تفصيل

  • الصفحات : 397 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2020،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-728-39-9.

لقد استطاعت الرواية -رغم التنبؤات العديدة بموتها أن تضمن رهان البقاء والاستمرار، وهذا لا شك راجع إلى تمردها المستمر على القوالب الجاهزة شكلا ومضمونا، مما وسمها بسمة المرونة التي تجعلها جنسا غير قار، جنسا متحوّلا، منفتحا على الجديد في سبيل البحث عن النص الذي لم يكتب بعد، ذلك النص الذي لا يقدم المعرفة بقدر ما يحدث الدهشة. وهذا لا يتحقق إلا من خلال الثورة على التقاليد السردية الصارمة، والانخراط في مغامرة التجريب التي تستثمر القصي والقريب، تنفتح على التراث وتتطلع إلى المستقبل، تنهل من الواقع لكنها لا تقوله بحرفيته وإنما تخيّله، وهي في ذلك كله رافضة للنمطية والثبات.
إن هذه البنية الحيوية المتجددة المنفتحة على مرجعيات متعددة وآفاق رحبة لجديرة بالبحث والدراسة، وهذا هو الطموح الذي سعى هذا الكتاب إلى تحقيقه عن طريق سبر أغوار النص الروائي الجديد، وبيان كيفية اشتغال الروائيين على الموجود المشترك (التاريخ/التراث/الواقع) للوصول إلى الجديد المختلف والمدهش (النص). فجاءت البحوث النقدية المتضمَّنة في الكتاب ثرية ومتنوعة ومختلفة في محاولتها الكشف عن مكامن التجديد والتجريب في الرواية الجديدة.
وإن اختلفت الطروحات الفكرية عند الباحثين وتباينت منطلقاتهم، فهذا راجع إلى غنى التجربة الروائية وثرائها، كيف لا وهي المنفلتة التي جعلت ميزتها القارة أن لا ميزة محددة لها. مما شرع باب القراءة -أمام الباحثين- على مصراعيه، فاختلفت مناهج الدراسة والتحليل واختلفت معها النتائج وتعددت. ونحن لا نزعم أن الكتاب قد أحاط بكل قضايا الرواية الجديدة من حيث المرجعيات والآفاق، الشكل والمضمون، ولكنه محاولة جادة لمساءلة المنجز الروائي بتفكيك بنياته الداخلية واستجلاء متكآته المرجعية وسبر آفاقه المستقبلية، وهو يعد لبنة تضاف إلى صرح الدراسات المهتمة بهذا الحقل المعرفي الذي ما زال يحتاج إلى لبنات أخرى تسد فجوات معرفية ما زالت مفتوحة.
-?د. حنينة طبيش، جامعة عباس لغرور، خنشلة، الجزائر.