تفصيل

  • الصفحات : 310 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،

مقدمة:

إن جل المعاهد والكليات الجامعية المعنية بعلوم الإعلام والاتصال تسعى إلى تأهيل منتسبيها وتكوينهم تكوينا جيدا في مجال إعداد المواد الإعلامية، كما أن العاملين القدامى في هذا المجال يحتاجون إلى التعمق في القراءة المتخصصة لتطوير مهاراتهم ومعارفهم حتى يمكنهم التوافق المهني مع عالم متطور، وقد ظلت الكتابة للصورة الهمً الرئيس والشغل الشاغل للصحفيين العاملين بالتليفزيون فالجميع يعترف بأنها مهارة ليست هينة، وإتقانها والتمكن منها يحتاج عملاً دؤوباً لسنوات.

و رغم تعدد وتنوع طرق بناء الموضوعات الصُّحفية وإدخالها في السياق الجذاب للمتلقين؛ فإن عالم الصًحافة الإذاعية والتليفزيونية يظل محكوماً، لحسن الحظ، ببعض المعايير الموحّدة التي يساعد الإلمام بها على تسهيل مهمة الصُّحفيين الجادين في إيصال الحقيقة بصورة مبتكرة، فثمة أشكال صُحفية عديدة تظهر على الشاشة أو يقرأها المذيع، ولكل شكل من هذه الأشكال سمات تحريرية مختلفة.

وبناءَ على كل ذلك ومن واقع ممارستي لمهنة الصًحافة الإذاعية وبناءَ على متابعة ورصد أساليب الممارسة الإخبارية في كثير من قنوات الراديو والتلفزيون، ومن خلال تجربتي الأكاديمية وإلمامي بأسس وقواعد التحرير الإذاعي والتلفزيوني، كان من الواضح والجليّ أن هناك فجوة بين هذه الممارسات  وأساسياتها وتقنياتها من حيث القدرات والتأهيل والاحترافية التي تستلزمها المنافسة.

ولعل التخلص من هذه الفجوة يتطلب المزيد من الجهد العلمي المنظم، الذي يتفاعل مع الممارسات الإعلامية المتطورة باستمرار، خصوصا وأن العالم اليوم يعيش في عصر “الصورة” التي تبثها الأجهزة الناقلة، ولكي نستطيع نقل الصورة علينا امتلاك أدوات المعرفة المهنية لنتمكن من نقلها بأمانة متبعين أسلوباً صحفيا سليما مستندا إلى أسس نظرية أكاديمية..

هذه الصفحات تتناول بعض ما يظهر على الشاشة، أو نسمعه عبر الأثير من مواد يتم تحريرها وإعدادها بصورة مسبقة، نحاول من خلالها الكشف عن تباين الكتابة الإعلامية وتنوعها، في وقت أصبح فيه المهتمون بمجال التحرير للإذاعة والتلفزيون بأمس الحاجة لمعرفة أهم  التقنيات والفنون وطرق الإعداد للمواد الإعلامية.

فقد ولى زمن الاعتقاد بأن العمل الصُّحفي وليد الموهبة والفطرة والإلهام فقط، وتبدد هذا الاعتقاد أمام ظهور مدارس ومعاهد جامعية للصحافة والتي تسابقت في التكوين الأكاديمي لرجال الإعلام والاتصال حاليا، خصوصا وأن الكثيرين منهم في الميدان لا يعير أدنى اهتمام للتفريق بين مختلف الأنواع الإعلامية أو حتى لا يفقه في خصوصية كل نوع وما يميزه عن باقي الأنواع الأخرى، وعليه فان هذا الكتاب جاء من منطلق تقديم الأسس النظرية وتطعيمها ببعض التقنيات الضرورية للممارسة الصحفية بالإذاعة والتلفزيون.

وقد انتظم هذا الكتاب في خمسة فصول: تضمن الفصل الأول أساسيات تحرير الحوار الإذاعي والتلفزيوني من مفهومه، مكوناته، أهم عناصره والتي تمثلت في المذيع، الموضوع الضيف  الأسئلة الأجهزة، الوقت واللغة المستخدمة.

واهتم الفصل الثاني بالريبورتاج الإذاعي والتلفزيوني، من حيث المفهوم، الأنواع وكيفية إنتاجه وركزت على الخطوات التقنية لإنجازه.

أما بخصوص الفصل الثالث والذي جاء تحت عنوان التحقيق الإذاعي والتلفزيوني كنوع استقصائي فضم المفهوم والخصائص، الأنواع، مفهوم تحقيق الحدث وكذا تحقيق المعالم، كما تطرقت إلى حرفية إعداد مادة التحقيق التلفزيوني وأهم مراحل إنتاجها، وضم أيضا طبيعة صياغة النصوص واستخدام التسجيلات الصوتية، وأخيرا أهم مواصفات القائم عليه.

وقادنا الفصل الرابع للتعرف على المجلة الإذاعية والتلفزيونية من حيث المفهوم مراحل إنتاجها وأنواعها والفرق بينها وبين النشرة.

و جاء الفصل الخامس تحت عنوان الكتابة للتلفزيون والإذاعة وركز على التعليق التلفزيوني والإذاعي كنوع رأي من حيث المفهوم والخصائص والأنواع وطرق عرضه، والفرق بينه وبين التعليق على المواد الفيلمية، وتناولت فيه أيضا المراسلة من حيث خصائصها وطرق تحريرها.

وفي الأخير تعرضنا في الفصل السادس للفيلم الوثائقي تعريفه-نظرة عن تاريخ ظهوره، أهم مدارس الفيلم التسجيلي اتجاهاته وصناعته.

وأخيرا آمل أن يجد قراء ودارسو هذا الكتاب، المنفعة المرجوة التي أردت لهم الحصول عليها أثناء إعدادي لمواده.. والله من وراء القصد وهو نعم المستعان…

د.منال قدواح