تفصيل

  • الصفحات : 157 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-256-9.

يسرني أن أقدّم بين يدي القارئ الكريم هذا الكتاب الموسوم ب الفلسفة والتنمية في العالم العربي المعاصر:  هل من مقاربة؟.يجمع بين دفتيه دراسات حول: واقع الفلسفة في العالم العربي المعاصر والدور الذي يجب أن تؤدّيه الفلسفة  في التنمية العربية سياسيا واجتماعيا ودينيا. ‏وهي تمثل قراءة لجوهرما تعنيه أزمة الفكر في عالمنا العربي المعاصر، وهو موضوع في غاية الأهمية ‏تنطلق عملية البحث فيه من فرضية مفادها أن العقل العربي يواجه تحديات قيمية وعقائدية، وسياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية داخل العالم العربي وخارجه، وهي دراسة اعتمدنا فيها على المنهج التحليلي النقدي احتوت على مقدمة، وثلاث فصول وخاتمة.

الفلسفة- كما يقول المفكّر المصري المعاصرالدكتور حسن حنفي –  ليست “مجرد فكر بلا زمان  ولا مكان، بلا مجتمع وبلا حضارة إنما هي نظام فكري ينشأ في عصر، ويقوم به جيل ويخدم مجتمعا ويعبر عن حضارة”[1]، لكن للأسف ‏ هي اليوم في جامعاتنا وفي حياتنا العامة تعيش في أزمة وجوهر هذه الأزمة يكمن في كوننا لا نستطيع القول بأن لدينا فلاسفة أو أننا أخرجنا فلسفة، ولم  يقتصر الاجتهاد إلا على الترجمات، وهي بدورها لم تنتج لنا أية إبداعات.

إن واقع الفلسفة في العالم العربي اليوم ينذر بالخطر، يعاني عوائق وأزمة في الإبداع هذه العوائق هي عبارة عن حواجز تمنع الفكر الفلسفي العربي من التقدم  والفعالية وهي عوائق حضارية ولغوية ودينية يعاني منها العقل العربي منذ ظهور الفرق الكلامية  إلى يومنا هذا أثرت سلباً على واقع التنمية في العالم العربي، لأن غياب الفلسفة وتهميش المشتغلين في حقلها معناه غياب التنمية وفشلها وضياعها*. إن استمرار تردي الوضع التنموي العربي يشكل تهديداً كبيراً للمستقبل، ونظرا لخطورة الوضع وأهمية مجال الفكر في عملية التنمية التي تنشدها أغلب البلدان العربية، سأحاول من خلال هذا الكتاب التعرض بالتحليل والنقد لأهم الإشكاليات التي تطرح، كإحدى أبرز الموانع التي أدت إلى حالة التخلف والانحطاط الفكري في عالمنا العربي محاولا الإثبات أن أهم مرتكز تنموي لابد  من الإحاطة به هو الاهتمام بالفلسفة  والمشتغلين في حقلها، ذلك أن النظم الاقتصادية والسياسية مرجعها وأساسها الفكر الفلسفي الذي نادى به أصحابها.

الفلسفة قضية حضارية تساهم في صنع النهضة، لها زمانها ومكانها سنحاول إذن أن نبحث في أزمة الفلسفة والتنمية  في عالمنا العربي اليوم،  لماذا ظلت أحوالنا الثقافية بالرغم  من عشرات الأقسام في جامعاتنا على ما هي عليه؟  لماذا لم تؤثر كتاباتنا الفكرية بعد في حياتنا القومية الوطنية؟‏ ولعل أهم إشكالية نتعرض إليها من خلال هذا البحث هي: هل يمكن القول أننا نملك عقلا عربيا خالصا ومتميزا يمكنه الصمود والمواجهة ضد الآخر الذي يهدده ويحاول القضاء عليه؟ ‏هل نستطع الحديث عن فلسفة في التنمية عربية معاصرة تكون أساس شعورنا بالاحترام إزاء ذاتنا؟ وهل لهذه الفلسفة إن وجدت دور وفاعلية داخل مجتمعاتنا وصدى في المجتمعات الأجنبية وحضور في المؤتمرات العالمية؟

وإني لآمل أن يسدّ هذا الكتاب بعض النقص الذي تعاني منه مكتبتنا العربية من دراسات وأعمال متخصّصة،وأن يسهم في دعم النقاش حول هذه الإشكالية الفلسفية.

وفي الأخير لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر والثناء إلى كل من ساعدني في انجاز هذا الكتاب وأخصّ بالذكر: الأستاذة الدكتورة: محمدي رياحي رشيدة- رئيسة مخبر فلسفة علوم وتنمية بالجزائر- على مساعدتها في انجاز هذا الكتاب  سائلا الله تعالى أن يجزيها خير الجزاء.

[1]/ إبراهيم بدران  وآخرون –”الفلسفة في الوطن العربي المعاصر”بحوث المؤتمر الفلسفي العربي الأول – مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ط01، 1985. ص:13.

* / كان جورج قرم وعلي خليفة الكواري من بين المفكرين العرب الذين عبروا بمثل هذه المفاهيم تشخيصا لواقع التنمية العربية  من خلال كتابيهما:

– علي خليفة الكواري: تنمية  الضياع أو ضياع لفرص التنمية، الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية.بيروت، دط، 1996.

– جورج قرم: التنمية المفقودة، الصادر عن دار الطليعة- بيروت، ط1، 1981.