تفصيل

  • الصفحات : 352 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-691-92-1.

يتميز المجتمع الجزائري بالتعددية اللغوية التي تعتبر خصوصية لدى الدول التي عرفت الظاهرة الاستعمارية مثل الجزائر التي تنتعش فيها كل من اللغة العربية، واللغة الامازيغية وكذا الدارجة أو العامية إضافة الى اللغة الفرنسية. استنادا الى تواجد الاستعمار الفرنسي فيها طيلة 132 سنة.

يتمتع هذا التعدد اللغوي في الجزائر بميزتين رئيسيتين، أولاهما إيجابية باعتبار ان تداول واستعمال أكثر من لغة داخل المجتمع هو في حد ذاته إضافة وتنوع لا يمكن أن يكون له إلا آثار إيجابية.

أما ثانيهما فهو ذو طابع سلبي، باعتبار أن هذا التعدد من شأنه أن يسفر على صعوبات وعوائق على مستوى التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، بل وقد يفرز في بعض الأحيان بعض التوترات والانزلاقات والاستعمالات السياسوية غير المرغوب فيها وطنيا.

من جهة أخرى تجد الجزائر اليوم نفسها على غرار الدول الأخرى المشابهة، ملزمة أن تعيش وتتفاعل مع بيئة إقليمية ودولية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها متنوعة، بل وقد تكون في أحيان كثيرة مختلفة في مجالات عدة سيما في المجال اللغوي، علما أن اللغة هي الوسيلة الحية للتواصل ولكل انتاج فكري مهما كان نوعه أو تخصصه أو مجاله.

بالموازاة، نعلم جميعا أن التبادل الفكري والعلمي يتم بصفة عامة دوما في اتجاه الغرب، الذي يعتبر بمثابة مرجعا محوريا في مثل هذه المجالات، الامر الذي جعل الجزائر في حاجة ماسة الى الاعتماد على الترجمة كوسيلة لنقل الأفكار والنظريات والإنتاج العلمي والأكاديمي. من لغة أجنبية الى اللغة العربية أو في بعض الأحيان اللغة الامازيغية.

انطلاقا من هذه الوضعية أظهر العمل الترجمي الذي نشط خلال السنوات الأخيرة في الجزائر، بعض المشاكل والصعوبات والعوائق التي يجعل كلها من عملية الترجمة، عملية صعبة ليس من جانبها اللغوي والأكاديمي والمنهجي فحسب، بل على مستوى الإجراءات الإدارية والمالية التنظيمية في أبعادها المختلفة، وذلك رغم إرادة الدولة الجزائرية الواضحة في دعم الاعمال الترجمية كوسيلة لتعزيز سياسة التنوع اللغوي.

استنادا لما سبق، نطرح التساؤلات التالية:

ما هي الابعاد التي تخفيها الترجمة في الجزائر، وفي ماذا تتمثل خلفياتها، وكيف يمكنها ان تساهم في تعزيز التنوع اللغوي في المجتمع الجزائري؟ وكيف يمكنها ان تكون وسيلة فعالة لتحقيق التناسق والترابط اللغوي في المجتمع الجزائري؟