تفصيل

  • الصفحات : 400 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-278-1.

يعنى هذا المؤلف الجماعي بتسليط الضوء على الصحافة في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية، وكيف ساهمت في التعريف بقضايا الجزائريين في مرحلة شهدت سيطرة فرنسية خالصة وإقصاء شبه كلي للعنصر الجزائري.

ولا يخف علينا أن ثقافة الصحافة دخيلة على المجتمع الجزائري، وجاءت مع المستعمر الفرنسي الذي جلب معه أول صحيفة وهي L’Estafette، وبعدها أسس المستعمر الفرنسي صحفا أخرى، بلغ عددها خمسة عشر  (15) عنوانا سنة 1866،  وهذا دون احتساب بعض الجرائد الأدبية والعلمية؛  منها ستة (06) عناوين بالجزائر العاصمة،  وخمسة (05) عناوين أخرى بعمالة قسنطينة، وأربعة صحف (04) بعمالة وهران.

وقد ظل عدد الصحف يتزايد حتى بلغ (74) جريدة سنة 1881، وتمثلت أقدم العناوين في جريدة “لومونيتور ألجيريان”le Moniteur Algérien” (1832)؛ وهي جريدة رسمية للسلطات الاستعمارية، وجريدتي الأخبار (1832)، والمبشر (1847) وهما بدورهما جريدتين استعماريتين..

وبالموازاة مع الصحف الفرنسية؛ بدأت بالبروز ملامح صحافة جزائرية أواخر القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من اعتمادها اللسان الفرنسي إلاّ أنها كانت جزائرية الهوية، وقد كانت الفرصة لمديريها ورؤساء تحريرها تجربة الممارسة الصحفية في الجرائد الفرنسية. وبمرور الوقت ظهرت عناوين صحفية أخرى منها ما صدر باللغة الفرنسية، ومنها ما كان مزدوج اللغة فجمع بين اللغتين الفرنسية والعربية، ومنها من اتخذ اللسان العربي كسمة خاصة به. ورغم اختلاف اللغات والتوجهات إلاّ أن تلك الصحف جميعها لم تسلم من أذى السلطة الفرنسية التي قامت بمنعها من الصدور بعد مدة قصيرة من ظهورها فلم تعمر طويلا، ومع ذلك نالت تلك الصحف مكانة في أوساط الجزائريين، ولعبت دورا بارزا في التعريف بقضاياهم.

وقد ضم المؤلف الجماعي عددا من المقالات العلمية تنوعت بتنوع العناوين الصحفية التي عرفتها الجزائر وقتئذ، واهتمامات محرريها السياسية والإصلاحية. كما اهتمت المقالات بإبراز أهم الأقلام التي نشطت في ميدان الصحافة الجزائرية عبر فترات مختلفة تمتد من بدايات القرن العشرين إلى اندلاع الثورة التحريرية.

ويبقى هذا العمل مقدمة لأعمال مستقبلية، لأن ميدان الصحافة في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية لم يمسح عنه الغبار بعد، وهو على درجة كبيرة من الأهمية في إبراز حركية الأمة على كافة الأصعدة، ومفتاح من مفاتيح التاريخ المحلي.

الدكتورة صبرينة الواعر

أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر

المدرسة العليا للأساتذة آسيا جبار، قسنطينة

15 ماي 2021