تفصيل

  • الصفحات : 170 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-703-8.

كان الإعلام سابقا مجرد أداة لنشر المعرفة ووعاء يحوي الثقافة ويقدم الترفيه بأنواعه، أصبح اليوم يروج لخطط التنمية التي تنتهجها الدول المختلفة، فإسهام الإعلام في التنشئة الاقتصادية هدف أساسي ينبثق من أهمية التنمية في حد ذاتها، حيث يهتم الإعلام بالتنمية فيركز على الجانب الاقتصادي لأية مؤسسة باستعمال وسائل مختلفة. وإذا كانت التنمية عملية اجتماعية يتم في إطارها التطور الاقتصادي، فهي بالتالي تستدعي تطوير عناصر الإنتاج وزيادته مع ترشيد الاستهلاك في السلع والخدمات داخل المجتمع، زيادة الدخل القومي، رفع المستوى الاقتصادي للأفراد وتوفير كافة الخدمات اللازمة لتحقيق خدمات أكبر، فالتنمية إذن عملية مقصودة تسعى الدولة من خلالها إلى توفير أو خلق وضع اقتصادي جيد، وبالنسبة للتنمية الاقتصادية يقوم الإعلام بالتوعية بأساليب الحياة الاقتصادية، مع عرض القضايا الاقتصادية المحلية، وإقناع الجمهور بأبعادها المختلفة، والتركيز على محاربة الإسراف والتبذير الاقتصادي على المستويين العام والخاص([1]). فالإعلام تم ربطه منذ زمن بعيد بالإنتاج وبالعمل، وأصبحت الصلة بين الإعلام والاقتصاد بارزة الآن أكثر فأكثر، وأضحى الاتصال قوة اقتصادية مهيمنة وعاملا حاسما من عوامل التنمية الحقيقية في مختلف أنحاء العالم)[2](.

تعتبر الصحافة المكتوبة من أهم الوسائل الاتصالية والإعلامية، ولها تأثير بالغ في نفوس الأفراد والجماهير، لما تتميز به من خصائص تتلاءم مع قدراتهم ورغباتهم، فهي تشترك اشتراكا فعليا في مناقشة المشاكل الاقتصادية التي بإمكانها أن تعرقل مسار الإصلاحات الاقتصادية الوطنية. وتاريخ الصحافة المكتوبة الجزائرية يعود إلى فترة الاحتلال الفرنسي، حيث اكتسبت الجزائر خبرة واسعة في المجال الإعلامي، جعلها تفكر بعد الاستقلال في إصدار صحف خاصة، حزبية، متخصصة، بل والساخرة أيضا لدعم الإعلام العمومي الذي انفرد بالساحة الإعلامية لعدة سنوات، وإعطاء نفس جديد للصحافة المكتوبة، وهذا ما وافق عليه برنامج المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني. وفي ظل ازدياد الحاجات الإعلامية لكل الشرائح الاجتماعية، وكذا التطورات المتلاحقة التي أفرزتها العولمة بكل أبعادها، أصبحت الصحافة المتخصصة ظاهرة حتمية وضرورية من واجبها الاستجابة للتخصص والحاجة النوعية لقطاع بعينه هو قطاع الاقتصاد الذي أصبح في حد ذاته متشعب التخصصات والاهتمامات، فمبادرة الحكومة الجزائرية في إنشاء صحافة اقتصادية تصب في وعاء الاتصال والوساطة مع مختلف المتعاملين الاقتصاديين كانت بغرض طرح المشاكل الاقتصادية، والسعي لإيجاد حلول تطبيقية يمكن أن تستفيد منها المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة، مع تقييم أنماط التنمية المقترحة والقوانين الدولية المرتبطة بالعلاقات الاقتصادية، وانعكاساتها على مستقبل الاقتصاد الجزائري بالسلب أو الإيجاب.

([1])سهام الشجيري: اقتصاديات الإعلام، دار الكتاب الجامعي، الطبعة الأولى، الإمارات العربية المتحدة، 2014، ص.ص(26 -46 ).

([2])Christian Campagna, ˮ Le rôle de la presse selon les propriétaires et rédacteurs des journaux Montréalais1830-1880ˮ, mémoire présenté comme exigence partielle de la maitrise en histoire, université de Québec à Montréal, CANADA, 1998, p114.