تفصيل

  • الصفحات : 167 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-484-48-6.

تعتبر وسائل الإعلام و على مر الزمن من ضمن وسائل الإشباع الإجتماعي، التي تدفع في كل مرة الأفراد كأعضاء للبناء الإجتماعي إلى بناء مفاهيم و تصورات جديدة لهذه الوسائل و تدريجيا حتى أضحى الإعلام أخطر المناشط الإجتماعية، حيث تعاظم شأن المسوغات الجوهرية لقيام وسائل الإعلام و تضاعف حجمها، بالإنطلاق أساسا من طبيعة الظروف المحيطة بالإنسان و التي تحتمه الحاجة إلى وسيلة أو أداة تمكنه من مراقبة هذه الظروف، يضاف إلى ذلك عامل آخر بات على درجة معتبرة من الأهمية و هو أن الفرد يحتاج إلى إتخاذ قراراته إلى وجهات نظر عديدة، و قد أصبحت وسائل الإعلام أهم الأدوات التي تساعده في إتخاذ بعض تلك القرارات، بل و نشرها على نطاق واسع، و هذا إثبات لمقدرتها الفائقة على إحداث التأثير وفق المنحى الذي يتماشى و أولويات الإهتمام لدى هذه الوسائل.

إن قدرة وسائل الإعلام على لعب هذا الدور كانت و لا زالت محط انشغال الكثير من الدراسات و البحوث العلمية في مختلف الأصعدة، و على هذه الأصعدة، نخص منها الصعيدين الإجتماعي و السياسي اللذان هو محل إهتمامنا في هذه الدراسة، فقد ثبت أن بث وسائل الإعلام لمضامين سياسية من شأنه إحداث عدة تأثيرات على المستويات المعرفية و السلوكية للجمهور، إلا أن تقدير هذه التأثيرات يتحدد وفق البيئة السياسية و الإجتماعية و الإعلامية المتوفرة، حيث يُفترض أنه كلما كانت هذه البيئة أكثر احتكاما إلى المعايير الديمقراطية كلما زادت نجاعة و فعالية الإرسال السياسي، حيث تصبح وسائل الإعلام الوسيط بين الحاكم و المحكوم.

إن مهمة هذه الوساطة التي تقوم بها وسائل الإعلام في هذا الصدد تتجلى في أفضل صورها خلال الفترات غير العادية التي تمر بها المجتمعات على غرار المواسم الانتخابية، التي تبلغ نشاطات الفاعلين فيها ذروتها خلال الحملات الانتخابية، و بناء على هذا تتضاعف أهمية وسائل الإعلام، حيث تصبح الوجهة الأكثر تفضيلا من طرف كل من الجمهور بدافع الإطلاع على برامج الفاعلين السياسيين و المساعدة على إتخاذ القرارات، و من طرف الساسة الذين يرمون إلى التأثير في قرار الجمهور من خلال هذه الوسائل، و هذا ما يدفع إلى الإعتقاد بأهمية ما تبثه أو تنشره وسائل الإعلام من مضامين خلال الحملات الانتخابية، التي تجسد معالجة أحداث الحملة طوال الفترة المخصصة لها، و نحن في دراستنا معنيون بمعالجة المضامين السياسية التي تتعلق بالحملة الانتخابية لمحليات نوفمبر2012 من طرف الصحافة المكتوبة الجزائرية، حيث يتمثل إنشغالنا الأساسي في معرفة كيفية معالجة هذه الصحافة لشؤون الحملة كحدث متداول.

و على هذا الأساس حاولنا الإحاطة بالحقيقة السياسية التي سعت الصحافة إلى صياغتها من خلال معالجتها لأخبار هذه الحملة، و بغية التوصل إلى ذلك إتبعنا الخطة التالية:

الفصل الأول: و يتعلق بـالإطار المنهجي للدراسة، حيث شمل أولا مشكلة الدراسة من خلال تحديد الإشكالية وصولا إلى طرح التساؤلات، ثم صياغة الفرضيات، تليها أهمية و أسباب إختيار الموضوع، و الأهداف المتوخاة من هذه الدراسة، بالإضافة إلى مفاهيم الدراسة، ثم عرض مجموعة من الدراسات المشابهة التي أفادتنا في ضبط خطة الدراسة، أما ثانيا فقد احتوى على المدخل النظري للدراسة، و هو مقترب لمفهوم و نشأة نظرية الأجندة، ثم معرفة العوامل المؤثرة في وضع الأجندة، بالإضافة إلى علاقة النظرية بالإتصال السياسي، وصولا بذلك إلى نقد للنظرية، و في جانب الإجراءات المنهجية للدراسة تم توضيح المنهج المستخدم و كذا تحديد مجتمع الدراسة و مجالها الزمني، و أيضا معرفة أدوات جمع البيانات و وحدات و فئات تحليل العينة.

الفصل الثاني: و المُعنون بـالحملات الانتخابية و انعكاسها على المشاركة السياسية في الجزائر، حيث قمنا بتقسيمه إلى قسمين، الأول الحملات الانتخابية، و تم التطرق فيه إلى التعريف بالحملات الانتخابية، و خصائصها، و كذا وسائل الإتصال فيها، مرورا بطرق تمويل الحملات الانتخابية، بالإضافة إلى عوامل نجاحها أو فشلها، وصولا إلى تطور الحملات الانتخابية في الجزائر، أما القسم الثاني المشاركة السياسية، فقد ضم كل من تعريف للمشاركة السياسية و خصائصها، و كذا مستويات و درجات المشاركة السياسية، و متطلبات المشاركة السياسية الفاعلة، مرورا بعوامل و مظاهر المشاركة السياسية، بالإضافة إلى دوافع المشاركة السياسية و أسباب العزوف عنها، وصولا في الأخير إلى تطور المشاركة السياسية في الجزائر.

الفصل الثالث، و الذي عنوناه بـالصحافة المكتوبة و العملية الانتخابية، و الذي هو بدوره قُسم إلى قسمين، أما الأول مدخل إلى الصحافة المكتوبة، الذي ضم تعريف الصحافة المكتوبة و تعريف الإعلام السياسي، وكذا أنواع الصحف و الأنواع الصحفية، وصولا إلى الصحافة المكتوبة في الجزائر، و الثاني الدور السياسي للصحافة المكتوبة و الذي يحتوي الصحافة و الإتصال السياسي و كذا الوظائف السياسية للصحافة المكتوبة، بالإضافة إلى تأثير الصحافة المكتوبة على الرأي العام، ثم دور الصحافة المكتوبة في الحملات الانتخابية و أدوار الصحافة المكتوبة في علم المشاركة السياسية وصولا إلى علاقة الصحافة المكتوبة الجزائرية بالسلطة السياسية.

الفصل الرابع: و الذي تحت عنوان معالجة صحيفة الخبر للحملة الانتخابية لمحليات 2012، و هو الجزء التحليلي من دراستنا حيث تضمن عرضا لكيفية معالجة صحيفة الخبر لأحداث الحملة الانتخابية لمحليات نوفمبر2012 باستعمال أداة تحليل المضمون، و ذلك من خلال المعالجة من حيث الشكل التي تضمنت توزيعا لفئات: المساحة و موقع النشر و العناصر التيبوغرافية و الأنواع الصحفية و اللغة المستخدمة على عينة الدراسة، و المعالجة من حيث المضمون التي تضمنت هي الأخرى توزيعا لفئات: المضمون و اتجاه المضمون و المصادر و الأشخاص الفاعلين و فئة القيم على عينة الدراسة

و في الأخير عرض النتائج العامة للدراسة ثم خاتمة الدراسة و كذا الملاحق التي تضم ملخص باللغات العربية، الفرنسية ، و قانون الإعلام1990 و قانون الانتخابات2012