تفصيل

  • الصفحات : 83 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-639-0.

– مقدمّة:

بسم الله الرّحمن الرّحيم، والحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّد الأولين والآخرين محمّد بن عبد الله رسول الله ()، وبعد:

أسهَمتِ القِيم والفضَائل الجَدِيدة الّتِي جَاءَ بِهَا الإسلَام فِي تَطوّرِ فنِّ المدحِ عامّة منذ القرنِ الأول هجرِي، حيثُ انبرَى شعراءُ الرّسولِ () وعلَى رأسِهم: حسّان بنُ ثابِت، وعبدُ اللهِ بنُ رَواحَة، وكعبٌ بنُ مالك إلَى التّغنِي بهذهِ الفضَائلِ، والدّعوةِ إليها، والتّصدِي إلَى المُشركينَ وهِجائهِم والرّدِ عليهم؛ بعدَ أن حثّهَم الرّسولُ () علَى ذَلك مَا دَامتِ اللّفظةُ آنذاك أشَدَّ وقعًا علَيهِم منَ السَّيفِ والرُّمحِ.

واستَمرّت الأشعارُ المادحة لشَخصِ الرّسولِ () إلَى غايةِ وفاتِهِ وَمَا بعدهَا إلى يَومِنا هذَا فِي مُختلفِ أنحاءِ البِلَادِ الإسلَاميّةِ، وممَّا لا شكَّ فيهِ أنّهَا تَطوّرَت وتميّزَت فِي كُلِّ عَصرٍ مِنَ العُصورِ الأدبيّةِ بتسميات وميزاتٍ وخصَائصَ كَثيرةٍ تَستَدعِي التّحدِيد والتّصنِيفَ والدّراسَةَ الدّقيقةَ لِكشفِ فنِّياتِها وجَمالِياتِها، ومَا وراءَها مِن خَلفياتٍ دِينيّةٍ وعَقَائديّةٍ واجتِماعِيّةٍ وثَقافيّةٍ… إضَافةً إلى كَشفِ مدَى صِحَّةِ مَا يقالُ عنْ كلِّ عصرٍ مِن إيجابياتٍ وسِلبياتٍ حولَ هذهِ الأشعارِ.

وتُعتبَر المَدائح النّبوِيّة من المَواضِيع التُراثيّة القَدِيمَة المُتسحدَثَة والمُتجدّدَة الّتي تَستَهوِي كَثيرًا مِنَ البَاحِثين والنّقاد، وَسَنجتَهِد فِي هَذا الكتاب الوجيز أن نسلّط الضّوء على العَديدِ منَ القضَايا الّتي تتَعلّقُ بمَوضوعِ شِعرِ المَديحِ النّبويِ وأعلامه في العصر الحديث، فمَا مِن قارئٍ -بادِئ ذِي بدءٍ- إلاّ وقد يتسَاءل في قَرَارَةِ نفسِهِ: مَا هُوَ شِعرُ المَديحِ النّبويِ؟ ولمَاذا لا يُسَمَى رثاءً بحكمِ أنَّ الرّسُول () قد توفاهُ أجلهُ منذُ أكثرَ مِن 1440 سنة؟ وكيفَ كانت بداياتُ هذا الغَرضِ الشّعرِي؟ وما هيَ أسبابُ شيوعهِ فِي كُلِّ مَكانٍ مِن بِقاعِ العَالمِ؟ وما هيَ أنماطُهُ وأشكالُهُ؟ ومن هم أعلامه في مختلف العصور؟ وغَيرهَا مِنَ الأسئِلة الهامّة الّتي سَعَينَا أن نجيبَ عَنها في مؤلفنا هذا