تفصيل

  • الصفحات : 497 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-119-7.

تمثل الرواية النسوية الجزائرية المعاصرة جنسا أدبيا مستحدثا في خارطة الإبداع الجزائري، فقد شكلت عالما ضاجا مليئا بالقضايا الفنية والإيديولوجية، وامتازت بجرأتها وتحديها للواقع واستفزاز القارئ، إذ عكست هواجس المرأة الكاتبة وشواغلها الذاتية، والقومية، والإنسانية، كما ناقشت جملة من القضايا الشائكة مسائلة في ذلك الواقع الاجتماعي والأنساق الثقافية التي تعمد إلى النمذجة وخلق مركز مهيمن مقابل هامش مقصى ومغيب.

سعت الكاتبة الجزائرية من خلال نصوصها الروائية إلى إبراز ذاتها ككيان المختلف، وإثبات هويتها الأنثوية المتميزة عن هوية الآخر المذكر، وبالتالي إعادة هيكلة البناء الاجتماعي واقتراح منطق الذوات المتكافئة بدلا عن المركزية الذكورية، ومن ثمة  إلغاء كل صنوف القهر والاقصاء والاستلاب، وراحت لأجل هذا تتمرد على كل النظم الاجتماعية والأسرية تكشف المكبوت حينا وتكسر حواجز المحظور أحايين أخرى، وكل ذلك وفق وعي كتابي ورؤية أنثوية خاصة للمواضيع مغايرة في كثير من ملامحها للقلم الذكوري.

لقد أزالت الرواية الأنثوية الهيمنة الذكورية، وخرجت عن دائرة الشيئية والاستهلاكية لتفرض كيانها ووجودها ككائن مستقل بمنظورها ورؤيتها وزاوية التقاطها واهتمامها،هذا الصوت الذي كسر زمن الصمت واندمج في عالم الكتابة، مفجرا تلك المناطق المطمورة في الذاكرة لما يحمله من رؤية خاصة جعل إبداعها متميزا، محتضنا لاستعمالات فنية جديدة، ومن هنا كان بحثنا قائما على المرتكزات التالية: آليات البناء في الرواية الأنثوية، والبحث عن تلك التقنيات التشكيلية التي تستعملها المرأة في بناء الرواية، وطبيعة موقع الذات في الحكاية، وبؤرة تفجير الأسئلة المضمرة ثم البحث عن التنوع والخصوصية، التي نلمسها في النص ولا شيء غير النص، كتجسيدها للعوالم التخييلية، وموقعها كذات فاعلة ومنتجة للخطاب، تكتب جسدها قبل أن تكتب ذاتها، ويبقى البحث حفر ونبش في تلك الأسئلة الممكنة التي تستفز النص وتجعله حيز تفجرات وملتقى مسارات، وأنهار، جوفية من الدلالات، وتبقى حركية المعرفة تساؤلا وتجاوزا و كشفا…

وتبقى فكرة البحث في سؤال الكتابة عند المرأة من خلال الرواية كعمل تطبيقي بحكم النصوص يصغي لأدق جزئياتها، وقد شجعنا في ذلك وفرة إنتاج المرأة العربية الروائي، فكان لزاما أن نتوقف عند مسار السرد النسائي العربي بغية الإجابة عن أسئلة يفرضها السؤال الإبداعي، الذي تشغل عليها الدراسة “في كتابة الأنثوية والنص الإبداعي” من خلال الإصغاء لصوت المرأة وآليات بناءها للرواية إقرارا بالاختلاف والخصوصية، الذي لا نجده إلا في عالم المرأة يلمس سراديب النص النسوي ووعيها الخاص في مواجهة الآخر انطلاقا من عالمها الداخلي القريب منها