تفصيل

  • الصفحات : 384 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2020،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الاولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-728-18-4.

كانت و لاتـزال المناهـج النقدية المعاصرة على اختلافها و تنوّعها وغِناها شموعًا تحاول – في كلّ مرة – أن تضيء جانبا مظلّما من النص الأدبي، هذا النص الإبداعي الذي ظلّ مفتوحا على كلّ القراءات، و بقيّ حاضرا بامتياز يستجيب لكلّ المقاربات .

والنقد الثقافي – كطرح جديد-  يفتح الأفُق واسعا أمام النص، ليقدّم النص باعتباره “نصا ثقافيا” بجدارة، يكشف عن أنساقه المضمرة و تجلياتها المختلفة ،ومن ثمّ يسعى إلى تحليل النصوص والخطابات الأدبية والفنية والجمالية في ضوء معايير ثقافية وسياسية واجتماعية وأخلاقية، بعيدا عن المعايير الجمالية والفنية. ويهدف إلى كشف العيوب النسقية التي توجد في الثقافة والسلوك، بعيدا عن الخصائص الجمالية والفنية.

لهذا يروم المشروع الدولي “رسالة الباحث”  إشراف  مختبر اللغة و التواصل بالمركز الجامعي أحمد زبانة غليزان / الجزائر و بالتعاون مع تكوين الدكتوراه السيميائيات وفلسفة الأدب و الفنون – المغرب –  أن يكون كتاب ” النقد الثقافي / قضايا و رؤى” فرصة لاستنطاق النصوص الأدبية ثقافيا، و مجالا منفتحا على التأصيل و التحليل ، ليكون بذلك شمعة أخرى من شموع المشروع الدولي ” رسالة الباحث” التي  تضيء طريق الباحثين و الطلبة لتقدّم جديدا في الطرح و المقاربة .

ينبني النقد الثقافي على نظريـة الأنساق المضمرة، وهي أنساق ثقافيـة وتاريخية تتكون عبر البيئة الثقافية والحضارية، وتتقـن الاختفاء من تحت عباءة النصوص، ويكون لها دور فاعل وخطير في توجيه عقلية الثقافـة وذائقتها، ورسم سيـرتها الذهنية والجماليـة، وعليـه فإن النقد الثقافي هو مشروع في نقد الأنساق، يهدف إلى تـذوّق النص بوصفه قيمة ثقافية لا مجرّد قيمة جمالية، وذلك من خلال عن الكشف عن الأنساق المضمرة في الخطاب الأدبي الثقافي.

إنّ للأنساق الثقافية على اختلافها وتنوعها في النص الأدبي أهمية بالغة في انتاج الدلالة على أساس أنّ هذه الأخيرة تعبّـر عن نظام ثقافي منغرس في ثنايا النص، فالأكيـد أنّ الدلالة النسقية – التي أصرّ على إضافتها الغذامي – و الجمل الثقافية لا تظهر بشكل جليّ في النص لأنها لا تنتج عن قصديـة المبدع.

وبذلك تكون الأنساق الثقافية نظام متواصل ومتوارث تنتقل من جيل على آخر عن طريق التكرار أو الممارسة بشكل لا شعوري، غير قصدي و غالبا ما تكون خفية لا تظهـر بوضوح في النص ولكنها تسعى إلى تحقيق أهداف مضمرة تعززها الثقافة السائدة  .

من ذلك يتجاوز النقد الثقافي البحث في جماليات النصوص الأدبية، بل يبحث في قُبحيات هذا الخطاب، على هذا الأساس يصبح النقد الثقافي أشمل و أوسع من النقـد الأدبي، و إن استعان بأدواته ومرتكزاته . إنّه يسعى في النهاية إلى أن يضع النص تحت منظار الثقافـة و الأنساق الثقافية المضمرة ، ليجعل النـص الأدبي نصا ثقافيا لا أدبيا.

إنّ النصوص الأدبية في طرحها الثقافي تحمل أنساقا ثقافية مضمرة تتخذ من إبداعية النص وسيلة للتخفي،و على هذا الأساس فهي تشكّل أحـد الروافد الخطيرة في تكريس بعض المظاهر الاجتماعية و الفكرية و السلوكية المساهمة في قضية النمطية الفكرية.