تفصيل

  • الصفحات : 196 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-491-4.

ارتبط مفهوم العنف منذ القدم بالمضايقات والممارسات المجتمعية التي تهدف إلى إلحاق الأذى بالأخر، ومع تعقد الحياة تجسد العنف في أشكال جديدة، وارتبط بوسائل عززت من مستويات انتشاره، كما يعتبر العنف ظاهرة تشترك في دراساتها العديد من التخصصات العلمية باعتباره سلوك ناتج عن تنشئة اجتماعية يشوبها الانحراف، وبيئة ثقافية مقيدة بأفكار متخلفة ومتطرفة، ووضعية اقتصادية متدنية، ونظام اجتماعي يسوده الظلم، وتغيب فيه العدالة الاجتماعية بين الأفراد لاعتبارات جنسية، أو عرقية، أو دينية، أو غير ذلك من الأسباب التي تخلق تنوعا اجتماعيا، كما يمكن أن تكون المؤسسات الإعلامية سببا  في توليد العنف من خلال نقل صوره في قوالب إعلامية غير خاضعة للمراقبة، ولاتحترم سياقات التلقي المختلفة لدى الجمهور المستقبل، هذا الأخير الذي قد يتبنى سلوكات عدائية قد يتم ترجمتها في إيذاء الأخر.

ولأن عالم اليوم وثيق الصلة بالبيئة الرقمية التي مازال عدد المنتسبين اليها في منحى متصاعد، فان ظاهرة العنف هي الأخرى شهدت امتدادا لها عبر المنصات والمواقع التابعة  لهذا الفضاء، من خلال مشاركة مضامين هدفها الاهانة، التشهير، والاحتقار، أو التعليقات السلبيىة التي تسعى الى الشتم وتقزيم الاخر اجتماعيا، بالاضافة الى نشر الصور والفيديوهات الجارحة أو الخادشة للحياء بهدف التهديد أو الابتزاز.

استنادا إلى هذا الطرح تتبلور الأوراق البحثية في هذا الكتاب لمناقشة تمظهرات العنف في الفضاء السيبرياني التي سعى من خلالها ثلة من الباحثين من داخل الوطن وخارجه في دراسات نظرية وميدانية لإبراز واقع وحلول ظاهرة العنف في الفضاء السبيرياني، حيث جاءت ورقة كل من  الدكتور عبد الحكيم أمحمد رويحة والدكتورة آسية  دعاس، حول مفهوم العنف الرقمي وآليات الحماية من مخاطره أين حاولا تشريح هذا المفهوم وتتبع تطوره مع عرض قراءة في مجموعة من الآليات المنتهجة على المستوى العربي في مواجهة هذا النوع من السلوكيات في الفضاء الرقمي، وقد قدمت الدكتورة روفية زارزي والدكتورة ناجية دايلي، بحثا في نفس السياق حول، ويهدف إلى  إلقاء الضوء على ظاهرة العنف الرقمي كشكل من أشكال العنف التكنولوجي الدخيل على مجتمعاتنا العرب، وتحديد الآثار السلبية للعنف الرقمي على الفرد والمجتمع، التعرف على أبعاد الظاهرة من أجل التوصل إلى الحلول المناسبة لمكافحتها، وهدفت الدكتورة ليلى غضبان الى البحث في الكشف عن دور بلاغة الجمهور في الخطاب الإعلامي، سلبا وإيجابا، ومدى قوة البلاغة في نحو الصورة، وهذا من خلال دراسة بعنوان: من بلاغة العنف السيبراني الى بلاغة مكارم الأخلاق، في حين حاول كل من الدكتورة مقيدش ايمان هاجر، والدكتور محمد كريم عرايبية التطرق الى موضوع ممارسات العنف الرقمي عبر منصات التفاعلية الافتراضية وبروز ظاهرة التشهير Buzz –Clashمن خلال القيام بدراسة تحليلة على عينة من مستخدمي YouTube ورصد ظاهرة العنف الرقمي كأحد أهم أشكال العنف الرائدة في وقتنا الراهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأيضا رصد الانعكاسات الناتجة عن هذه الظاهرة كالتشهير وتشويه سمعة الآخرين، وسعت الدكتورة دليلة جلولي من خلال الدراسة الوصفية التي قامت بها الى الاجابة عن الأسئلة التالية: كيف تقع النساء ضحية للابتزاز العاطفي؟ وما هي خصائص الفضاء السيبراني في هذا النمط الإجرامي؟ وكيف تتصرف الضحية تجاه هذا السلوك الإجرامي؟ خاصة في البيئة الجزائرية لاعتبارات انثروبولوجية وسوسيوثقافية

وفي حين تطرقت الدكتورة نوال بومشطة لدراسة تفاعلية مستخدمي منصة تويتر مع قضية التنمر الرقمي، وهي دراسة دراسة وصفية تحليلية لظاهرة التنمر الالكتروني التي تستهدف المرأة بشكل كبير مما يثير العديد من الإشكالات المتعلقة بحقوق الإنسان، خاصة بعد ما تعرضت له اللاعبة الإيرانية “زهرة قدي” من اتهامات من الاتحاد الأردني بخصوص التشكيك في جنسها مما أثار العديد من ردود الفعل الإيجابية والسلبية عبر المنصات الاجتماعية، واهتمت كل من الدكتورة بداني نزيهة، والدكتورة بن عمار سعيدة  خيرة بطرح أسلوب التربية على المواطنة الرقمية كأنسب طريقة لإعداد الأطفال والمراهقين لأن يكونوا مواطنين فعالين في الفضاء السيبراني، بغرس القيم الأخلاقية وتعليم المسؤولية والوقاية الذاتية والاحترام والاعتدال في الاستخدام.

ا.د. العربي بوعمامة . د رقاد حليمة