تفصيل

  • الصفحات : 365 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-691-44-0.

في ظل بروز مفهوم النوع الاجتماعي و مبدأ المناصفة (gender equality approach) كمقاربة جديدة تستعيض عن التصورات التقليدية للأدوارالنوعية للجنسين، و تركز على مراعاة المساواة و التشارك المتكافئ و الفعلي بين النساء والرجال في المجالات الأساسية بالنسبة لكل مجتمع، خصوصا المجالين السياسي الاقتصادي، و تجاوز الأسباب البنيوية للتمييز على أساس الجنس، في ظل هذه المقاربة تغدو تكنولوجيات الإتصال الجديدة أدوات تغيير إستراتيجية، حيث يسود الإعتقاد بين الكثير من الباحثين بأن التكنولوجيات الإتصالية الجديدة،  و في مقدمتها الإنترنت، تعد رافعة أساسية لتفعيل مقاربة النوع الإجتماعي، حيث يمكنها الدفع نحو التمكين الإجتماعي و الثقافي للمرأة ، مما يؤدي إلى تعزيز المساواة بين الجنسين فضلاً عن تأهيل الأدوار الاجتماعية للنساء كفاعلات أساسيات في سائر الرهانات المجتمعية.

إذ أن ولوج المرأة للإنترنت في العالم العربي عموما والجزائر بشكل خاص، لايزال مرتبطا بشكل إكراهي بالجندر والمتغيرات الرمزية والسوسيوديمغرافية وظروف النفاذ (acess conditions)     ،فمنذ بداية إنتشار إستخدام الإنترنت، كان الولوج بطئيا ومتعثرا، وإقتصر على 6 بالمئة من النساء فقط من المجموعا لكلي للفئات النسوية. ومن أهم معوقات الولوج إلى الإنترنت بالنسبة للمرأة الجزائرية نذكر التصورات النسوية السلبية حول التكنولوجيات الجديدة (negative representation of technology) ،وتكلفة الأدوات التقنية والربط مع الإنترنت (Internet connection) ،إضافةإلى إنخفاض منسوب التنور الحاسوبي (computer literacy) وعدم الإلمام بكيفة الإستخدام.

منجهةأخرى،لاشكأنإستخدامالإنترنتمنقبلالنساءفيالجزائر،خصوصاالنساءمنالطبقاتالمتوسطة (middle class) وفئةالمتعلمات،منشأنهخلخلةالتقسيمالجندري (gender binarism) والتأثيرعلىطبيعةوتصورالنظامالإجتماعيللأدوارالنوعيةللجنسين،وبصفةأكثرالتأثيرعلىالطبيعةالجندريةللفضاءالعموميودمقرطته.

ومن الظاهر للعيان أن التحولات السوسيوسياسية والثقافية التي تعتملداخلال مجتمع الجزائري لا تجريد ونحضور و مشاركة النساء، إذ أن المرأة الجزائرية تتجه تدريجيا نحو إعادة تعريف الفضاء العمومي في مجتمعها بالرغم من المعوقات الثقافية و الإجتماعية والرمزية التي تعانيمنها. حيث نلاحظ مؤخرا أن الكثير من الجزائريات ينتجن خطابات إلكترونية مضادة (virtual counter-discourse) للهيمنة الذكورية ويتحدين الصمت المفروض عليهن ويحاولن تأسيس مجتمع قائم على المساواة بينا لجنسين من خلال استغلال الفضاءات الافتراضية والفضاءات التدوينية والاجتماعية المتعددة، ويقاومن الخطابات المكرسة للنظرة المقصية للمرأة والتي عادة ماتحصره افي أدوار اجتماعية نمطية و محدودة.

إذ لم يعد من المقبول الشك في إلتحام النساء الجزائريات بأهدافهن و رغبتهن في استخدام الإنترنت و سائر وسائط الاتصال الجديدة للتعبير عن أنفسهن و إسماع صوتهن في ظل بيئة تهيمن عليهن و تهضمهن حقوقهن الرمزية و تمنعهن من المشاركة السياسية و الثقافية المتساوية.
فاليوم هناك الكثير من الناشطات على مستوى الركح الافتراضي يؤسسن لإتجاه نسوي معارض و رافض للهيمنة الذكورية ويكافحن من أجل البروز و الظهور (visibility) و التعبير عن هوياتهن و ذواتهن و مطالبهن و يسعين لمقاومة أشكال الإقصاء ، كما يستهدفن بناء رأسمال نسوي إفتراضي من شأنه أن يسهل ظهور فضاء عمومي إفتراضي نسوي .

و للتفاعل مع الإشكاليات التييطرحها موضوع إستدماج مقاربةالنوعالإجتماعي في فهم تشابكات العلاقة و خصوصياتها بين المرأةوتكنولوجياتالاتصالالجديدة، قدم مجموعة من الباحثين تصوراتهم و إسهاماتهم التي تضمنت مستويات تحليل متعددة و ضمن حدودوامتدادات معرفية متنوعة، و قد استهل الباحث أمينبن عمرة الكتاب بدراسته التي حاول من خلالها الاقتراب من مفهوم الفجوة النوعيةا لرقمية والبحث في عمقها السوسيولوجي و الانثربولوجي ومستوياتها الثقافية والسوسيورمزية التي تسهم في إعادة انتاجها و استمراريتها، وكذا المسارات الانثربولوجية التي تحكم الإختيارات التكنولوجية للفئات النسوية و الإمكانات العلائقية التي تظبط سيرورة إستدخال التكنولوجيات الرقمية ضمن ترتيبات واقعها اليومي. كما اتجه الباحث حطاب حطاب إلى مناقشة إشكالية مفهوم الجندر داخل حيزنا الثقافي واللغوي والعلمي وعلى صعوبة تحديد هذا المفهوم نظرا لتشابكه مع طبيعته الثقافية ومكوناتها، واهتمت الباحثة البار وفاءبدراسة الدور التي تلعبه وسائل الاعلام التقليدية ووسائل الاتصال الجديدة في رسم صورة المرأة الجزائرية، فيما عالجت الأستاذة فطيمة سبقاق موضوع التجارة الالكترونية النسوية وذلك من خلال التطرق إلى أهمية تكنولوجيا المعلومات عند المرأة وما مدى استفادتها من التجارة الالكترونية، سعىالأستاذ سعو مصطفى من خلال دراسته حول النوع الاجتماعي ودوره في التنميةإلى معرفة مفاهيم النوع الاجتماعي و معرفة علاقة النوع الاجتماعي بالتنمية.

كما تناول الباحث رزازي محمد بحث حول النوع الاجتماعي والفضاء العام داخل المجتمع الجزائري حيث عالج فيها العلاقة بين الجندر والفضاء العام لاسيما وضع المرأة داخل هذا الفضاء، كما ناقشت الباحثة زينة جدعون موضوع واقع تعليم الفتاة الريفية بالجزائر ومدى أهمية وتعليم المرأة الريفية، مع وجود ثقافة التمييز بين المرأة والرجل التي لا تزال متأصلة في الريف، في حين ركزت الأستاذة مهيبة زينب على قضية المرأة الجزائرية ومواقع التواصل الاجتماعي حاولت من خلال هذه الدراسة معالجة كيفيةظهور المرأة الجزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي و طبيعة الانشطة التي تقوم  بها منخلال مواقع التواصل الاجتماعي، اتجهت الأستاذةأمينة عطاء الله للإجابة على إشكالية الدراسة إلى مناقشة دور وسائل الاعلام الجديدة في التمكين السياسي للمرأة الجزائرية طرحت من خلاله فكرة توسع نطاق استخدام المرأة كعنصر فاعل في المجتمع لهذه الشبكات الاجتماعية في المجال السياسي ودخوله حيز الممارسة والمشاركة والتمكين عبر قنوات المعرفة والثقافة السياسية ، و ركزت الباحثات خالدي أمينة وبن ملوكة شهيناز وعيسى عبدي نورية على موضوع التمثلات الاجتماعية للأم المثالية في المجتمع العربي هدفت الدراسة إلى معرفة ماهي التمثلات الاجتماعية للأم المثالية من خلال برنامج تلفزيوني عربي-كلام نواعم- توصلت الدراسة أي أن معظم مضامين وسائل الإعلام العربية تعكس الاهتمامات والأدوار التقليدية للمرأة.

و سلطت الباحثتان الهام بوثليجي، مداني ايمانالضوءعلى نماذج متنوعة للحضور النسوي الجزائري في الفضاء الافتراضي، بينما حاولت الباحثتان فاطمة بخوش ومروى مايمقاربة الكيفية التي تقوم بها الشابات بتشكيل هويتهن الرقمية على موقع الفايسبوك، فيما عالجت الأستاذتان ابتسام غانم وكريمة بن صغير الدلالات التي تحيط بموضوع الجندر واعتبرت هذا الأخير نتاج للسيرورات التاريخية والتقسيمات والرموز الاجتماعية المسندة إلى كل جنس داخل ثقافة معينة.

و طرحت الأستاذة حورية سويقي موضوع الطلاق الالكتروني حاولت من خلاله الإجابة على مشروعيته، وعلى مصير الزوجة في حالة ايقاعه، كما اهتمت الباحثة جربال كهينةالتعمق في الإطار المفاهيمي و الابستيمولوجي لمقاربة النوع الاجتماعي،فيما ناقشت الأستاذة أمال علي هادف مكانة المرأة في الفضاء الافتراضي ومدى تملكها للوسائط التقنية الجديدة للتمكين الاجتماعي والثقافي واستغلالها للخروج من قيود الفضاء الخاص وإثبات ذاتها والتنديد بالتمييز الجندري المفروض عليها في الفضاء التقليدي.

و ركزت الباحثتان شرارة حياةوحاسي مليكة على رصد طبيعة المدونات النسوية الجزائرية ذات الخصوصية الثقافية، وأخيرا تناول الأستاذان رقاب محمدوشرشار خديجة المداخل النظرية للدراسات الجندرية من خلال عرض بعض التوصيات بناء على هاته الدراسة النظرية.

و عالجت هذه الاسهامات إشكاليةالعلاقات بينالمرأة الجزائرية وتكنولوجيات الاتصال الجديدة من زاويةمقترب النوع الاجتماعي و من منطلقات معرفية متنوعة  ، أين حاول كل باحث تناول شقّمُعين أجاب فيه على جملة من الأسئلة و الانشغالات المعرفية ،بالارتكان إلى ما تم مراكمته داخل فضاء العلوم الانسانية و الاجتماعية، لتشكل هذه الأبحاث في الأخير جهدا علميا متكاملا، ومنجزاأصيلا. كما اجدد شكري الى السيد عميد الكليىة د  . قيدوم احمد  و الاستاذة خالدي امينة  وعبدي عيسى نورية على مساهمتهما في  انجاح هذه الفعالية السنوية .

 

د/ العربي بوعمامة

-مخبر الدراسات الاتصالية والاعلامية–   جامعة مستغانم