تفصيل

  • الصفحات : 308 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2020،
  • الغلاف : مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 9789931728474.

تنفلت الرواية الجديدة من الحدود الصارمة للشكل الروائي الكلاسيكي التقليدي، وذلك بتمردها على القوالب الجاهزة والمستهلكة والمكرورة التي عادة ما تحمل في صرامتها بذور الفناء والتلاشي والتبدد، وهذا ما وعاه الروائيون الجدد فرفضوا هذا الشكل الروائي المستهلك والنمطي فراحوا يخوضون غمار المغامرة الجمالية الروائية دون محددات قبلية، مغامرةٌ طموحها النص المختلف، النص المدهش، النص الذي لم يكتب بعد. وهذا ما تشتغل عليه الرواية الجديدة أو رواية المخبر كما يحلو للبعض تسميتها، لتحقق طموح كاتبها الذي يقوم بتقويض الشكل الروائي القديم ليبني على أنقاضه شكلا جديدا يتشظى فيه الزمن وتتداخل فيه الفضاءات، وتنعزل الشخصيات وتتصارع، وتهجن فيه اللغة لتعبر عن  هذه الرؤيا وذلك الطموح المشروع الذي يضعه الروائي نصب عينيه من أجل بناء النص المختلف والمدهش.

وتعد تجربة الروائي الجزائري عز الدين جلاوجي واحدة من التجارب المميزة والرائدة، المنفتحة على التجديد والتجريب، فهي تجربة ثرية تنفتح على التراث والتاريخ لتقول الحاضر وتستشرف المستقبل، يتجاور فيها الواقع والتخييل، ويتواشج الأسطوري بالحلم والعجائبي لتسريد الواقع. كل هذه المكونات التي تبدو متناقضة في الوهلة الأولى نجدها تتناغم في النص السردي وتتماهى لتعبر عن روح الكاتب القلقة الباحثة عن التجديد، كيف لا؟ وهو الحريص على عدم تكرار نفسه واستنساخ نصوصه التي كانت دوما ثمرة خيار واع منه، بدءا من المناص وصولا إلى النص والعكس صحيح.

لذا فإن هذه الأبحاث هي مغامرة ثانية في منجز روائي مميز يصفه صاحبه بأنه “ليس نزهة على شاطئ البحر” ليكني بذلك عن عمق منجزه وحاجته إلى قراءة نقدية فاحصة توازيه في العمق لتستطيع إضاءة المناطق المعتمة فيه، وهذا ما اجتهدت الدراسات في الكشف عنه من خلال الاقتراب من هذه المساحات المظلمة محاولة إضاءتها وفك المعتم من شفراتها.

 

-?د.حنينة طبيش

جامعة عباس لغرور (خنشلة)،الجزائر.