تفصيل

  • الصفحات : 266 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-691-11-2.

إن اللّسان العربي في العالم العربي يعيش غنا ثقافيا وتعددا لغويا واضحا، من خلال عربية فصحى مكتوبة تستعمل في المدارس والجامعات ومراكز التّكوين العلمي، وعربية عامية شفاهية توظف عادة في البيت والفضاءات العمومية، وهناك نوع ثالثّ وسيط يتمثل في عامية المثقفين والمتمدرسين باعتبارها نوعا من العربية الميسرة، التّي استُغني فيها عن الحركات الإعرابية، بل هي نوع يستطيع المتمدرسون توظيفه في سياقات التّواصل التّي تكون فيها المواضيع المطروحة فكرية وثقافية وعلمية.

ويسعى هذا العمل إلى تأسيس إطار عام للمقاربات اللّسانية والخطابية ضمن نظرية التّواصل اللّغوي، واعتبار هذا الإطار قاعدة أساس للمنطلقات التّأويلية، سواء تعلق الأمر بالمفاهيم اللّسانية أم بالأصناف اللّغوية، أم تلك التّي تنبثق عن الخطاب.ذلك أن هدفنا هوالوصول إلى معاينة طبيعة تحول الدّلالة من بعدها اللّساني إلى بعدها الخطابي المضمر، وتوضيح انتقالها من خصائص إضمارية خاصة، ورصد مكوناتها الدّلالية، الأسلوبية، التّركيبية، والوظيفية، وكذلك السّعي إلى تعميق البحث في هذا المدخل العلمي والكشف عن أهمية استثماره في الاستمداد من الوحي القرآني، ومدى وظيفته في فهم وتدبر آيات الذّكر الحكيم، حتى يتسنى للباحثين فهم مضمرات الخطابات وإدراك معانيها من خلال ما تفرضه المناهج اللّسانية بشكل عام، ومنهج لسانيات النّص وتحليل الخطاب على وجه الخصوص.

إن مقاصد الخطاب تشكل لب العملية التّواصلية، حيث إنه لا وجود لأي تواصل بواسطة العلامات والملفوظات دون وجود قصدية وراء فعل التّواصل، وفي غياب وجود إبداع أوتأليف للعلامات.

ولتحقيق هذا الغرض تستعير الخطابات آلياتها بكيفية تفاعلية، وتسمح لنفسها، أحيانا، باستعارة مقولات الخطاب الخصم وتعيد تأويلها لتتمكن من توظيفها في سياقها الخاص.لهذا لا تكون الخطابات متقاربة فقط في طبيعة الإشكاليات التّي تتناولها أوفي طبيعة التّحديات التّي تنجم عنها، بل إنها تتناص بنيويا وأسلوبيا ودلاليا.