تفصيل

  • الصفحات : 197 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-562-1.

إن المهارات الحياتية تستمر باستمرار الحياة وهي التي تسهم بشكل فاعل في اكتساب الفرد مجموعة من المهارات الأساسية، التي تمكنه من التفاعل والتعامل مع الصعوبات البيئية المحيطة به وتكفل له القدرة على التفكير واتخاذ القرار الصائب بشكل ايجابي وهذا طول حياته، ولا تتوقف في فترة معينة ولا في سن معين بل هي تتطور باستمرار وخلال مراحل الحياة ومتغيراتها سواء البيئة أو الاجتماعية. فهي كفيلة بأن تعطي للفرد خصوصية التكيف الايجابي للمواقف والمشكلات التي تواجهه خلال حياته اليومية والتي يتعامل معها بشكل ايجابي له ولغيره من الأشخاص والمواقف. وبالتالي فهو قادر على امتلاك مهارات التعلم الذاتي التي تمكنه من التعلم في كل الأوقات وطول العمر داخل وخارج المكان الدراسي.

وللمهارات الحياتية أهمية خاصة، كونها تساعد في تشكيل وصقل شخصية الفرد، وإعداده لمواجهة قضايا العصر ومشكلات الحياة اليومية، ليكون إنسانا مبدعا ومنتجا وفاعلا محليا وعالميا، قادرا على التنمية والتطوير وإحداث التغيير والمنافسة المحلية والدولية.

ذكر الحايك عن  تيو (Teo,  2008) في هذا السياق ” أن امتلاك الفرد للمهارات الحياتية يزوده بسلاح التعايش والتكيف والنجاح وقدرة تحقيق الاتصال الفعال بالآخرين ونقل ما تعلمه إلى ما وراء الغرفة الصفية (آمنة الحايك،2015). على هذا الأساس يجب أن نربي في الفرد بعض المهارات الحياتية حتى نساعده في مختلف مجالات الحياة، يذكر عمران وآخرون أن “المهارات الحياتية ضرورة حتمية لجميع الأفراد في أي مجتمع، فهي من المتطلبات الأساسية التي يحتاج إليها الفرد لكي يتوافق مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه، ويتعايش معه، حيث إنها تمكنه من التعامل الذكي مع المجتمع، وتساعده على مواجهة المشكلات اليومية، والتفاعل مع مواقف الحياة”. (النعيمي،2014)  ولهذا أصبح تعلمها ضرورة ملحة  وهذا حتى تتوافق مع التغيرات والمستجدات الحاصلة. وقد اهتم الكثير من الباحثين بدراسة وقياس درجة اكتساب المهارات الحياتية عند الطالب الجامعي أي مخرجات التعليم العالي نذكر منها دراسة صبحي اللولو وقشطة (2006) دراسة عبيدات وسعادة (2010) وجمعة وافي (2010) وخصاونة وآخرون (2011) ووعي الطلبة للمهارات الحياتية لفواز العمري (2013). ودراسات تهدف لمعرفة مدى توظيف المهارات الحياتية في المناهج التدريسية، نذكر منها دراسة السوطري وآخرون (2009) وصادق خالد الحايك (2010) وعمور والحايك (2008 ) وجبرائيل بشارة (2009). ودراسات تهدف لمعرفة الأثر الايجابي لبعض البرامج على تنمية المهارات الحياتية مثل دراسة عمور عمر(2008)، وصادق الحايك وآخرون (2010)، وفؤاد إسماعيل وآخرون (2010) والغامدي (2011) ونهلة الهدهود (2012) ونايف الجبور(2012) حمدان يوسف الأغا(2012)، أبو طامع (2009) وسلوم وآخرون (2015)،  إن هذه الدراسات تناولت جوانب وميادين مختلفة أكدت على أهمية المهارات الحياتية في التعليم للطالب المقبل على التخرج والذي يكون فيه الموقف التعليمي المبني على برامج للمهارات الحياتية هي الأساس في التكوين، هذا يدعم المواقف التي تشير لأهمية المهارات الحياتية في الجوانب التعليمية عند لان ” إدماج المهارات الحياتية في المناهج الدراسية يجعل المنهج مشوقا للمتعلم والمعلم، ومتوازنا، ومتكاملا في شقه النظري والعملي. مما يعود في الأخير بالنفع على الفرد والمجتمع، هذا بالإضافة لتطبيقاتها الواسعة ومزاياها التي تعد المطلب الأكبر في سوق العمل اليوم، وفي ظل متطلبات الحياة العصرية شديدة التغيير، ناهيك عن تغيير تركيبة الأسرة والتفكك الذي طالها، بالإضافة على عجز الوالدين في تحقيق التنشئة الاجتماعية المناسبة، زيادة على الفهم الجديد لاحتياجات الشباب دون أن ننسى التغيير الاجتماعي والثقافي المتسارع باضطراد”. (أحمد حسين ودعاء،2007). وفي هذا الخصوص تؤكد وزارة التربية والتعليم أهمية التعلم المبني على المهارات الحياتية في ” كونه يسعى إلى تنمية قدرات الطلبة وتطويرها للتكيف مع أوضاع الحياة الواقعية، وتنمية مهارات التفكير لديهم قبل أي عمل أو أداء مهمة لضمان حياة نافعة، وتحقيق نتائج سليمة وإيجابية”. (عبد المعطي ومصطفى،2007)، كما أكدت كوثر كوجك على “ضرورة الاهتمام بالمهارات الحياتية، وتزويد كل متعلم بها، كي يستطيع أن يواجهه المتغيرات والتحديات العصرية التي يتسم بها هذا العصر، وفى الوقت نفسه يتمكن من أداء الأعمال المطلوبة منه على أكمل وجه، فهذه المهارات تحقق له التعايش الناجح والتكيف والمرونة والنجاح في حياته العملية والشخصية، وتتعدد هذه المهارات وتتنوع إذ تشمل جميع مجالات الحياة” (العمري،2013، ؛ احمد حسين ودعاء،2007 ( وعليه نستنتج أن المهارات الحياتية في برامج التكوين والتدريس تسهم في تحقق الأهداف المرجوة من التكوين، ويمكن أن يتحقق هذا سواء بشكل عملي ظاهر أو بشكل خفي غير مقصود من خلال المواقف التعليمية التي يتعرض لها الطالب في حياته اليومية في الجامعة في مختلف مواقف النقاش التربصات وغيرها من المواقف التعليمية المتعددة.

لاشك أن التكوين الجامعي يعمل على تنمية وتطوير مهارات الطالب وقدراته بشكل غير مباشر، وهذا يكون من خلال تنمية المكتسبات الخاصة بالتخصص والتي تعمل كذلك على تأثير في شخصيته من خلال إكسابه جملة من السلوكات والعادات النابعة من عمق التخصص في حد ذاته. وقد أكدت دراسات المهتمين بالمهارات الحياتية وإدراجها في برامجهم التكوينية والتعليمية بأن الطالب الذي يخضع لمثل هذه المواقف ينجح في مواجهة  التطورات الحاصلة ومختلف ضغوط الحياة، من خلال اكتسابهم مهارات على المستوى السلوكي والمعرفي والفكري والوجداني وغيرها ليصل إلى جودة الحياة.

وعلى هذا الأساس قمنا بوضع خطة عمل لهذا الكتاب اشتملت على تقسيمه إلى جانب نظري وجانب تطبيقي.  تطرقنا في الجانب النظري إلى مجموعة من الفصول خصص الفصل الأول تعريف المهارة لغة واصطلاحا وتعريف المهارات الحياتية حسب بعض المنظمات والباحثين، ومداخل لتعريف المهارات الحياتية. تناول أهمية اكتسابها، أهداف التعليم المبني على المهارات الحياتية، عوامل اكتسابها، ومبادئ تعلمها، وخصائصها.

وخصص أما الفصل الثاني لنظريات المفسرة للمهارات الحياتية. والفصل الثالث تناول تصنيف للمهارات الحياتية منها تصنيف المهارات الحياتية حسب بعض المنضمات والباحثين وتصنيف المهارات الحياتية عند الطالب الجامعي.

وفي الختام الفصل الرابع عرض لخطوات تصميم وبنا مقياس المهارات الحياتية عند الطالب الجامعي.

وفي النهاية ندعو الله عز وجل الذي وفقنا في انجاز هذا العمل، ونتمنى أن يكون إضافة تساعد الباحثين والطلبة في مجال العلم والمعرفة. اﻟﺤﻤد ﻟﻠﻪ الذي ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ تتم ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ وﺑﻔﻀله سبحانه ﺣﺼلنا هذه الثمرة وﺷﻜﺮﺍ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ دعّم وساند ليتحقق هذا النجاح.

المؤلفون

 

الدكتورة تواتي حياة                           الأستاذ الدكتور عطالله احمد

الأستاذ الدكتور بشلاغم يحي                الدكتورة عباس أميرة