تفصيل

  • الصفحات : 309 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،

إنّ المقصود بالتّطوّع اللغويّ خدمة اللغة بالمجان، من: تقديم أفكار ودراسات وبحوث ومشاريع، وإنجاز أعمال، والإسهام في المؤتمرات وفي النّدوات وفي حلقات البحث وتقديم بحوث جادة تقوم على تطوير اللغة في أبعادها الدّاخليّة/ الخارجيّة، لتعطي ضمان استمراريتها عبر مسارات التّاريخ، والوقوف للندّ أمام لغات العالم المعاصر. التّطوّع اللغويّ مساعدة لغويّة من خلال تشكيل مجموعات تعمل على تقديم أفكار خدمة اللغة بنشاطات متنوّعة. ويتكوّر التّطوّع اللغويّ تدريجياً بالمكوّن العاطفيّ إلى مكوّن الشّعور الذّاتيّ، وجلد الذّات الذي يلزم الفرد على تقديم مجهود تجاه الشّأن العاّم بالمجّان، وهو مكوّن يزرع في أدبيات اللغة التي تحتاج إلى مسؤوليات كافّة أفراد المجتمع. إن التّطوع اللغويّ نزوعُ آلي للقّيم والمعتقدات والمشاعر المتناغمة في سلوكيات الأفراد تجاه خدمة اللغة دون توقّع عائد ماديّ. وهنا نحتاج إلى العمل على تجسيد إقامة برامج تطوعيّة لغويّة لخدمة العربيّة ومن ثّم علاج القصور اللغويّ، وترميم الشّقوق اللغويّة بطرائق علميّة تجعل العربية سهلة، إضافة إلى تقديم مشاريع تطوعيّة لخدمة حسن المواطنّة اللغويّة. وهذا يتطلّب تفعيل أهميّة التّطوع اللغويّ عن طريق تأسيس جمعيات حماية اللغة العربيّة وتنشيط الفعاليات الأدبيّة/ العلميّة/ الشّعريّة… والأيام القارّة وجعل العربيّة لا تخضع للمناسبات، والوصول إلى التأثير المجتمعيّ لبناء صيغة ذاتيّة لجعل المجتمع يتنافس في من يقدّم الأفضل للغته وجعل المتخصصّين يزيدون من جهودهم التّطوعيّة لتقديم برامج وحصص ونشاطات دائمّة لخدمة العربيّة، وفي ذات الوقت إبراز الدّوافع الذّاتيّة في المشاركة في التّطوع اللغويّ من أجل التّباريّ في خدمة جلالة الملكّة (اللغة العربيّة).

ويرُوم المجلس الأعلى للّغة العربيّة تحقيق الوعي اللّغويّ التّطوّعيّ على مختلِف المستويات المختلفة، وذلك بسُمو العمل المُضيف لجلالة الملكة (اللغة العربيّة) ولتكون هماً جمعياً يتنادى إلى خدمتها كلُّ أفراد المجتمع طوعاً وتطوّعاً، وهذا ما تحرص عليه المجتمعات بتعزيز الاتّجاهات الإيجابيّة والسّلوكات الحميدة تجاه الأعمال التّطوّعيّة، بدءاً بالمحافظة على الهويّة، ومن هنا لابدّ من مزيد الحديث عن التّطوّع في مجال خدمة العربيّة وهذا ما تتطلّبه السّياقات المعاصرة؛ تفعيلاً لكافّة الطّاقات اللغويّة الكامنة والخلاّقة المواجهة للتّحديّات القائمة؛ وبخاصّة في مجال اندماج العربيّة في بحر الذّكاء الصّناعيّ، وهو شعار اليونسكو للعام2020م.

ولأوّل مرّة يدرج المجلس الأعلى موضوع (التّطوع اللغويّ) وينزل به لمن يهمّه الأمر لأنّه يدرك أنّ العربيّة عندما تعطى للباحثين وللشّباب وللمحبّين وللفاعلين، فسوف يقومون على حمايتها وضمّها وخدمتها، بل يعضون عليها بقلوبهم، ويحمونها بعيونهم، ويعملون على تطويريها بإنتاجهم وسوف يستعد كلّ المجتمع من أجل خدمتها، كما نسمع ” أخدم العربيّة بروحيسآتي حبواً من أجل خدمة العربيّة” “خدمة العربيّة واجب وطنيّ، فلا شكر ولا جزاء على خدمة الواجب…”.

إنّ التّطوع اللغويّ سمه بارزة في المجتمعات المتقدّمة، وهو رأس المال الثّقافيّ، باعتباره يعمل على تعضيد التّماسك الجمعيّ، وتعزيز المواطنة الصّالحة، ويحتاج إلى ترسيخ السّلوك المعنويّ الطّوعيّ لخدمة اللّغة عن طريق جمعيات حماية اللّغة مثل جمعيات الأحياء/ حماية البيئة. وحماية اللّغة تتطلّب الجدّ والحكمة وطرح المشاريع، بفعاليّة داخليّة لا تلين حتى تحقيق أمر اللّغة، وبخاصّة العربيّة التي لها المقام العليّ في الرّمز والهوايّة؛ باعتبارها اللّغة المشتركة التي تسدّ مختلف الحساسيات، بما لها من مواصفات لا توجد في المحلّيات.

إنّ المجلس الأعلى يدعو كلّ الفاعلين للإسهام في هذا الملتقى الذي يعالج العمل التّطوّعيّ بشقيه الحكوميّ والمدنيّ، ونستهدف من خلاله إنتاج أفكار، والسّماع للمبادرات والمشاريع العلميّة التي تراعي الأطر المرجعيّة الحاكمة للّغة العربيّة ضمن مرجعياتنا الحضاريّة والتّاريخيّة والدّستوريّة، ولا نريد منها أن تكون بديلاً عن منظومات المؤسّسات الحكوميّة، بل تكون شريكاً في اقتراح أفكار ذات المنفعة العامّة، يستفيد منها الجميع، على أن نرسّخ العطاء اللغويّ التّطوّعيّ الذي لا ينقطع.

ويسعى المجلس الأعلى للغة العربيّة من هذا الملتقى ترسيخ خدمة المجتمع دون مقابل ماديّ بمبادرات منفعة خيريّة ترسّخ طهرانيّة التّطوّع، والعبرة في طريقة تقديم مصلحة وطنيّة لا ينتظر منها الجزاء الماديّ، بل هناك جزاء المعنويّ، وهنا لتحقق المنفعة الطّارئّة التي تكون مرجعيّة للأجيال. والعبرة بما قدّمه السلّف الصّالح من التّدريس بالمجّان، وبناء المدارس من مال بسطاء النّاس، وكذلك تشييد المساجد لتحتضن كلام اللّه. كما يسعى المجلس سنّ خدمة العربيّة بقانون عالميّ معاصر؛ وهو القوّة النّاعمة؛ ليكون لنا مساراً في سياق دعوات الممارسات التّطوعيّة الخلاقّة، وتصبح ممارسات طوعيّة تنافسيّة من يقدّم الأفضل للوطن ودون مقابل.

لقد شهد التّطوع اللغويّ  أمثلة كثيرة، وأثمرت عن النّجاح الكبير الذي مآله الاعتزاز بالأصالة والمتن اللّغويّ الذي ركيزته العمل المتقن المرتبط بالنّسق الجمعيّ، وفق منطق ارتضته الجماعة النّاطقّة، وتبنّته الجماعة النّاطقة)المريدون (وعملوا على توسيعه ونشره.

2-محاور الملتقى:

  • تعريف التّطوّع اللّغويّ؛
  • مبادرات في التّطوّع اللّغويّ؛
  • جمعيات حماية اللّغة العربيّة؛
  • خِدْمات تطوّعيّة في ملء الوثائق في: البريد / البلديّات / التّوجيهات اللّغويّة؛
  • تصحيح الأخطاء المُشوّهة المخلّة بحسن الأداء؛
  • تفعيل التّفكير الابتكاريّ في مجالات التّطوّع اللّغويّ ومساراته؛
  • الشّباب ودوره في عمليات التّطوّع اللّغويّ؛
  • الإرشاد اللّغويّ عبر مسارات: التّخطيط اللّغويّ / التّخطيط التّربويّ؛
  • مشاريع التّطوّع اللّغويّ؛
  • التّطوّع اللّغويّ في الشّابكة والمحتوى الرّقميّ؛
  • التّطوّع اللّغويّ الجماعيّ للّغة العربيّة؛
  • التّجارب العربيّة النّاجحة في التّطوّع اللّغويّ؛
  • العبرة من المشاريع التّطوّعية للّغات الأجنبيّة؛
  • أهميّة الانغماس اللّغويّ في عمليات التّطوّع اللّغويّ في: النّزهات السّياحيّة/ ورشات العمل/ الإغلاق اللّغويّ؛
  • نماذج للجمعيات المدنيّة التّطوّعيّة لخدمة العربيّة في البلاد العربيّة؛
  • نماذج ناجحة لخدمة العربيّة في البلاد الأجنبيّة: ماليزيا/ إندونيسيا/ الصّين/ كندا/ فرنسا/ الهند…؛
  • البرامج التّطوّعية لتدريس العربيّة عبر الشّبكات الاجتماعية؛
  • دراسات تحليليّة تقدّمها لبعض البرامج اللّغويّة التّطوّعية من مثل شبكة التّصحيح لعلوم اللّغة العربيّة/ العربيّة للجميع؛
  • الجهود التّطوّعية الفرديّة، ومسارات النّجاح؛
  • التّطوّع اللّغويّ وخوض تحديّات العولمة اللغويّة؛
  • التّطوّع اللّغويّ وخِدمات تصويبات التّغريدات في الفسبكة والوسائل الاجتماعيّة.

الأهداف:  حقيق علينا أن نقول إنّ المجلس الأعلى للغة العربيّة يعمل دون هوادة مع فريق من الباحثين التّطوّعيين الذين يُلبّون نداءه في حمْل أمانة خدمة العربيّة بكلّ إخلاص ومجانيّة وذلك ما جعل العلاقات العلميّة تستمرّ مع الباحثين التّطوّعيّين القائمين على خدمة الشّأن العامّ. وكان المجلس يتوسمّ خيراً في تلك الوجوه المبتسمة التّطوّعيّة، وكأنّه جاءنا التّاريخ يحكي صلاح أجدادنا، ويذكّرنا بما قدّمة السّلف من جروح نازفات بدموع البُسَطاء وبكلّ تفانٍ ومجانيّةٍ. وفي شأن الوطن كان الوطن الذي نحيا به وفيه، ولولا تلك الخِدْمات التّطوّعيّة التي انتقلت من الكلام إلى فعل الكلام، ما طلعت شمس بلادي، وتمثّلت لنا الحكمة القائلة “إنّ روعة الإنسان ليست بما يملكه، بل بما يُعطيه، وإنّ الشّمس تملك النّار الحارقة، لكنّها تملأ الكون بالنّور”.

إنّ خدمة العربيّة شأن جماعيّ، وخدمتها تطوّعاً خدمة للوطن وللسّيادة اللغويّة، فلا يقوم لها مجد إلاّ بالصّالحين الذين استعمروا الأرض للاعتمار، والصّالحون يتناسلون ولا ينقرضون وبهم يقع التّغيير الإيجابيّ. ولهذا علينا زرع بذور الأمل في الاستثمار في خدمة التّطوّع في اللغة الجامعة ولغة الإسلام وهي تشهد الضّمور في بعض المواقف التي تجعلها في بعض المقامات تشهد الكمون. ومن هنا علينا استنهاض الهمَم التي تُغدي العربيّة من منطق الإيجابيّة ونجعل العقيدة في وحدة الأمّة. وتحتاج العربيّة إلى الوقوف على أكتاف العمالقة المتطوّعين فكلّ العاملين في الشّأن العامّ قد جُبروا، ونحاول أن نكون فاعلين وضميراً متّصلاً، فننصب لواء المجد ونرفع شأن العربيّة، ونأمل في الغدّ الذي لا يأتي جميلا إلاّ إذا كنّا مُبدعين وعاملين وآملين ومُتطوّعين.