تفصيل

  • الصفحات : 265 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-535-5.

اكتست البلاد التونسية مكانة هامة وعلى جميع الأصعدة، وهذا بالوقوف عند الموقع الجيو- استراتيجي والذي أثَّرَ هو الآخر على مسار الأحداث التاريخية التي مرت بها البلاد، من منطلق اعتبارها لهمزةِ وصلٍ بين دول المغرب العربي من جهةٍ، بالإضافة إلى كونها مفترقا للطرق من جهةٍ أخرى، ولعل كل ذلك ساهم في اكتساب المنطقة بُعدًا تاريخياً وحضاريًا.

وبالوقوف على الموقع الهام للبلاد التونسية والخيرات والثروات التي تزخر بها، فإن المنطقة كانت في أعين المتربصين بها والساعين إلى استغلال كل ما تتمتع به المنطقة، ولعل الاستعمار الذي تعرضت له في العصر الحديث هو واحد من تلك الاحتلالات التي تعرضت لها البلاد، حيث وقعت في براثين الاستعمار الفرنسي بعد تطبيق معاهدتي الحماية، بداية من معاهدة قصر سعيد في 1881م والتي مهدت للفرنسيين بسط أيديهم على المنطقة، ثم معاهدة المرسى في 1883م التي عززت المعاهدة الأولى، كما عززت الوجود الفرنسي في البلاد أكثر، وسمحت لهم بترسيخ وجودهم هناك.

ولإحكام السيطرةِ وفرض الوجود الفرنسيِّ في المنطقة، وفي إطار المشروع الاستعماري فقد مارست سلطات الحماية الفرنسية العديد من السياسات والاستراتيجيات التي من شأنها تثبيت أقدامها في البلاد التونسية في إطار السياسة الاستعمارية، والتي مسَّت مختلف الجوانب والميادين سياسياً واقتصاديا واجتماعيا ودينياً وثقافياً.

أهمية الموضوع:

يكتسي موضوع السياسة الاستعمارية الفرنسية في البلاد التونسية أهمية بالغة، على اعتبار أن الموضوع حيوي يميط اللثام عن محاولات فرنسا لإحكام سيطرتها المطلقة على المنطقة من جهة، كما أنه يكشف النقاب عن نضال التونسيين ضد الاحتلال الفرنسي وسياسته من جهة أخرى وِفْقاً للتداعيات والآثار المترتبة عن تلك السياسة، فالحديث عن السياسة الاستعمارية في البلاد التونسية في فترة ما بين الحربين هو حديث عن- خُبْثِ- ممارسات الاستعمار الفرنسي، زيادة على الحديث عن فترة حساسة بالنسبة للمنطقة، كونها عاشت في تلك الفترة أحداثاً مصيريةً جعلت من المنطقةِ منطقةَ نشاطٍ للنضالِ السياسيِّ في إطار ما يعرف بالحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي.

كما أن موضوع الدراسة يكتسي أهمية لا تقل عما ذكرناه سابقا، وذلك من منطلق أن المنطقة قد عرفت في فترة مابين الحربين، تحولات عميقة فيما تعلقَ بالمنظومةِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ، وهذا في إطار الخطوط العريضة التي فرضتها الظاهرة الاستعمارية كمحصلة لتطور الرأسمالية.

الإشكالية: في الموضوع الذي اعتمدناه بَحْثاً لـمُؤَلَفِنَا، ننطلق من إشكالية معالم السياسة الاستعمارية الفرنسية في البلاد التونسية في فترة ما بين الحربين، والتداعيات والتأثيرات التي خلفتها هذه السياسة في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ومن هذا المنطلق، آثرنا طرح العديد من التساؤلات التي من شأنها تسهيل الدراسة التاريخية للموضوع وتوضيح حدود الإشكالية الجوهرية له، وقد شكلت هذه التساؤلات عصب هذا المؤلف ومرتكزاته، وهي من قبيل:

* ماهي استراتيجيات الاستعمار الفرنسي في البلاد التونسية في الفترة الممتدة ما بين 1919م- 1939م؟

* كيف أثرت تلك السياسات والاستراتيجيات على مسار النضال السياسي والحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة في فترة الدراسة؟

مناهج البحث:

استعملنا على مستوى كل فصول البحث المنهج التاريخي الوصفي، وهذا من خلال استعراض ووصف الأحداث التاريخية الخاصة بالسياسة الاستعمارية الفرنسية في تونس ما بين الحربين، كما استندنا إلى مناهج أخرى، كالمنهج التحليلي الذي وظفناه من أجل تحليل وتفسير ما أوردته المصادر والمراجع التي تناولت الموضوع، وهذا بُغْيَةَ فهم الماضي والحاضر، ومحاولة استشراف المستقبل من خلال فهم تلك الظواهر والأحداث التاريخية، زيادة على المنهج الإحصائي، وهذا بالرجوع إلى إيراد بعض الإحصائيات التي تعلقت بالدراسة، وفي جميع الجوانب، وخاصة ما تعلق بالجانب الاقتصادي والاجتماعي.

حدود الدراسة:

بالنسبة لحدود الدراسة المكانية، فإننا في موضوعنا هذا نختص في دراستنا بقطر واحد من أقطار المغرب العربي الثلاث وهي البلاد التونسية، أما بالنسبة لحدود الدراسة الزمنية، فإننا حصرنا فضاء البحث وموضوعه بين الفترة الممتدة من سنة 1919م إلى غاية العام 1939م، وهذه الفترة ليست بالفترة القصيرة ولا السهلة في مجال البحث التاريخي، على اعتبار أنها من دون شكٍ فترةٌ حساسةٌ، نتيجة الأحداث الزاخرة التي شهدتها أقطار المغرب العربي ككل وليست في البلاد التونسية فحسب.

الدراسات السابقة:

في الموضوع الذي نبحث فيه،لم نقف على دراسةٍ تناولت الموضوع بعنوان السياسة الاستعمارية الفرنسية في فترة ما بين الحربين وتداعياتها وتأثيراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما كان بين أيدينا من دراسات، فقد تناول جزئياتٍ من الموضوع، وعلى هذا الأساس نجد العديد من الدراسات التي تناولت بعض النقاط التي تطرقنا إليها في بحثنا هذا، حيث عالج الطالب محمد كراغل في رسالة ماجستير: قضايا المغرب العربي من خلال صحيفة الشهاب 1925م- 1939م، والتي ركز فيها على القطر الليبي والتونسي والمغربي، دون التطرق إلى سياسة الاستعمار واِكتفى فيها باستعراض ما تطرقت له صحيفة الشهاب من قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ودينية، كما نجد أطروحة دكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر تعلقت كذلك بالقطر التونسي للطالب حمادي حسن  الفلاحي حول تونس أثناء الحرب العالمية الثانية (1919م- 1939)- دراسة اقتصادية اجتماعية-، وقد تطرق فيها لأوضاع تونس في فترة ما بين الحربين، حيث ركز في الفصل الأول على استعراض الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الفترة الممتدة ما بين1919م إلى1939م دون الحديث عن السياسة الاستعمارية المتبعة لإحكام الفرنسيين لقبضتهم على البلاد، هذا ونجد دراسةً أخرى تعلقت بالحركة الوطنية في البلاد التونسية أعدها الطالب نحلة محمد يوسف، وهي رسالة ماجستير في الدراسات القومية والاشتراكية بعنوان: تطور الحركة الوطنية التونسية (1881م-1956م)، حيث تناول فيها مسار النضال السياسي التونسي منذ امضاء عقد الحماية الفرنسية إلى تحقيق الاستقلال، على غرار تأسيس الحزب الدستوري الحر القديم وحزب الدستور الجديد المنشق عن الحزب الأول، وكما سبق وأن أشرنا، فإن هذه الدراساتِ قد تناولت في معظمها بعض الجزئيات التي تخص بحثنا، ولم نجد موضوعا بالعنوان نفسه الذي تطرقنا إليه.

وصف المصادر والمراجع المعتمدة في البحث:

تنوعت المادة العلمية المستعملة في البحث، وفي وصفنا لأهم المصادر والمراجع التي اُسْتُخْدِمَتْ فإننا سنقف عند البعض منها، والتي شكلت عصب المادة العلمية والعمود الفقري الذي استند عليه البحث، كما مثّلت أنموذجاً يتناغم مع أهداف البحث ونتائجه، حيث تنوعت من وثائق أرشيفية إلى مصادر ومراجع مكتوبة، فبالنسبة للمادة الأرشيفية، فقد استفدنا من بعض الوثائق المتواجدة في أرشيف بتونس العاصمة، زيادة على ما احتوى عليه مركز التوثيق الوطني هناك، والتي تنوعت بين المراسلات والتقارير والإحصائيات التي تعلقت بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتُمثِّل تلك الوثائق مادة خصبة، اعتبارا من قيمتها العلمية التي أعطت البحث قيمة خاصة.

بالإضافة إلى الوثائق الأرشيفية، استخدمنا في بحثنا العديد من المذكرات الشخصية التي لا تقل أهمية عن الأرشيف من حيث القيمة العلمية، اعتبارا من أن أصحابها كانوا مشاركين في الأحداث التي عُنِيَتْ بالدراسة، وكمثال عن ذلك نجد مذكرات أحمد توفيق المدني: حياة كفاح، حيث مثلت مصدرا لكتابة تاريخ الجزائر والبلاد التونسية في فترة الدراسة، إلا أن ما يعاب على كتابات المدني طغيان الذاتية التي اُنْتُقِدَ فيها من طرف البعض انتقادا لاذعا، إلى جانب هذا استعملنا كذلك مذكرات الحبيب بورقيبة التي كانت بعنوان: حياتي أرائي، جهادي، وقد رصدت هذه المذكرات نضال صاحبها ضمن حزب الدستور الجديد إلى تحقيق الاستقلال، إلى جانب هذا فقد تضمنت هذه المذكرات مادة علمية خصبة بالنسبة للقطر التونسي اعتبارا من معايشة صاحبها لمختلف الأحداث والتطورات التي حدثت في تونس، وغيرها كثير.

كما استعنا بمجموعة كبيرة من المصادر التي اختصت بالمغرب العربي المعاصر، ومن أهمها كتاب  علال الفاسي الذي كان بعنوان: الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، ويعتبر هذا السِفْرُ من أهم المصادر التي عالجت تاريخ المغرب العربي المعاصر ككل، وهذا اعتبارا من الرصيد النضالي لمؤلِفه ومواكبة صاحبه لمختلف التطورات والأحداث التي عرفتها المنطقة، وخاصة فيما تعلق بتاريخ المغرب الأقصى، كما نجد من بين المصادر الأخرى ذات الأهمية الكبيرة، مثل كتاب الحبيب ثامر: هذه تونس، حيث عُنِي هذا الكتاب بدراسة القطر التونسي من مختلف الجوانب وخاصة السياسي منه.

كما استعنا في البحث كذلك بكتاب شارل أندري جوليان بعنوان: إفريقيا الشمالية تسير (القوميات الإسلامية والسيادة الفرنسية)، والذي يعتبر مصدرا مهما لكتابة تاريخ المغرب العربي المعاصر، اعتبارا من المادة المهمة التي يحتوي عليها الكتاب بين دفتَيْهِ، زيادة على معايشة ومواكبة  صاحبه لمختلف الأحداث والتطورات التي عرفتها المنطقة، زيادة على كتاب الجيلاني الفلاح  الذي تناول فيه موضوعا حول: الشعب التونسي والتجنس، حيث قدم الكتاب دراسة قيمة عن قضيتَيْ التجنيس والتجنس في البلاد التونسية، كما أورد حكم التجنس بذكر الفتاوى المتعلقة بالقضيتين، إلى جانب ردود الفعل تجاه تلك السياسة، ومن بين المصادر الأخرى فقد اعتمدنا كذلك على كتاب محمد علي بلحولة الذي جاء تحت عنوان: زمن العسر(1930م- 1940م)، والذي تناول فيه بإسهاب كبير البلاد التونسية في الفترة الممتدة ما بين 1930م إلى غاية 1940م، حيث تطرق فيه إلى سياسة الاستعمار الفرنسي في المنطقة، إلى جانب نشاط الوطنيين التونسيين تجاه الاستعمار وسياسته، وما يعاب على الكتاب طغيان السرد على التحليل والتمحيص والنقد في ظل غلو الطابع الأدبي، إضافة إلى ذلك فقد استعنا كذلك بمصدر مهم بالنسبة للقطر التونسي دائما، ويتعلق الأمر بالكتاب الذي عُنْوِنَ بـ: ظاهرة مريبة في سياسة الاستعمار الفرنسي، هل تمثل مأساة الأندلس من جديد في شمال إفريقيا؟- الحملة الصليبية التاسعة في المؤتمر الأفخارستي-. لِمُحَيِّ الدين القليبي، وقد أفادنا هذا السِفْرُ كثيرا في استعراض سياسة الاستعمار الفرنسي في سنوات الثلاثينات من تنصيب تمثال الكاردينال لافيجري في باب المدينة الإسلامية في تونس، كما تطرق الكتاب إلى إقامة المؤتمر الأفخارستي والأطراف المشاركة فيه، وردود الفعل تجاهه وآراء الصحف نحوه، إلى جانب القمع الممارس ضد الوطنيين التونسيين الذين نظموا مظاهرات رافضة لذلك المؤتمر، زيادة على علاقة الكنيسة بالاستعمار.

أما بالنسبة للمراجع، فقد ضم البحث قائمة طويلة، فرضها مجال البحث الواسع، ومما نجده من المراجع (=الكتب)كتاب أحمد إسماعيل راشد بعنوان: تاريخ أقطار المغرب العربي السياسي الحديث والمعاصر، وهو عبارة عن كتاب تناول فيه الباحث التاريخ السياسي للمغرب ككل في الفترة المعاصرة، وبالتالي، أفادنا كثيرا فيما تعلق بالنضال السياسي للوطنيين المغاربة ضد الاستعمار الفرنسي، كما نجد مؤَلَفَ امحمد مالكي الذي تناول فيه: الحركات الوطنية والاستعمار الفرنسي في المغرب العربي، وبالرغم من تخصص المؤلِف في العلوم السياسية، إلا أنه طَرَحَ العديد من القضايا من وِجْهَةٍ تاريخية.

وفي السياق نفسه، استعنا كذلك بكِتَابَيْ علي المحجوبي بعنوان: الحركة الوطنية التونسية بين الحربين، وجذور الحركة الوطنية التونسية، واللَّذَيْنِ أفادانا في دراسة كل ما تعلق بالبلاد التونسية، من السياسة الاستعمارية الفرنسية وردود الفعل تجاه تلك السياسية ونشاط الوطنيين والمناضلين السياسيين التونسيين، إلى جانب هذا، تعرَّضَ الكتاب الثاني إلى ذكر الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، كما استعنا كذلك بكتاب عبد المجيد كرّيم وآخرون، والذي جاء بعنوان: موجز تاريخ الحركة الوطنية التونسية -مقاربة- (1881م-1964م)، حيث أفادنا في العديد من القضايا التي تعلقت بالنضال السياسي ضد سياسة الحماية الفرنسية في البلاد التونسية.

أما بالنسبة للمراجع الأجنبية التي استخدمناها في البحث، فهي كثيرة ومتنوعة ومنها، كتاب:

Jacques BERQUE, le Maghreb antre deux guerres.، حيث أفادنا هذا الكتاب المصدريُّ في العديد من القضايا التي عرفتها البلاد التونسية في فترة ما بين الحربين،كما نجد من بين الكتب التي كانت باللغة الأجنبية والتي استعملناها كتاب الباحث  Jean DESPOIS الذي كان بعنوان: l’Afrique du nord حيث أفادنا الكتاب بدرجة كبيرة خاصة فيما تعلق بالجانب الاقتصادي، وهذا كَوْنَ الكتاب قد تضمن العديد من الإحصائيات التي خصَّت الزراعة والصناعة والتجارة في المنطقة، زيادة على كتاب حبيب بولعراس الذي تناول فيه مجمل تاريخ تونس، والذي جاء بعنوان: histoire du la Tunisie, les grandes dates de la préhistoire à la révolution وقد استخدمنا هذا الكتاب فيما تعلق بالفترة المعاصرة فقط، زيادة على سِفرRouger LE TOURNEAU وقد حمل الكتاب عنوان: Evolution politique de l’Afrique du Nord musulmane (1920- 1961) .

وفي سياق الحديث عن وصف المصادر والمراجع المعتمدة في البحث، فقد استعملنا العديد من المقالات والدراسات التي اختصت بمعالجة ما له صلة بموضوعنا، من جرائدَ ومجلاتٍ ودورياتٍ علميةٍ، إلى جانب هذا، فقد استعملنا كذلك العديد من الدراسات الأكاديمية من رسائل ماجستير وأطاريح دكتوراه، وقد سبق ذكر العديد منها في سياق الحديث عن الدراسات السابقة، ووقوفا عند بعض المصطلحات والشخصيات التي احتاجت توضيحًا أو تعريفًا، فقد استعملنا العديد من القواميس والموسوعات التي مثلت دليلاً أمامنا للتعريف بتلك المصطلحات وهؤلاء الأعلام والشخصيات.

صعوبات البحث:

كَأَيِّ بحثٍ، وخاصة في مجال العلوم الإنسانية، فإنه لا يخلو من صعوبات متعددة خاصة فيما تعلق بالتداخل بين الحقول المعرفية من تاريخ وفلسفة وسياسة واقتصاد، وفي دراستنا هذه، واجهتنا العديد من الصعوبات والعوائق والتي تتلخص في:

* مجال البحث وفضاؤه الواسع من حيث الامتداد الزماني، من 1919م إلى 1939م (= 20 سنة كاملة بحيث يمكن تناول موضوع يختص بدراسة سنة واحدة، وكمثالٍ عن ذلك سنة 1930م).

* تشعب الموضوع وتناوله عدة جوانب متداخلة.

* التداخل الكبير في بعض الجوانب، وكمثالٍ عن ذلك التداخلُ والترابطُ بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما جعل الأمر معقدا من حيث تناول كل جانب على حِدا.

* وجود صعوبة كبيرة في ضبط بعض الجوانب والتأثيرات التي نتجت عن بعض سياسات الإدارة الفرنسية، كما هو الحال بالنسبة للجانب الاقتصادي، الأمر الذي دفعنا إلى البحث في ذلك الجانب خارج تلك التشريعات والقوانين التي فرضتها الإدارة الفرنسية وسياستها.

* صعوبة إطلاق بعض الأحكام، خاصة فيما تلعق ببعض القضايا.

* الانسياق وراء الذاتية في الطرح وفي استعراض بعض القضايا التي اكتست نوعا من الحساسية والتي ولَّدَت نوعا من الحماسة بفعل ممارسات الفرنسيين.

* كثرة المادة العلمية وغزارتها في بعض جوانب الدراسة خاصة في الجانب السياسي، الأمر الذي ساهم في تشتيت الأفكار واختلاط الأمور، مما دفع بنا إلى أخذ الأهم من المهم.

* صعوبة الحصول على بعض الوثائق الأرشيفية.

من خلال هذا المؤَلَفِ، نأمل من الله أن نوفق في الإسهام ولو بالقدر القليل في الإحاطة بمختلف جوانب السياسية الاستعمارية في البلاد التونسية في فترة ما بين الحربين، وتسليط الضوء على فترات تاريخية لم يُمسحْ عنها الغبار، ومن ثم إضافة لبنة جديدة إلى المكتبة، والله ولي التوفيق وهو يهدي السبيل.