تفصيل

  • الصفحات : 376 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-034-3.

إن العلاقات الدولية قديمة قدم المجتمعات الدولية، لكنها تميزت في القرن العشرين بعدة مميزات لعل لأهمها تشابك العلاقات بين الدول بسبب ثورة التكنولوجيا وبخاصة في وسائل الاتصال، فلم تعد دولة تستطيع أن تعيش بمعزل عن العالم، كما أن سرعة الأحداث التي يتحكم في إيقاعها الدول الكبرى تجرف الدول الصغرى في تيارها. وأصبح العالم يمثل قرية صغيرة تتحكم في مصيرها في بداية القرن عدد قليل من الدول على رأسها بريطانيا وفرنسا، ثم شهد العالم حرباً ضروساً، اصطبغت بالعالمية لأول مرة في تاريخ العالم، أفرزت عدداً من النظم الشيوعية والدكتاتورية في روسيا وإيطاليا وألمانيا، قادت العالم إلى حرب عالمية ثانية أشد وأخطر من الأولى.

وكانت نهاية النصف الأول من القرن العشرين إيذاناً بانقسام العالم أيديولوجياً إلى قسمين، القسم الأول رأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، والقسم الثاني شيوعي بقيادة الاتحاد السوفياتي، وحاولت بعض الدول أن تقف على الحياد بين المعسكرين للتخفيف من حدة الحرب الباردة بين الطرفين، وأبى القرن العشرين أن يرحل دون أن تتغير خريطة العلاقات الدولية بتفكيك المعسكر الشرقي وانفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم، وتشابك العلاقات والتكتلات الاقتصادية التي فرضت نفسها على خريطة العالم جعل من الضروري دراسة العلاقات الدولية وتطورها وما أبرزته من مشكلات وقضايا تؤرق العالم.

وتختلف طبيعة العلاقات الدولية عن الدراسات التاريخية الكلاسيكية بشتى فروعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالمادة لا تهتم بالسرد التاريخي لوطن ما أو منطقة أو شخصية أياً كان حجمها وقدرها ، وإنما تهتم بدراسة العلاقات الدولية وما تفرزه من مشكلات وقضايا تؤرق المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية والإقليمية ودورها الفعال في المشكلات، فهي مرآة تعكس واقع العالم المعاصر لتيسر عملية التنبؤ بمستقبل الصراعات الدولية وحل المشكلات قبل تأزمها، فالتوصل لحل الأزمات الدولية ليس بالأمر السهل.

وهناك مناهج عدة في دراسة العلاقات الدولية أولها وأقدمها وأهمها وأكثرها شيوعاً المنهج التاريخي، ويهتم بتطور التاريخ الدبلوماسي وجذورها التاريخية، الأمر الذي يساعد في تفسير أسباب الظاهرة وأسباب النجاح والفشل لقادة الدول، كما يساهم في فهم وتطور العلاقات بين الدول، ويساعد على اتخاذ القرارات المناسبة، ويمكن في ظله التنبؤ بالنتائج، وإذا كانت الليبرالية الغربية تراه غير كاف، فغن الماركسية تراه وافياً، ثم ظهرت مجموعة من المناهج التقليدية الأخرى مثل المنهج القانوني، المنهج الواقعي ويعني التحليل في إطار سياسات القوى، المنهج القومي الذي يركز على المصالح القومية، والمنهج المثالي. وتؤكد الاتجاهات المعاصرة أنه ليس هناك اتجاه واحد يستطيع أن يقدم تفسيراً لظواهر العلاقات الدولية وإنما يجب أن تتكامل المناهج في ذلك.

يستهدف الكتاب شريحة من طلبة الاقتصاد والعلاقات الدولية  …الخ والباحثين والمهتمين العاملين في هذا الحقل.

ويمكن تحقيق الفائدة العملية والعلمية (إن شاء الله) من تناول الكتاب بأجمعه وبفصوله ومباحثه وأجزاءه حيث الهدف المتوخي والوقت المتاح للدراسة، وهو ما يمكن التعرف عليه بمتابعة المحتويات حيث يتناول:

الفصل الأول :ماهية العلاقات الدولية

الفصل الثاني:النظريات المفسرة للعلاقات الدولية

الفصل الثالث:العوامل المؤثرة في العلاقات الدولية

الفصل الرابع:النظام العالمي

الفصل الخامس:ماهية السيادة ونظرياتها

الفصل السادس: السياسة الخارجية

الفصل السابع: نظرية القوة في العلاقات الدولية

الفصل الثامن: الأمن القومي والعلاقات الدولية

الفصل التاسع:نظام الأمن الجماعي في العلاقات الدولية

الفصل العاشر:الأمن الإنساني وأبعاده

الفصل الحادي عشر:مفهوم التسلح العالمي-العسكرتاريا

الفصل الثاني عشر: نزع السلاح ونظرياته كأحد قضايا العلاقات الدولية

الفصل الثالث عشر :الدبلوماسية ودورها في إدارة العلاقات الدولية

الفصل الرابع عشر: سياسة عدم الانحياز في العلاقات الدولية

الفصل الخامس عشر: الإعلام الدولي في إطار السياسة الخارجية

 

ويدعو المؤلف أن يكون هذا الكتاب نافعاً ومفيداً للجميع، وأن يضيف جديداً إلى المكتبة الاقتصادية  العربية، ونظراً لأن المكتبات العربية تفتقد إلى هذا النوع بالدراسات والمؤلفات التي يبحث عنها طلاب العلم المتخصيصين والعاملين بهذه المجالات.

ولكن يبقى النقص لصيق البشر، وما الإنجاز إلا حالة نسبية في إطار حقيقة مطلقة وثابتة نستظل بها مخلصين، عسى أن يتقبل منا هذا الجهد.

والله ولي التوفيق

                       المؤلف

                                   الدكتور مصطفى يوسف كافي

                                       2019