تفصيل

  • الصفحات : 393 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2020،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-728-17-7.

إن الوجود الإنساني حوار مع العالم..وهذا الحوار عودة إلى فكرة التواصل الذي انقطع، فالحوار يعني أن هناك دائما احتمالا جديدا.

وقف الباحث العربي في الدرس اللساني المعاصر ناقلا أو شارحا أو مفسرا أو مؤولا، ومن ثم،وبعد جملة هذه العمليات، سيبتعد القارئ عن عالم النص بتمثلاته الأولى، وبذلك سيبتعد أشواطا عن فهم مكنونات النص وإدراكها إدراكا صائبا؛ لأن النص حضارة يجب فهمه بكلياته وفق نظامه، لا بجزئيات مشوهة.

يسعى هذا الاستكتاب لعرض النص اللساني في مختلف تنوعاته على مشرحة المعرفة الواعية التي سيمارسها هذا القارئ الباحث، الذي يحتاج لنشاط لغوي –عقلي ثان يحرك به جمود العبارة في رحابة الفكر أو العكس؛ لأننا نتعايش بالنصوص، ونتواصل بها، نعلم بها ونتعلم من خلالها وهكذا؛ علينا نحن- الدارسين الباحثين عن المعرفة- أن نعطيها الاحترام الذي تستحق، ونجعلها تفصح عن ذاتها وتعرب عن نفسها؛ لتقول بالمعرفة المنتمية إلى عالمها.

ذلك أن غاية البحث العلمي هي استجلاء المعرفة وضبط الحقائق عبر توفيق بين التصورات الموروثة من كتب البلاغة والنحو والأصول ومضامين الدرس اللساني الحديث والمعاصر؛ ليكون البحث بذلك أمام مأزق حقيقي، يدفعه إلى التعالي عن الموضوع الأصلي؛ كونها بحوثا كتبت بنصوص لا تصف الوصف الدقيق ولا تفسر بالعلمية المطلوبة، بل هي نصوص تقرأ وحسب.

وغايتنا من هذه المراجعة الجادة لذواتنا المعرفية اللسانية، هي التصالح مع المنهج العلمي الرصين لمقاربة موضوعية ومجدية وجدية للغة العربية، في سبيل انطلاقة حقيقية صحيحة للبحث اللساني العربي، ومنه انطلاقة جديدة للثقافة العربية.

أ.د.نعيمة سعدية،جامعة محمد خيضر(بسكرة)الجزائر.