تفصيل

  • الصفحات : 185 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-124-1.

ان تكالب القوى الاستعمارية على ما يسمى في القرن التاسع عشر بتركة ” الرجل المريض “، استلزم مقاومة الشعوب العربية الإسلامية له، وقد كانت الجزائر من بين الدول التي عانت من الاستعمار الفرنسي الذي احتلها عام 1830م، حيث عمل على محو ثقافة المجتمع الجزائري فقد هدم المساجد والمدارس والزوايا منذ أن حل به كما هجر المعلمين والعلماء وصادر الأوقاف … الا أن مقاومة الشعب الجزائري لهذا الاستعمار كانت قوية منذ اللحظة الأولى وقد قاد هذه المقاومة رجال من أبرزهم الأمير عبد القادر الجزائري الذي بايعة أشراف وزعماء القبائل الجزائرية سنة 1833 م، سلطانا عليهم وقائدا لهم في الجهاد وقد أبدى الأمير عبد القادر شجاعة كبيرة في المقاومة المسلحة للإستعمار الفرنسي دامت سبعة عشر سنة، أحرز فيها انتصارات باهرة على الفرنسين كما أسس الدولة الجزائرية الحديثة لأنه كما يقول عنه الأستاذ عبدالقادر جغلول: “فالأمير يعرف أن الاحتلال الفرنسي ليس مغامرة عسكرية وحسب ولا يرتبط نجاحه أو فشله بالشجاعة ومصير القتال فقط بل وبشكل أعمق بقدرة المجتمع الجزائري على تبديل والإرتقاء الى مستوى الخصم”[1].

ولهذا شيّد الأمير الحصون وأقام مصانع لصناعة الأسلحة كما أسس خزينة عامة ونظم البلاد المحررة (التي كانت تحت إمرته) إداريا وقضائيا.

وقد كانت مقاومة الأمير عبد القادر مستميتة وفي هذا الصدد تقول حفيدته الأميرة بديعة الحسني الجزائري:”والحقيقة أن مقاومة الأمير عبد القادر لم تتوقف ضد أعداء دينه بل تابعها الأمير وأصحابه حتى في سجنهم في فرنسا، فلقد قاوم الأمير أعداءه بالصبر والتقوى ولم يحن رأسه ولم يستسلمولم يستجدولم يستنجدوتابع مقاومته حتى في بلاد الشام والأدلة كثيرةومتعددة وموثقة”[2].

علما بأن الأمير عبد القادر، صاحب قلم أيضا، فقد صنفه الأستاذ حسن السندويي في سنة 1914 في كتاب له بعنوان (أعيان البيان من صبح القرن الثالث عشر هجري الى اليوم) على أنه أحد الأعيان في البيان فقد قال عنه:” فبطل الجزائر، وان كان من أرباب السيف، فقد كان أخ القلم، لا يغمد أحدهما حتى يجرد صاحبه، فيبرئ بالأول الرؤوس والمهام،ويبري بالثاني النفوس من سقام الأوهام”[3].

فقد ألف الأمير عبد القادر عدة كتب أهمها “المقراض الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام بالباطل والإلحاد”،”ذكرى العاقل وتنبيه الغافل”،”المواقف” فنحن نسعى من خلال هذا المؤلف إلى معرفة ما إذا كان الأمير عبدالقادر قد واصل المقاومة الثقافية بعد انتهاء مقاومته العسكرية. كما نسعى الى معرفة ما إذا كان التصوف هو الدافع الأساسي للأمير لكي يقاوم العدو الفرنسي،وفي الأخير نسعى أيضا إلى معرفة ما إذا قام الأمير عبد القادر بتحديث المجتمع الجزائري.

وقد جاءت اجاباتنا في فصول أربعة هي:

الفصل الأول عنواناه بفكر الأمير عبد القادروقد قسمناه الى ثلاث مباحث: المبحث الأول تناولنا فيه بالبحث التكوين الفكري للأمير وأراءه النظرية فيما يخص الدين، المرأة، الإنسانية، الحرية……

أما المبحث الثاني فتطرقنا فيه الى الإصلاح عند الأمير وذلك للإجابة على السؤال الاتيوهو: هل قام الأمير عبد القادر بتحديث المجتمع الجزائري؟ ثم يليه المبحث الثالث المتعلق بالتصوف عند الأمير عبد القادروقد تناولنا كتاب المواقف بالبحث وبالتحديد الجزأين الأول والثاني ثم مقامات السلوك عند الأمير. فأحوال الأمير عبد القادر الصوفية فمجاهدة الأمير عبد القادر.

وفي الفصل الخامس تطرقنا الى المقاومة الثقافية في كتاب المقراض الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام بالباطل والإلحاد أما الفصل السادس فقد دار حول المقاومة الثقافية في كتاب ذكرى العاقل وتنبيه الغافل، وختمنا بالتطرق الى المقاومة الثقافية من خلال بعض أشعار الأمير عبد القادر.

[1]-عبد القادر جغلول، الاستعمار والصراعات الثقافية في الجزائر، ترجمة سليم قسطون، دار الحداثة، بيروت، بدون تاريخ نشر، ص 35

[2]– بديعة الحسني الجزائري، وما بدلوا تبديلا، دار الفكر، دمشق، نقلا من صالح خرفي، في ذكرى الأمير، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر،1984، ص 65-68.

[3]-نفس المرجع، ص68 .