تفصيل

  • الصفحات : 132 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2025،
  • الغلاف : مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • الأبعاد : 24*17،
  • ردمك : 978-9969-06-012-6.

المقدمة:

يُعَدُّ الشعرُ الملحون وليدَ الثقافة الشعبية، وشكلا من أشكال التعبير في الأدب الشعبي، المتداولِ على ألسنة العامّة، بطريقة شفاهية، متوارثا جيلاً بعد جيل. وتشمل أشكال التعبير في الأدب الشعبي، الفنون القولية: كالأمثال والألغاز والحكايات والخرافات والأغاني والنكت والشعر الملحون (الشعبي)… وهذه الأشكال الأدبية لا تُسند لفرد بعينه، بل تتشارك في إبداعها وإنتاجها جماهير عريضة على مرّ الزمان والمكان.

ويُشكل الشعر الملحون الجزائري جزءًا هامًّا من التراث العربي والإنساني، كونه يعبر عن عاطفة الإنسان قبل كلّ شيء، فهو شعر وجداني بالدرجة الأولى، إذ تبرز فيه شخصية الشاعر سواء من خلال البوح عن إحساساته ومشاعره الذاتية، أو من خلال البوح عن إحساسات ومشاعر الآخرين تعبيرًا صادقًا عن خلجات النفس.

ويزخرُ الشعر الملحون الجزائري بقِيَم فنيّةٍ وموضوعاتية، معبرًا بها عن آلام وآمال الجماهير الشعبية في قالب أدبي شعبي يتماشى مع مستواها اللغوي والفكري والثقافي والحضاري.

وهو جدير بأن يكون عملا أدبيا لأنّه نابض بالحياة، يعبّر عن تجربة ذاتية أو مجموعة من التجارب الإنسانية التي يمرّ بها الشاعر في حياته أو في حياة من يعايشهم، فيهتز وجدانه ويثير في الوقت ذاته اهتزازات وانفعالات السامع أو القارئ بكلّ تلقائية.

وهذه الرؤية للحياة والأدب، يترجمها الشعر الملحون، الذي يُعدّ أقربَ الفنون الأدبية إلى عواطف النّاس وأهوائهم، مُصوّرا خواطرهم ومشاعرهم، وكلّ ما تنبض به قلوبهم، سواء في حالتي انبساطها أو انقباضها، فهو لسان الجماعة ومستودع مآثرها ومفاخرها وأمجادها وعاداتها وتقاليدها، على مرّ الزمان والمكان.

وقد وجد شاعر الملحون الجزائري في بيئته المحلية مناخا صالحا للتعبير عن عواطفه وانشغالاته بلغة سهلة وأسلوب بسيط لا يتطلب معرفة الكتابة وإتقان قواعد اللغة العربية، فَعبَر بعفويةٍ عن عمق المعاناة ونضج التجربة ورهافة الإحساس الفردي والجماعي، فكان شعرهُ بحقّ سِجِلاً حافلا بالأحداث نتعرف من خلاله على المستوى الفكري والشعوري للعباد وللبلاد، يجد الباحث فيه نتاجًا شعريًا غزيرًا بموضوعاته المتنوعة ومضامينه الجديرة بالتحليل والدراسة.

وعليه، جاء هذا الكتاب بعنوان “الشعر الملحون الجزائري أبحاث وآراء”، ليبرز أبحاث أهمّ الباحثين الجزائريين والعرب وآرائهم، كعبد الحميد بورايو، ومحمد سعيدي، وعبد الله ركيبي والتلي بن الشيخ والعربي دحو، ونبيلة ابراهيم، وأحمد مرسي، ومحمد المرزوقي،…وغيرهم، في مجال الدراسات الشعبية، بالتحليل والمناقشة العلمية، وكذا التعريف الموجز لبعض فحول الشعر الملحون بالجزائر، كنموذج للدراسة، لتعُم الفائدة للباحثين والطلبة، محاولين وضعها في سياقها المعرفي الخاص بها.

ويضم هذا الكتاب مدخل وثلاثة فصول:

أوّلا- مدخل عام تناولنا فيه: نشأة الشعر الملحون الجزائري، متطرقينا فيه إلى ثلاثة آراءٍ.

ثانيا- الفصل الأول: ” مفهوم الشعر الملحون” وقسّمناه إلى ثلاثة مباحث على النحو الآتي:

المبحث الأول: المدلول اللغوي للملحون.

المبحث الثاني: أصل تسمية الشعر الملحون.

المبحث الثالث: إشكالية المصطلح.

ثالثا- الفصل الثاني: ” الشعر الملحون أنواعه وأشكاله”، وقسمناه بدوره إلى ثلاثة مباحث على الشكل الآتي:

المبحث الأول: أنواع الشعر الملحون.

النوع الأول: الشعر البدوي.

النوع الثاني: الشعر الحضري.

المبحث الثاني: أشكال القصيدة الملحونة

1) الشكل التقليدي.

2) شكل الموشحات.

3) شكل الأزجال.

المبحث الثالث: إشكالية ضبط أوزان الشعر الملحون.

رابعا- الفصل الثالث: ” من ظواهر الشعر الملحون الجزائري” وقسمناه إلى مبحثين على النحو الآتي:

المبحث الأول: ظاهرة التأريخ والتوقيع في الشعر الملحون الجزائري:

1) تأريخ القصائد

2) توقيع القصائد.

المبحث الثاني: موضوعات الشعر الملحون الجزائري:

1) الشعر الديني – 2) الشعر الوطني – 3) الشعر العاطفي – 4) الشعر الاجتماعي 5) شعر الرثاء – 6) شعر الطبيعة.

وغايتُنا في هذا الكتاب، أنْ نُحْسِنَ في طرح نَظْرَتنا ورأينا في موضوعاته المختارة، راجين أن نقدّم إضافة لمكتبة أدبنا الشعبي، وبالله التوفيق والسداد.

 

حرّر يوم الجمعة: 15/12/2023

بن زياني زين العابدين