تفصيل

  • الصفحات : 184 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-114-2.

الحمد لله الذي فكّهنا بثمار أوراق العلماء والصّلاة والسّلام على نبيه شجرة العلم التّي أصلها ثابت وفرعها في السّماء، وعلى آله وصحبه الذّين هم فروع هذه الشجرة وأغصانها التّي دنت بهذه الأمة قطوفها المثمرة أمّا بعد:

حظيت الشخصيّة بمكانة مرموقة في ما تراكم طيلة عهود من الأبحاث والدراسات فقط كانت عنصرًا جوهريا في العمل الروائي بما يقع منها من تحريكات سردية تنضد الفضاء الروائي. وبطبيعة الحال، فإنّ التحولات الكبيرة التي عرفها الجنس الروائي قد أوجبت على الكاتب الجزائري تشكيل نظرة جديدة في تعامله مع شخصياته؛ لأنّه أصبح يدرك أن لكل مرحلة زمنية سماتها الخاصة التي يجب أن تتقولب في عطاءاتها، والتي لا يمكن لها إلا أن تمثل عصرها حيث يجد القارئ ثراء وتنوع الساحة الأدبيّة بتجارب روائيّة مميّزة عبّرت عن نظرة جديدة ومختلفة في الكتابة، الأمر الذي جعل الرواية الجزائرية تحقق تراكما نوعيا وكميا أفضى إلى انفراد كل روائي بنظرته وطريقته، وأسلوبه الخاص في الكتابة وفي تجسيد مقتضيات التجديد الروائي الذي يتجاوب مع أزمة الذات والحراك البشري .

وعليه يولي هذا البحث أهمية بالغة للترسيم الروائي بتقديم رؤية لبناء الشخصية عند محمد مفلاح وكذا جدوى النموذج العاملي السردي في محاولة إلى التوصل لقراءة تحليلية واستنباط بعض آليات تعامل الكاتب الجزائري مع الشخصية في العمل الروائي، ومدى قدرته على تنميط حضورها ضمن نصه السردي، ومن ثمة، فإننا نسعى إلى طرح إشكاليات عدة نذكر منها:

-ماهي المرتكزات الفكرية التي اتكأ  عليها غريماس في بلورة نظريته العاملية السردية؟

-ماجدوى التحليل النقدي للشخصية في ظل طروحات النموذج العاملي السردي ؟

-كيف كانت سيرورة النّموذج العاملي داخل رواية شبح الكليدوني لمحمّد مفلاح؟

ولاكتمال الدراسة والإجابة على هذه التساؤلات وغيرها،كان لابد من توافر آليات عدة من بينها المنهج  الوصفي السيميائي السردي؛ حيث يساعدنا الأول في وصف الكثير من المقولات النظرية أما الثّاني فسيتم الاعتماد عليه في تحليل الكثير من المقاطع السردية التي تضمّ الشّواكل والخطات التي تجسد نمط حضور الشخصية.

ولكي ينتظم بنا السير في البحث ترسم هذه الدراسة إستراتيجية تبدأ بمقدمة ذات افتتاحية مضاعفة تضمنت حديثا عن موضوع الدراسة، وإشكالاتها، وعن أهميتها، وفائدتها، ومنهجها…هذا وقد فرضت مادة البحث وطبيعته تقسيمه إلى ثلاثة فصول؛ حيث تضمّن الفصل الأوّل حديثا مفصّلا عن الرّوافد الفكريّة لنظريّة العامل السّرديّة؛ إذ توزعت الإحاطة المعرفية بالرافد اللساني الذي يتبلور من تصور “ديسوسير”، و مدرسة براغ (تصور رومان جاكبسون، وتصور نعوم تشومسكي وتصور “لويس هيلمسليف”، فحين كانت الروافد المعرفية مرتكزة على أعمال “جورج دوميزال “وتصور “بروب” وأعمال “كلود ليفي ستروس”، ونموذج” سوريو “،ونموذج “تنيير”.

أما الفصل الثّاني، فقد كان حول دراسة النّموذج العاملي والتّرسيمة السّردية ، وهذا بداية من الحديث عن العامل ومرورا بالحديث عن الأنموذج العاملي من حيث هو نسق ، ثمّ من حيث هو إجراء.

في حين كان الفصل الثّالث مغمورا في الشق التطبيقي؛ حيث ضمّ حديثا عن الشّخصية في رواية شبح الكليدوني؛ إذ قمنا بالحديث عن تمفصلاتها بإسقاط نظرية العامل السرديّة التي أتاحت لنا كشف عدّة تمفصلات تتعلّق باستراتيجية بناء الشّخصية في العمل الروائي..

وقد أفاد البحثَ مجموعةٌ من المصادر والمراجع بعضها عام، وبعضها الآخر متخصص في”الشخصية”و”النقد الأدبي”، وهذا لكون الموضوع يستوجب كماّ معتبرا من المصادر والمراجع، وكان منها كتاب: “بنية الشّكل الروائي”لمؤلفه:”حسن بحراوي”، وكتاب: “مباحث في السيميائية السردية” لنادية بوشفرة وسعيد بنكراد في كتاب له بعنوان: “سيميولوجية الشّخصيات السّردية–رواية” الشّراع والعاصفة” لحنّا مينة نموذجا”، أيضا”حميد لحميداني”في كتابه الموسوم بـ:”بنية النّص السّردي من منظور النّقد الأدبي”.

وإن كنت آسى على أمر في رحلة بحثي، فإنّني أتأسّف لمراجع مرّت علي، ولمستها يداي دون أن أن أغرف وأنهل منها.

والله من وراء القصد وهو يهدي السّبيل