تفصيل

  • الصفحات : 190 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-624-6.

الحمد لله، أحمده حمدا لا بلوغ لمنتهاه، وأصلّي وأسلّم على أشرف خلقه وأفصحهم سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطاهرين، ومن دعا بدعوته واستمسك بهديه وسنته إلى يوم الدين  وبعد :

فالموشحات فن أندلسي ولد وترعرع في البيئة الأندلسية وكان ذلك لظروف خاصة، وعوامل َ مميزة،  وبعدها انتقل إلى المشرق، لكنه لم يكن على الشهرة التي كان عليها في الأندلس، حتى إن ابن سناء الملك يعترف بأنه قصَّر في اللَّحاق بالأندلسيين في نظم الموشح، ويعتذر عن ذلك بأنه لم يعش في بيئة مثل الأندلس .

وقد ظهرت الموشحات في أواخر القرن الثالث الهجري، وأخذت بالنمو والازدهار منذ نشأتها في عصر الطوائف وحتى سقوط الأندلس، ولكنها حققت ازدهارا كبيرا في عصر بني الأحمر، الذي يعتبر من أزهى العصور الأندلسية،  وقد أنجب عددا من الوشاحين البارزين أمثال : ابن الخطيب وابن زمرك وابن خاتمة وغيرهم، كما برز عدد من الوشاحين الذين طوَّروا الموضوعات ، فتناولوا الجوانب الدينية أمثال : ابن الصباغ والششتري .

ومن هنا جاء اختيار الباحث لدراسة الموشحات الأندلسية في عصر بني الأحمر باعتباره العصر الذي ازدهر فيه هذا الفن وتطور ونضج حتى قدَّم لنا مجموعة ً كبيرة ً من الموشحات التي اعتبرها النقاد من أجمل الموشحات على الإطلاق مثال( جادك الغيث ) لابن الخطيب .

وتأتي هذه الدراسة في تمهيد وثلاثة فصول، ويختص التمهيد بعرض أهم الأحداث السياسية والثقافية والاقتصادية التي رافقت هذا العصر،  وكان لها أثر واضح في الفن والأدب، ونشأ خلالها وشاحون كثيرون أمثال ابن الخطيب، وابن زَمْرَك، وابن خاتمة، والعقيلي، والتلالسي  .

ويتحدث الفصل الأول عن الموشحات الأندلسية منذ ظهورها  إلى نشأتها إلى تطورها في البيئة الأندلسية، حتى وصلت إلى عصر بني الأحمر،  وما رافق ذلك من نمو وازدهار، وبينت الدراسة في هذا الفصل الخلاف حول الوشاح الأول .

أما الفصل الثاني فيتناول أغراض الموشحات في هذا العصر من غزل وطبيعة وخمر ومدح وما يتخللها من تهنئة بالمناسبات المختلفة والأعياد والشفاء من المرض، وبين ما طرأ على تلك الموشحات من أغراض جديدة، كما يعرض للموشحات الدينية التي نُظِمَت في هذا العصر من زهد وتصوف ومديح نبوي .

وخصصت الدراسة الفصل الثالث لدراسة السمات الفنية البارزة في موشحات هذا العصر، والتي تكمن في الحديث عن الأوزان الجديدة التي ظهرت في هذه الموشحات،  وتحدثت الدراسة عن استعارة الوشاحين خرجات غيرهم من العصور المختلفة وجعلها مطلعا لموشحاتهم، كما ظهرت ألوان البديع المختلفة، كما ضمن الوشاحون موشحاتهم بعض الأبيات الشعرية المشهورة .

اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي حيث يقوم باختيار النصوص وشرحها والتعليق عليها، مع الاستفادة من المنهج التاريخي الذي لجأت إليه الدراسة  في الكشف عن تاريخ الموشحات منذ ظهورها وحتى وصولها إلى عصر بني الأحمر، والكشف عن الوشاح الأول الذي كان له الفضل ُ في اختراع هذا الفن الشعري الجديد .

واستفادت الدراسة من المصادر القديمة التي تناولت الموشحات ِ بشكل مباشر أو غيرِ مباشر ومن هذه المصادر : المقدمة لابن خلدون، ونفح الطيب وأزهار الرياض للمقري، ودار الطراز لابن سناء والذخيرة لابن بسام، كما استعانت الدراسة ببعض المراجع الحديثة ومنها : في الأدب الأندلسي أحمد هيكل، الأدب الأندلسي لمصطفى الشكعة، وفن التوشيح لمصطفى عوض الكريم، وغيرها الكثير، كما اعتمدت الدراسة على ديوان الموشحات الأندلسية لسيد غازي، وعلى دواوين الشعراء والوشاحين الذين تركوها لنا مصادرَ نستقي منها المادة الأدبية التي نحتاج .

أما الصعوبات التي تعرض لها الباحث فتكمن في قلة الدراسات حول موشحات بني الأحمر إذا استثنينا من ذلك موشحات ابن الخطيب وابن زمرك، حتى إنَّ بعض الموشحات لم يتناولها النقاد لا من قريب ولا من بعيد إلا ما نجده من نصوص لهذه الموشحات في ثنايا المصادر والمراجع دون تعليق أو شرح .

وقد تضمنت الدراسة على خاتمة ً عرض فيها الباحث أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، وذلك من خلال فصولها الثلاثة، وبعد ذلك ختمت الدراسة بملخصين باللغتين العربية والإنجليزية  .

وآخيرا أتمنى من الله أن يوفقني في هذه الدراسة فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي، والله الموفق .