تفصيل
- الصفحات : 598 صفحة،
- سنة الطباعة : 2022،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-319-1.
يبدأ مشوار السرد مع بداية ظهور العنصر البشري في الكون، وتحديدا مع سيدنا آدم عليه السلام حيث أن الله تعالى لمّا خلق أبانا آدم علّمه الأسماء كلها وفي هذا المقام يتبادر إلى الأذهان السؤال الذي مفاده: لماذا علّم الله تعالى ابن آدم الأسماء؟ ومعنى الأسماء هنا لا ينحصر في المفهوم الصرفي للاسم بل يتعداه إلى كل ما يتعلق بالكلام.
الله تعالى هو خالق الكون؛ فهو سبحانه أدرى بحاضر آدم وما يستقبله من الزمان وبما يحتاجه، ومن بين حاجاته الحكي فهو في تعاقب مستمر للأحداث ولابد له من سردها إما لنقل تفاصيلها لمن لم يكن حاضرا وقت وقوعها، أو لتعميم فائدتها، أو لمجرد الفضفضة، أو لغيرها من الأغراض. ولا غرو؛ فقد ورد في أكثر من محل في القرآن الكريم ما يدل على السرد مثل ما نجه في قول الله تعالى﴿نحن نقص عليك أحسن القصص﴾(سورة يوسف/3)، وقال سبحانه أيضا ﴿لا تقصص رؤياك على إخوتك﴾(سورة يوسف/5)، و﴿ وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك﴾(سورة هود/120) وجاء السرد كوسيلة لعدة أهداف من بينها تحقيق مقاصد دينية تتمثل أساسا في تبليغ الرسالة والوعظ والإرشاد، والترغيب والترهيب عن طريق حكاية ما كان وما سيكون.
ثم تطور شيئا فشيئا إلى أن أصبح علما قائما بذاته. ويقدمه جيرار جينيت على أنه عرض لمتوالية من الأحداث حقيقية أو خيالية، بوساطة اللغة وبصفة خاصة اللغة المكتوبة. فبدايات السرد كانت حكيا، ثم صار المحكي مدونا إما تصوير صادق لما هو موجود وواقعي، أو غوص في غالم الخيال وتأليف من وحي الإملاء الذاتي أو الجمعي. ثم واكب التطور العلمي والتكنلوجي فحلق في سماء الميديا والإشهار وغيرها.
ويأتي هذا الكتاب الجماعي الموسوم : السرديات وما بعد السرديات: ليسبر أغوار هذا البحر الخضمّ وينير الدرب للباحثين في ميدان السرديات وما بعدها.
-?الدكتورة: فضيلة مسعودي
المركز الجامعي مغنية، تلمسان، الجزائر.