تفصيل

  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-484-02-8.

اِستهوتنا الدّراسات اللغوية الحديثة بكل ما تحمل انطلاًقا مما هو قديم،
والمجال اّلذي آثرنا الغوص فيه وكشف النقاب عنه هو مجال الصوتيات موجّهين
عدساته للإيقاع، فممّا يلحظ على مستوى الصّوت والإيقاع هو تهافت النقاد
والباحثين على دراستهما ومحاولة إضفاء مسحة جديدة عليهما، إذ تعدّدت القراءات
في كليهما، وكان المرتكز حينئذ جسد النصّ كونه بؤرة كلّ قارئ. فممّا لا يستهان
به أنّ هذه الدّراسات حاولت إخراج كلّ من الصّوت والإيقاع من مفهوميهما القديم،
خاصّة الصّوت لما أولي له من اهتمام منقطع النظير قديمًا وحديًثا.
وما قد ننوّه إليه ها هنا هو العوامل المحفزة للصّوت الّلغوي عامّة ومدى
تأثيرها بعد إسقاطها على جسد النصّ، فلا أحد يستطيع أن ينكر أنّ الدّراسة
الصوتية تنحو منحى جديدا من خلال الّتغيرات التي طرأت عليها في كثير من
المستويات والصّعد (تنظيرًا أو تطبيًقا)، فإزاء وضعية كهذه لم يكن لدينا من سبيل
سوى أن نطرق موضوعنا هذا محملين بإشكاليات ساقت نفسها إلينا، وفرضت
علينا تداعيات الموضوع تناولها، وذلك لما في الدّرس الصوتي من إثارة وحيوية
بين قديم يظلّ البّنية الأولى وجديد يتأّلق لما نهل ممّا سبقه، ومن هنا راودتنا فكرة
معاينة هذا الموضوع كظاهرة معرفية نحاول من خلالها الكشف عن العوامل
والأسس القائم عليها الدّرس الصوتي ومدى تأثيره على المادّة المسّلط عليها وهي
“النصّ”.فهو الّنهر اّلذي يسبح فيه الصّوت، وكانت هذه دعامتنا لنبدأ مشوارنا
المعرفي بكشف النقاب عن العلاقة القائمة بين الصّوت والإيقاع، هذه العلاقة
المغناطيسية المعتملة بينهما وفق قانون المجاذبة.
إنّ إزالة الّلثام عن مسألة كهذه يفضي إلى مسائل أخرى تزيد البحث تعقيدًا
مستهوية الباحث لبذل الكثير من الجهد والعناء، والرّاصد لهذا الموضوع عبر

أطواره المختلفة – بين الجديد والقديم – لا يسلم من الوقوع في مطبّات. وهذا من
أجل نيل المرام، لأنّ البحث يؤخذ غلابا.