تفصيل

  • الصفحات : 299 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-025-1.

لقد أصبحت العولمة من أهم العوامل المؤثرة في التوسع والتطوير في الاقتصاد العالمي، والانفتاح على الأسواق العالمية والمحلية أيضاً، وإن التغييرات التكنولوجية والثقافية والاجتماعية على مستوى العالم قد زادت درجة المخاطرة والغموض وبالنسبة للمنظمات الريادية في ظل ما أحدثته العولمة والانفتاح الاقتصادي من منافسة شديدة بين منظمات الأعمال  اليوم، إذ التنبؤ بالأسواق والتغييرات السريعة، وحاجات ورغبات الزبائن والمنافسة جميعها عوامل ازدادت من صعوبة التنبؤ بكيفية تحقيق النمو في السوق، والبحث في كيفية تحقيق التسويق الريادي في ظل هذه المنافسة الشديدة، فيأتي دور مصادر المقدرات الجوهرية في تحقيق ذلك، من خلال التعلم التنظيمي الذي يؤدي إلى تحسين كبير في أداء المنظمات الريادية ويعزز من مقدرات ومهارات العاملين والرياديين فيها ومن ثم تعزيز ريادية المنظمات ومقدراتها الجوهرية، فضلاً عن إدارة التكنولوجيا التي تساعد على تحقيق المرونة والفاعلية الإستراتيجية، وكذلك القدرة على تطوير منتجات بجودة عالية وبتكاليف منخفضة لمختلف الأسواق، كما أن مقدرات رأس المال البشري ذات أهمية كبيرة في المنظمات الريادية وتشجيع وتحفيز العاملين فيها من أجل تقديم أفضل منتجات إلى الزبائن، غير أن المرونة الإستراتيجية تمكن المنظمة من الاستجابة السريعة لاستدامة الريادة فيها والتأقلم على المدى الطويل مع التغييرات التي تنتجها الأسواق

كما أصبحت الريادة والتنوع سمة أساسية من سمات الاقتصادات المعاصرة. إذ إن التطور التكنولوجي وتقدم الاتصالات وازدياد المعرفة وانتقال إلى الاقتصاد الرقمي مترابط أسهمت في ازدياد دور الأفكار الإبداعية والريادية وتطلبت إشراك الجميع بتنوعهم الثقافي والحضاري لغرض تحقيق النجاح والتقدم على مختلف المستويات. وفي منظمات الأعمال الصغيرة تعتبر الريادة سمة ضرورية لنجاح وتطور هذه الأعمال.

إن المشاريع الصغيرة والمتوسطة في حقيقة الأمر، القاطرة التي تأخذ باقتصاد أي بلد باتجاه النمو والازدهار، وعلى عكس الشائع، فإن الاقتصاديات التي تولي اهتماما خاصا بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، هي الاقتصاديات الأكثر نموا والأقدر على حل المشاكل الاقتصادية لبلدانها.

الأمر الذي استدعى إيجاد وسيلة فعالة من أجل دعم هذه المشاريع ومد يد العون لها، وفي هذا المجال تعتبر آلية حاضنات المشروعات من أكثر المنظومات التي تم ابتكارها، فعالية ونجاحا، في الإسراع لتنفيذ برامج التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا وخلق فرص العمل من خلال كونها عملية ديناميكية لتنمية وتطوير مشروعات الأعمال خاصة تلك التي تمر بمرحلة بداية النشاط( ĽubicaLeskov, 2012 :86) ،والعمل على الترويج لروح الريادة ومساندة المشاريع الريادية الصغيرة على مواجهة صعوبات هذه المرحلة.

كما تقوم الحاضنات بدعم المشاريع الصغيرة باعتبارها إحدى الوسائل لتوفير فرص العمل والقضاء على البطالة .

تمثل الريادة النشاط الذي ينشأ ويدير منظمة جديدة من أجل استثمار فرصة مبتكرة ومتفردة، وهذا ما يطلق عليه بالريادة الخارجية، كما تكون الريادة ضمن المنظمة القائمة وتمثل عندها مغامرة جديدة من خلال إيجاد أعمال جديدة أو إعادة التجديد  الاستراتيجي فيها وهذا ما يدعى بالريادة الداخلية أو ريادة الشركة وقد أصبحت ريادة الشركة وسيلة حيوية للمنظمات القائمة كي تستمر في اكتشاف واستثمار الفرص من أجل  تحرك المنظمات والأفراد إلى حالة جديدة من الوجود ولا سيما بعد أن ازدادت حاجة المنظمات لتكون أكثر مبتكرة من أجل البقاء وتسريع النمو في بيئة عالمية شديدة التنافس والتغير الحركي وزيادة مستوى اللاتاكد.

يعد تنمية الإبداع وتطويره من الموضوعات المهمة التي على المنظمة الريادية أن تعتني بها، حيث إن المنظمات الناجحة والمتميزة في أدائها وإنجازاتها هي تلك التي تعطي للإبداع جانباً من اهتمامها، إذ إنها تقوم بدعم الأفراد المبدعين وتشجع السلوك الإبداعي لديهم، كما أنها توفر للأفراد كافة مستلزمات الإبداع وتمنحهم السلطات والصلاحيات التي يحتاجونها لترجمة السلوك الإبداعي إلى إبداعات فعلية.

أدى التوجه نحو دعم إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يعتمد على الاقتصاد الحر يرتكز على نموذج جديد للتنمية الاقتصادية، فثبت لأصحاب القرار أن الريادي والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة أصبحوا يشكلون العنصر اللازم للتكامل والتنوع الاقتصادي، كما يشكلون المصدر الأساسي للثروات والتشغيل وبالتالي برزت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كبديل عن المؤسسات الكبيرة التابعة للدولة.

وتأسيسا على كل ما تم ذكره آنفا، أضحت الإبداعية وتبني المخاطرة والاستباقية والرغبة في الإنجاز جوانب ومهارات محورية يستوجب على الباحثين والحكومات وقادة المؤسسات والرياديين الاهتمام بها والتركيز على تكوينها وتعزيزها ونشرها لما تحويه من منافع كبيرة، خصوصا في ظل ظروف المنافسة المفرطة التي باتت حقيقة واضحة والانفتاح العالمي الكبير والتعقيد المتزايد للمتغيرات التي تواجه الرياديين أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وبهذا العمل المتواضع أسأل الله أن أكون وفقت في تقديم هذا الكتاب ليكون بمثابة نبراساً يضيء الطريق إلى كل محبي المعرفة والعلم وروح المبادرة والإبداع والقيادة  .

                                                  المؤلف

د. مصطفى كافي