تفصيل

  • الصفحات : 420 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2017،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-484-37-0.

إن المجتمعات القديمة كانت تقوم على أساس الصراعات وهذه الأخيرة تطلب من مكوناتها أي الأفراد أن يكونوا ذو قدرات جسمية وعقلية لتنفيذ تلك الصراعات والتغلب على المنافس أو العدو، ولما كان الأمر كذلك كانت هذه المجتمعات تعزل الأفراد غير المؤهلين للقيام بتلك الأعمال سواء بالفصل من المجموعة أو قتلها وهذه الفئة من الجماعة كان يطلق عليها الأفراد غير الأسوياء أو غير الصالحين.

وتبلور الأمر إلى أن أصبحت بعض المجتمعات تتخذ من تلك الفئات أداة لتلهية وتسلية المجتمع وفي أحيان أخرى جعلها بنكا للأعضاء تسلب منها ما هو صالح وترميها جانبا.

إلى  أن جاء الإسلام وقدس النفس البشرية وأعطاها حرمة وجعل من المجتمع أداة لخدمة هذه الفئة، ودأبت الحكومات الإسلامية (الخلافة) على إعطاء ذوي الاحتياجات الخاصة مكانة مرموقة حيث خصص لكل مقعد قائد، ولكل كفيف سائق يقوم على انجاز حاجياته، هذا كله من خزينة الدولة أو الخلافة. وأخذ الغرب من المجتمع الإسلامي هذه المبادئ وطبقها على مجتمعاته فأصبح يمتاز كل مجتمع راقي أو متقدم بمدى تقديمه للإعانات لهذه الفئة أو بعبارة أخرى تقاس رقي المجتمعات بمدى عنايتها بذوي الاحتياجات الخاصة.

ويعيش في مجتمعنا الراهن قرابة 6 مائة مليون معاق عبر العالم يربو تحت 10% من سكان الأرض، وتتداخل في وصف ونعت ذوي الاحتياجات الخاصة ميزات عديدة كبتر الأيدي والأرجل أو ضعف الرؤيا أو عدمها كما نجد ضعف السمع أو عدمه وأيضا خلل في الذهن أو اضطراباته.

وقد اصطلح عليهم مؤخرا بـ (ذوي الاحتياجات الخاصة) وهو تعريف حافظ لكرامتهم وخصوصيتهم ونجد من بين من يروج لهذا المفهوم وسائل الإعلام المختلفة، حيث تعمل على نشر مفاهيم وصور تلتصق بذوي الاحتياجات الخاصة أي صور ايجابية أو سلبية ونقصد بالصور السلبية من دلالات العبء عالة وعدم الفعالية، ولعل أبرز وسيلة إعلامية تنشر مثل هذه الصور هي التلفزيون الذي لديه سلطة في تشكيل صور وكذلك اتجاهات ما دفعنا للبحث في هذه الإشكالية التي فحواها صورة ذوي الاحتياجات الخاصة في التلفزيون الجزائري،إذ اخترنا في هذه الدراسة مجتمع بحثناألا وهو جمهور الطلبة على أساس أنه شخص متعلم وواعي يسهل علينا جمع المعلومات كما أنه يدرك فحوى الصورة المبثوثة من طرف التلفزيون، مما جعلنا نبحث في ثلاث جامعات (قسنطينة، باتنة، جيجل) ولعل سبب اختيار هذه الجامعات راجع للمبررات التالية:

  • جامعة قسنطينة تمثل عاصمة الشرق الجزائري وهي قطب يؤمه الطلبة من الشرق وهي من القدم.
  • جامعة باتنة لأنها تمثل الهضاب الشرق الجزائري كما تمثل جنوب الشرق الجزائري من اتيان الطلبة بسكرة، ورقلة والمسيلة.
  • جامعة جيجل التي تمثل الجانب الساحلي من الشرق الجزائري اذ يقصدها طلبة ميلة وسكيكدة.

ولعل هذه المبررات تعطينا مجتمعا خصبا صالح للبحث في هذه الدراسة من حيث التنوع الجغرافي والثقافي وحتى المعرفي.

ولقد أجرينا هذه الدراسة في شقين: الأول نظري يحتوي على أربعة فصول، الأول المنهجي إذ احتوى على المشكلة  والفرضيات والأهداف إلى أن وصلنا إلى اختيار العينة و المنهج.

أما الفصل الثاني من الشق الأول يحتوي على التلفزيون من النشأة إلى تركيب وإنتاج البرامج، كما احتوىهذا الفصل على مفهوم الصورة وأشكالها وصولا إلى الصورة النمطية.

أما الفصل الثالث فقد تضمن مفهوم الاتجاهات  وكيفية تشكيلها وختمناه بواقع مشاكل الطلبة في الجامعة.

أما الفصل الرابع من الشق النظري إذ احتوى مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة وأصنافهم  والتشريعات التي تنظم سير حياتهم وختمناه بواقع ذوي الاحتياجات في الإعلام والاستراتيجيات المخصصة لتناول قضاياهم وانتهينا إلىمكانتهم في التلفزيون.

وفيما يخصص الشق الثاني من هذه الدراسة التطبيقي فقد تضمن فصلين حيث في الأول بوبنا المعطيات على حسب تخصص المبحوثين أي بعبارة أخرى الإجابة على الأسئلة حسب تخصص المبحوثين التي فرغناها في جداول وتضمنت تفسير واستنتاجات مدعمة بآراءالمختصين في الإعلام.

أما الفصل الثاني من الشق الثاني من الدراسة فقط تضمن الأجوبة المبوبة حسب جنس المبحوثين، وهي أيضا فرغت في جداول وتضمنت تفسير واستنتاج مرفقة بآراء المختصين في الإعلام، وكذا لبحوث أجريت في الوطن العربي.

وأيضا الفصل الثالث من الشق الثاني من الدراسة المعنون بنتائج الدراسة الميدانية الذي تضمن نتائج عامة، وقراءة النتائج على ضوء الفرضيات والأهداف.

ولقد واجهتنا صعوبات جمة في انجاز هذه الدراسة وتم التغلب عليها وتجاوزها بفضل الله ، ولعل أهم تلك الصعوبات كانت تصب في نوع المراجع المختلفة بذوي الاحتياجات الخاصة وصعوبات ميدانية تتمثل في توزيع الاستمارة في ثلاث مناطق مختلفة من الوطن، وفي الأخير لا ندعي الكمال في هذه الدراسة إلا أننا واثقين من الجهد المبذول في سبيل إجراءها.