصة بالتجريبية الأوروبية، عبر محاولاته في الاستعانة بالتطورات المعاصرة في الحقول المسرحية، بينما كان أغلب هؤلاء ملتزما بالجوانب الواقعية، فاتضحت صورة أعمالهم بصفة منفردة، معالجة للحياة الراهنة في علاقتـها بالفنون التراثية الأدبية والشعبية، ومحاولة ايصالها بها.

ولا يُمثل الاثنان شيئا واحدا، ولكنهما يشتركان في اهتمامات فنية عدة، لا سيما معاداة التقليد والشذوذ عن قواعده.

كانت هذه إحــدى الدوافع الموضوعية التي ساقتني إلى هذه الدراسة، فضلا عن النقص الفادح الذي تعاني منه المكتبة للدراسات المسرحية الجزائرية، واقتصار

بعض الأبحاث على الأعلام المسرحيين البارزين في الساحة الفنية. أما ما حملني ذاتيا على هذه الدراسة، فهو تخصصي في النقد والأدب التمثيلي، بالإضافة إلى رغبتي الجامحة في التعريف بأسماء مسرحية جديدة، استطاعت أن تشارك الفرق

العربية والأجنبية مهرجاناتها السنوية.  لقد كلفني البحث جهدا بليغا معتبرا، وموازاة معه، وجدت في رحلتي لجمع مادته شبه المفقودة متعتين ساميتين هما :

  • متعة البحث والحرص عليه
  • متعة السفر التي قادتني من الغرب إلى الشرق الجزائري

 

إن الدراسة قد انصبت على بعض الأعمال المسرحية الحديثة، فبات من الضروري تفسيرها على ضوء الخطة الآتية :

  • تمهيد تَعرض لتفسير معنى التجريب
  • فصل تكلم عن بوادر التجريب في المسرح الجزائري
  • فصل تطبيقي تطرق لمختلف التجارب المسرحية التجريبية في الجزائر
  • ثم ختم البحث بنتائج واستنتاجات