تفصيل

  • الصفحات : 299 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2020،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-728-37-5.

تعد اللسانيات إحدى الثورات العلمية الكوبرنيكية الأكثر أثرا في القرن العشرين من بين ثلاث ثورات ألا وهي ثورة في عالم البيولوجيا الجزيئية، وثورة في عالم تكنولوجيا الاتصال والاستشعار عن بعد.
لقد مرت اللسانيات بعدة محطات فاصلة في صيرورتها التاريخية، بدء من مؤسسها الأول دي سوسير الذي بعج باب هذا العلم وفتق مغاليقه ومد أدواته الإجرائية وبسط مناهج البحث والتحقيق فيه. ثم خلف من بعده خلف تابعوا سيرة أستاذهم ومن أبواب البر به تفرقوا مذاهب وشيعا كحواري عيسى في الأمصار، فعرف جيل اللسانيات الثاني مع ظهور ما يعرف باللسانيات الصورية، والتي عملت على صورنة القضايا اللسانية وتجريدها حتى استغلقت مسائلها ونضج مجالها، فجاءت الموجة الثالثة من اللسانيات ألا وهي اللسانيات الحاسوبية، والتي جعلت من البحث اللساني مجالا علميا تتقاطع فيه عديد الاختصاصات من علم الحاسوب والمنطق الرياضي وعلوم الأعصاب وعلم وظائف الأعضاء…وغيرها.
ثم جاءت الموجة الرابعة أو لنقل الجيل الرابع من اللسانيات وهو ما يطلق عليها اصطلاحا “اللسانيات المعرفية” Linguisticscognitive .
وبما أن الساحة الأكاديمية العربية حديثة العهد بالبحث اللساني الحديث، ومحاولة الاستفادة من معطيات علوم اللسانيات على اختلاف اتجاهاتها ومجالاتها ومناهجها ومقاصدها كذلك، بل واستثمار نتائجها في البحث اللساني العربي بل وتبيئتها وفق خصوصيات اللغة العربية والثقافة العربية، كأننا بصدد تكرار تلك المحاولة المبكرة التي قام بها ابن حزم الظاهري عندما قدم كتابه “التقريب لحد المنطق” محاولة منه إخضاع علم المنطق لمتطلبات علم الفقه وأصوله، ولكن من دون نزعة تلفيقية على المستوى المفهومي أو محاولة تشغيب منهجي.
لذا جاءت فكرة الدعوة إلى هذا الكتاب الدولي أولا ليكون مجالا للتلاقح بين جمهور الباحثين والعلماء على اختلاف مذاهبهم وتخصصاتهم ونزعاتهم العلمية، وثانيا تحقيق شرط التثاقف بين الذات والآخر من خلال مشاركة باحثين عرب وغربيين في انجاز هذا المتن المعرفي.
وهدف ثالث نروم تحقيقه ألا وهو هدف بيداغوجي وأكاديمي يخدم أبناءنا من طلبة الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه، وكذلك تنوير مختبراتنا العلمية بالوقوف على المصادر المباشرة التي تغطي ثلمة في هذا التخصص الخطير على مستوى تطبيقاته ونتائجه.

د.جعفر يايوش
جامعة عبد الحميد بن باديس(مستغانم)الجزائر.