تفصيل

  • الصفحات : 349 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-484-26-4.

شهد العالم تزايداً بالوعي البيئي على مختلف الأصعدة والمستويات، ومن أهم الأسباب التي دفعت بهذا الاتجاه زيادة معدلات التلوث البيئي والذي شمل تلوث مياه الشرب والهواء والتربة وكذا التغير المناخي نتيجة التصعيد الحراري الناجم عن اتساع ثقب الأوزون، تزايد استنزاف الموارد الطبيعية بسبب عمليات التصنيع الغير مسؤولة، تلف البيئة الطبيعية نتيجة مخلفات الصناعة، الاعتداء على المساحات الخضراء وتقلصها، الأمطار الحمضية….الخ ، فأصابع الاتهام في كثير من الأحيان  إلى الممارسات الغير مسؤولة لمنظمات الأعمال المتمثلة بالعمليات التصنيعية والتسويقية كمسببات رئيسية لهذه المشاكل البيئية، ونتيجة لهذه التطورات العالمية  الخطيرة برزت جمعيات وهيئات مختلفة في العالم تنادي بالمحافظة على البيئة لجعلها مكاناً آمنا للعيش لأجيال الحاضر والمستقبل؟

فقد أشارت دراسة قامت بها جاكلين أتمان  J.Othman في 1992 ب 16 دولة إلى أن أكثر من %50  من المستهلكين أعربوا عن مدى اهتمامهم بالقضايا البيئية. وعلى صعيد أخر أخذ الوعي الاستهلاكي يتزايد فأصبح المستهلك يراعي في قراراته الشرائية ماذا يستهلك؟

وكيف يستهلك؟

وما المنتجات التي تحافظ ولا تحافظ على صحته وبيئته ؟

وما هي المؤسسات الجديرة بالثقة للتعامل في منتجاتها؟.

فالدراسات تؤكد إلى أن هناك تغير ملحوظ ومضطرد في اتجاهات المستهلكين نحو تبني المنتجات الخضراء، ففي سنة 1989 خلصت دراسة قام بها كل من الباحثين “باري “و “سيل”( Barry, and Seal) بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أن نحو49 % من السكان قد غيروا سلوكهم الشرائي مراعين في ذلك مسؤوليتاهم اتجاه المحافظة على البيئة. وعلى نظير آخر يشير ديوان الإحصائيات بأستراليا بأن حوالي %84  من السكان يدركون مسؤوليتهم اتجاه البيئة وأنه يتوجب عليهم العمل على تغيير سلوكهم الشرائي بما يخدم تطلعاتهم البيئية  .

وعلى ضوء هذه التطورات العالمية بدأت العديد من منظمات الأعمال بإعادة النظر بمسؤولياتها في ممارساتها التسويقية، وإعطاء البعد البيئي أهمية بارزة في استراتيجياتها التسويقية، ومن هنا بدأ الاهتمام بنمط جديد في التسويق عرف بالتسويق الأخضر كمدخل تسويقي يقدم حلول لتلك الآثار الاجتماعية والبيئية السلبية، ويتمحور حول الالتزام الأخلاقي بالمسؤولية البيئية في ممارسة الأنشطة التسويقية.

 

يعد تبني مفهوم التسويق الأخضرضرورة ملحة لمنظمات الأعمال، حيث يساعدها على تحقيق العديد من المزايا ، مثل الحفاظ على الموارد الطبيعية وعدم الأضرار بالبيئة وتحقيق الرضا والرفاهية للمستهلك من خلال تقديم منتجات آمنة وغير مضرة بالبيئة، وبالإضافة إلى ذلك تحقيق الربحية للمنشآت وذلك من خلال التقليل من نسبة التالف والاستخدام الأمثل للموارد الأولية المستخدمة في الإنتاج وتحسين العمليات الإنتاجية والتسويقية داخل المنشأة.

إن الأداء التسويقي الجيد وأبعاد مفهوم التسويق الأخضر، يعتبران من أساسيات نجاح كل المنشآت في البيئة التسويقية مما يحقق أهداف المنشآت ويلبي حاجات المستهلكين ومتطلباتهم مما يؤدي إلى الحفاظ على البيئة الطبيعية.

و التسويق الأخضر هو أحد فروع علم الاقتصاد الأخضر و الذي يدرس جميع أنشطة المؤسسة ذات البعد البيئي أثناء تخطيطها وتنفيذها و رقابتها وتطويرها لعناصر المزيج التسويقي تحقيق أهدافها وإشباع حجات ورغبات الزبائن  ومحافظة على البيئية لذا يتوجب على المنظمات الحالية أن تفكر باعتماد على التسويق الأخضر عن طريق تبني استراتجياته، و تحقيق أهدافه المتمثلة في تخفيض التكاليف واستعمال المنتجات الخضراء التي يمكن تدويرها و محافظة على البيئة وتشجيع الاستهلاك الأخضر.

وعلى الرغم من تزايد الاهتمام بمفهوم التسويق الأخضر وتطبيقاته في الدول العربية والاهتمام بالبحوث والأفكار التي تصب في هذا المجال إلا أن هذا المفهوم لم يجد الاهتمام الكافي في البيئة العربية فالمنشآت لم تقم بدور جاد لحل مشاكل البيئة بصورة صحيحة وملائمة.

وفي إطار المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للمنظمات تأتي هذه الدراسة لتلقي الضوء على مفهوم التسويق الأخضر وحيثياته وتطوره في العالم. وانطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للتسويق وحركات حماية المستهلك.