تفصيل

  • الصفحات : 386 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-087-9.

الحمد لله منزل خير كتاب، والصلاة والسلام على من كان خلقه القرآن، وعلى آله وصحبه والتابعين أهل القرآن والإيمان، وعلى من سلك منهج القرآن إلى يوم الحساب، أما بعد:

فمما لا شك فيه أن القرآن العظيم هو المعجزة الإلهية العظمى، والحجة الربانية الخالدة، تعددت وجوه إعجازه فما استطاع العلماء حصرها ولا عدها؛ وإن من وجوه إعجازه وفاؤه لحاجات البشر وصلاحيته لكل زمان ومكان، طولا وعرضا وعمقا ؛ إذ من المتعارف عليه أن النصوص محدودة، وأن الحوادث غير متناهية، والأفكار والوقائع متجددة، تجدد الزمان، وتغير المكان، واختلاف الأشخاص، وقد تعددت المناهج التفسيرية في استجلاء هذا الوجه الإعجازي، فكانت غير وافية لكل متطلباته؛ لا لشيء سوى أنها وليدة زمانها، لم تتعد أفق رؤيتها، مما استدعي إلى استحداث منهج جديد يسد هذه الحاجة، ويلبي مستحدثات العصر بما يمدها به من هدايات ربانية ويعالجها به من أدوية إلهية، وينقذها به من حياة الضنك والشقـاوة التي تعاني البشـرية –اليوم- مـرارتها نتيجة ابتعادها عن مصـدر قوتها، واستغنائها عن دستور حياتها؛ القرآن الكريم، وهذا المنهج هو منهج التفسير الموضوعي؛ والذي يستشف الهدايات الإيمانية بما يستنطقه من دلالات النص المطلقة؛ تحقيقا لغاية الإنسان العظمى في هذه الحياة الدنيا، وهي العبادة لله رب العالمين، وتعميرا في هذه الأرض وفق منهج الاستخلاف؛ وذلك كله انطلاقا من النظرة الكلية الشاملة لحقائق القرآن.

ولقد اتخذ التفسير الموضوعي في ذلك ثلاثة ألوان هي:

الأول: المصطلح القرآني والذي يهتم بالمفردات القرآنية، وتتبع تصاريف اشتقاقها في القرآن الكريم.

الثاني: الموضوع القرآني والذي يهتم بتتبع المعنى الواحد المبثوث في سور القرآن الكريم، وليسا هاذين محل بحثنا.

الثالث: السورة القرآنية: والتي ينصب اهتمام المفسر من خلالها على الكشف عن وحدة الموضوع لهذه السورة، والتعرف عليها كوحدة متماسكة، مقاطعها وعناصرها، مترابطة فيما بينها ترابط الحبات في خيط السبحة؛ ولا شك أن وحدة الموضوع هي لب التفسير الموضوعي للسورة وقلبه، وبها تستشف كل المعاني الهدائية لسور القرآن الكريم، ولقد كان الشيخ محمود شلتوت أحد علمائنا المعاصرين من القلائل المهتمين بهذه المسألة الجوهرية في عصره؛ وذلك في تفسيره “تفسير القرآن الكريم “، ولذا ارتأيت أن أبسط هذه الدراسة حول نظرته إلى هذه المسألة، في بحث موسوم بـ “الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية عند الشيخ محمود شلتوت من خلال تفسيره (تفسير القرآن الكريم.الأجزاء العشرة الأولى)”.

1- أهمـية الموضـوع: وتتمثل أهميته في الآتي :

1-ما لهذا المنهج التفسيري من الأهمية البالغة في الوفاء بحاجات البشر، زمانا، ومكانا.

2- إيفاء هذا المنهج حقه، بل والمساهمة بلبنة من لبناته في إطار تكوين رؤية كاملة متكاملة له كغيره من المناهج الأخرى التي يبدو أنها قد أوفيت حقها من الدراسة والبحث والتأليف.

3-المساهمة في التأصيل لهذا المنهج، وتجلية بعض جوانبه.

4-المساهمة في سد فجوة في المكتبة الجامعية؛ وذلك بما يؤصل، ويكتب في موضوع “الوحدة الموضوعية”؛ لا لشيء سوى أن هذا الموضوع بالذات لا يزال بكورا في مجاله.

2- إشـكالية البـحث:

   لاشك أن هذا المنهج القرآني في ترابط، وتناسق، وترتيب الآيات والموضوعات مدعاة للتساؤل عن سر ترتيب القرآن على ما هو في المصحف الشريف خلافا لترتيب النزول؟وما الداعي إلى الجمع بين آيات وسور نزلت تبعا للحوادث المختلفة مع الفاصل الزمني؟ هل الترتيب النزولي عامل مهم ووحيد في بلورة الوحدة الموضوعية، وفي استخراج النظرية القرآنية ؟ أم أن الترتيب المصحفي لا يقل أهمية عن سابقه – الترتيب النزولي- ؟ وأيهما أوفق في التفسير الموضوعي وأكمل؟ ما هي أصلا الوحدة الموضوعية؟ وهل يشترط وجودها على تماسك آيات القرآن وسوره وانسجامها؟ كيف نلتمسها ؟ وما هي معالمها؟ هل هي ثابتة معلومة لدى أدنى نظر؟ أم هي نسبية حسب اختلاف أفهام المفسرين؟ لماذا هذا التآلف بين الموضوعات لسورة واحدة ؟ أيدل ذلك على وحدة الموضوع أم تعدده؟ هل يمكن أن تتواجد عدة موضوعات لسورة واحدة ؟ أم أنه يشترط تواجد موضوع واحد يربط بينه وبين مقاطع السورة خيوط وأسرار دقيقة؟ هل يمكن أن تحتوي السورة الواحدة على موضوع متكامل؟ أم أن ذلك يستقصي سورا عديدة؟ كل هذا –طبعا –وفق فكر الشيخ محمود شلتوت –رحمه الله- في تفسيره “تفسير القرآن الكريم”؟ ثم هل كان الشيخ يباشر العملية التفسيرية وفق نمط منهج التفسير الموضوعي؟ وهل كان واعيا له ومدركا لألوانه ومناهجه؟ فضلا عن أن يكون من الرواد الأوائل في تأسيسه؟.

إذا كان ذلك كذلك هل في مؤلفاته العلمية ما يدل على ذلك؟ هل يلتزم الشيخ منهج التفسير الموضوعي للسورة؟ أم أنه يستعين بمناهج أخرى داخل السورة؟ وهل وفق الشيخ في إيضاح الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية بصورة واضحة وجلية؟ وإذا كان قد وفق، ما هي معالم وملامح الوحدة الموضوعية عنده؟ وفيم تتحقق؟ وما هي عناصرها ومسمياتها عنده؟ وهل يمكن أن نقول: إن الشيخ قد أتى بالجديد في هذا المجال بم لم يأت به غيره.

3- أسبـاب اختـيار الموضـوع: فقد دفعني لاختيار الموضوع عدة أسباب، تتنوع إلى:

 أ- شخصية: ميولي وتعلقي بشخصية الإمام محمود شلتوت –رحمه الله-؛ خاصة وأنه لم يول الاهتمام الكافي –حسب علمي- في الدراسات القرآنية التخصصية؛ فَعَلَمٌ كالشيخ شلتوت جدير بالدراسة والتنقيب عن فكره القرآني ؛ بغية أن تستفيد الأمة الإسلامية من تجربة قرآنية جديدة خاصة في مجال الإصـلاح ؛ ولا أدل على ذلك أن رواد الإصـلاح المشهورين كمحمد عبده، وجمال الديـن الأفغاني، ومحمد رشيد رضا، وغيرهم قد أولوا بالدراسات العلمية التخصصية حول فكرهم القرآني، أما الشيخ شلتوت فيبدو لي أنه جوهرة قرآنية لم تكشف كل أبعادها العلمية حتى الآن.

ب- موضـوعية:

ب-1- جدة الموضوع وقلة العناية به.

ب- 2-كون الموضوع لم يتناول في رسائل علمية أكاديمية –الوحدة الموضوعية بالخصوص –إلا ما كان من الأستاذ محمود حجازي “الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم”، والتي نال بها درجة الدكتوراه، وما كتب في التفسير الموضوعي للسورة القرآنية لا يعدو أن يكون سوى دراسات تطبيقية لا تعالج هذه القضية بشكل عميق.

ب-3- رغبتي المتواضعة في خدمة كتاب الله؛ خاصة في هذا المنهج المعاصر؛ منهج التفسير الموضوعي.

ب-4- يعتبر تفسير الشيخ محمود شلتوت من أهم التفاسير المعاصرة التي ركزت على جانب الإصلاح والدعوة إلى الله بكشف الهدايات القرآنية، وهذا ما يتوافق مع روح التفسير الموضوعي.

4- أهـداف البـحث: ويمكن حصرها فيما يلي:

أ – الكشف عن بنية الوحدة الموضوعية، وإسكات المستشرقين وأذنابهم القائلين بأن سور القرآن الكريم تشمل عناصر لا رابط بينها ولا انسجام.

ب- استقطاب الباحثين إلى هذا المنهج، وإلى هذا التخصص في هذا المجال؛ لتدبر القرآن الكريم وفق نظرة كلية للكشف عن هداياته وثمراته الإيمانية.

جـ- السعي إلى تمتين المرجعية الإسلامية ؛ وذلك بربط المسلمين بعلمائهم ومفسريهم؛ فبهم يتفيؤ الناس ظلال الإيمان، ويتنعمون بهداياته.

د- التأكيد على وجه من وجوه الإعجاز القرآني، وهو تماسك نظمه وتناسق سوره وآياته.

هـ- الاستزادة من العلم والسعي في توسيع المعارف، والمساهمة في واقعيتها.

و- التعريف بهذا التفسير، والكشف عن حقيقة رجل قد طمر اسمه في ترابه فلم يظهر.

5- الدراسـات السـابقة في الموضوع.

هذا ولم أعثر – حسب علمي – على دراسة خاصة لهذا الموضوع، وبنفس هذا العنوان، وأما عن منهج الشيخ شلتوت في تفسيره، فقد عثرت في ذلك على رسالة دكتوراه من جامعة الأزهر الشريف للأستاذ عبد العزيز عزت عبد الحكيم محمود، بعنوان ” الشيخ شلتوت ومنهجه في التفسير” ؛ نُوقشت في جامعة الأزهر سنة 1989م، وإنصافا، ومن باب الأمانة العلمية أقول : لا شك أنني استفدت استفادة كبيرة من هذه الرسالة ؛ من حيث التطرق إلى منهج الشيخ شلتوت في تفسيره ؛وفي استقصاء بعض جزئيات حياته التي لم أستطع الحصول عليها من خلال الكتب المتوفرة بين يديّ.

ومن باب الإنصاف أقول أيضا : أن الأستاذ الفاضل خص بحثه بالحديث عن منهج الشيخ شلتوت التحليلي فقط، والاستفاضة في ذكر مميزات تفسيره العامة، وأما عن المنهج الموضوعي لتفسير الشيخ شلتوت، فلم يتطرق إليه الأستاذ الفاضل البتة، كما أنه – ومن خلال المنهج التحليلي- كانت دراسته مستفيضة في ذلك، لم تقتصر على منهج الشيخ شلتوت في تفسيره فقط ؛ بل شملت كل مؤلفاته العلمية ؛ مما يؤكد أن دراسة الأستاذ هي أقرب لمنهج الشيخ الفكري العام منها إلى منهجه التفسيري ؛ وذلك راجع إلى أن فكر الشيخ شلتوت هو فكر قرآني كما أكد الأستاذ عبد العزيز نفسه ذلك في ثنايا رسالته ( ص: 214)، ولذلك استفاض واستطرد  النقولات  لما ورد في كتب الشيخ شلتوت في ذلك، وأشار بذلك إلى مفردات جديدة في منهج الشيخ شلتوت لم توجد في تفسيره ؛كالحديث عن منهج الشيخ شلتوت في مسألة زيادة الحروف في القرآن الكريم،وكان استغراقه في هذا سببا في كبر حجم رسالته ؛حيث تجاوزت التسعمائة صفحة .

وأما موضوع الوحدة الموضوعية في تفسير الشيخ شلتوت ، فلم يدرسه دراسة علمية؛ وإنما أشار إليه إشارة محتشمة موجزة لم تتعد ست صفحات ( من ص:301 إلى ص:306) من رسالته الضخمة الكبيرة ( 950ص) ؛ فلا شك أن لا تعد هذه الإشارة دراسة علمية أكاديمية، ثم إنه كان من المعترضين على تحقق الوحدة الموضوعية في تفسير الشيخ شلتوت، وكان محتشما في ذكر ذلك ،وغير مستفيض الأدلة على ما ذهب إليه من خلال هذه الصفيحات التي تعد على الأصابع ؛ وعلى كل فقد تبنى هذا البحث خلاف ما ذهب إليه؛ وذلك في المبحث الأول من الفصل الأخير أثناء الحديث عن أنواع الوحدة في تفسير الشيخ شلتوت ( ص185 وما بعدها من هذه الرسالة ).

ومن الدراسات السابقة في ذلك – ولو بنحو ما- رسالة المرحوم محمد حجازي: الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم، وقد استفدت منها هي الأخرى، واعتمدتها من مصادر البحث الأساسية المذكورة في فهرس المصادر والمراجع ؛ غير أنه ما تجب الإشارة إليه هنا: أن الأستاذ أشار إلى الوحـدة الموضوعية، ولكن ليس إلى كل وجوهها التناسبية ،والتاريخية، والبنيوية ،ولم يتناولها بمفهومها الواضح الآن، وقد كانت معظم رسالته دراسة تطبيقية لبعض السور القرآنية، ولبعض الموضوعات القرآنية ؛ توصل – من خلالها – إلى تماسك سور القرآن الكريم.

كما استفدت من بعض الدراسات الأخرى ؛ كرسالة الطالبة جميلة موجاري ” نظرية الوحدة القرآنية عند سعيد حوى ” ؛ ونظرية الوحدة القرآنية عند سعيد حوى بخلاف الوحدة الموضوعية لكل سورة من سور القرآن الكريم ؛ إنما ترتكز نظريته على أن كل السور القرآنية تابعة، ومفصلة للوحدة القرآنية العامة التي تضمنتها سورة البقرة ؛ والتي جمعت كل معاني سورة الفاتحة، وذلك حسب نظريته المعروفة.

6- منهـج البـحث وخطته: ويمكن تحديد خطوات المنهج الذي سلكته في البحث وخطته فيما يلي:

أولا: المنهـج:

أ- المنهج الاستقرائي: من خلال استقراء الآيات والسور القرآنية الخاصة بالموضوع نفسه، وكذلك استقراء آراء المفسرين لنفس الموضوع والطرح.

ب- المنهج الوصفي التحليلي: ويتعلق بتحليل أقوال ورؤى الشيخ التفسيرية ؛ وذلك بشرح ما أصله وما طرحه في تفسيره.

  ج- المنهج الاستنباطي: وهذا لا يقل أهمية عن سابقه؛ فيه تستنتج التحليلات لتبين صدق فرضية قيام الوحدة الموضوعية في السورة.

ثانيا: خطة البحث:

نظرا لطبيعة البحث وخصوصياته، فقد قسمته إلى مقدمة ومدخل وبابين كبيرين وخاتمة، كما يلي:

مقدمة : وقد دونت فيها أسباب اختيار الموضوع، وإشكاليته، وأهميته، وأهدافه، والصعوبات العلمية التي صادفتها واعترضتني في إنجاز هذا البحث

أما الباب الأول: فكان للحديث عن أهم معالم حياة الشيخ محمود شلتوت  وسيرته العلمية،كما تضمّن الحديث عن الجانب النظري للوحدة الموضوعية في القرآن الكريم؛ وذلك لأنواع التفسير الموضوعي الثلاثة: المصطلح القرآني، والموضوع القرآني، والسورة القرآنية ؛ والتي تناولتها كمدخل عام لهذا البحث، وكانت الدراسة – من خلاله – منصبة على كشف حقيقية الوحدة الموضوعية وبنيتها في القرآن الكريم، والتركيز على ما يحققها بصورة واضحة من العوامل المهمة في ذلك، فكان الباب الأول مقسما إلى فصلين كبيرين:

الفصل الأول: سيرة الشيخ محمود شلتوت، ومكانته ومؤلفاته العلمية .

الفصل الثاني: الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم.

وأما الباب الثـاني فكان للحديث عن منهـج الشيخ شلـتوت العام في تفسيره ؛ التحليـلي

والموضوعي، ثم تخصيص ذلك بالحديث عن منهجه الخاص في تحقيق الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم، وبيان الملامح العامة لذلك، وذلك – طبعا – من خلال تفسيره الموسوم ب ” تفسير القرآن الكريم “؛ فكان هذا الباب مقسما هو الأخر إلى فصلين كبيرين:

الفصل الأول : منهج الشيخ محمود شلتوت في تفسيره، وخصائص هذا التفسير.

الفصل الثاني : الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية عند الشيخ محمود شلتوت من خلال تفسيره .

وتحت كل فصل مجموعة من المباحث، والمطالب، والفروع، هي مذكورة في فهرس الموضوعات.

ثم أنهيت ذلك بخاتمة توصلت فيها إلى أهم النتائج، والمسجلة في مظانها من الرسالة.

هذا ومما تجب الإشارة إليه أن دراسة الوحدة الموضوعية لم تقتصر فقط على الفصل الأخير ؛ بل إن ذلك يعد دراسة تطبيقية للوحدة الموضوعية في تفسيره، وأما الجانب النظري لها، فقد تطرقت إليه في الفصل الثاني من الباب الأول (ص:44 وما بعدها من هذه الرسالة).

وفي نهاية المطاف ذكرت المصادر والمراجع التي رجعت إليها، كما ذيلت الرسالة بفهارس للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأعلام، ومحتوى لموضوعات الرسالة.

7الطريقة المعتمدة في كتابة الرسالة :

بعد أن قسمت البحث إلى بابين، وتحت كل باب مجموعة من الفصول والمباحث، فإنني كننت حريصا – خلال كتابة البحث- على الأمور التالية:

أ- ترقيم جميع الآيات الواردة في البحث، وذلك بذكر اسم السورة ورقم الآية.

ب- تخريج الأحاديث الواردة فيه، وذلك بعزوها لمصادرها الأصلية قدر الإمكان.

جـ- رجعت في كل علم أو فن تعرضت له الرسالة إلى كتب ذلك العلم أو الفن ذاتها، ولم أكتف بما تنقل الكتب الأخرى عنها إلا حين يتعذر عليّ الرجوع إليها.

د- حاولت الالتزام بالتوازن التام في تقسيم أبواب الرسالة، إلا أن المادة العلمية فرضت التقسيم الذي هو عليه، مما نتج عنه عدم التطابق في صفحات كل باب، وكل فصل.

هـأنني لا أترّجم لكل الأعلام الواردة أسماؤهم في ثنايا البحث ؛ فلا أترّجم مثلا لمحمد عبده، ولا لغيره من الأعلام المشهورين، والمتداولَين على الساحة العلمية ؛ وإنما أخص ذلك للأعلام المطمورين ؛ الذين لم يشتهروا كما اشتهر غيرهم ؛ والذين لهم -أيضا- صلة علمية ومعيشية بحياة الشيخ محمود شلتوت، فليعذرني كل من لم يجد تراجم كل الأعلام الواردة أسماؤهم ضمن البحث ؛ لأن تقصي كل ذلك – في نظري- يزيد من حجم الرسالة، ويحيلها إلى كتاب تراجم، وهذا يستحيل مع كثرة الأعلام المضمّنين ضمن ثنايا الرسالة .

و-  أنّي اتبعت في وضع فهرس الأعلام الترتيب المنهجي الذي اعتمدته في التهميش لهم في متن الرسالة ؛ من حيث أني أبتدئ بذكر الأسماء أولا، ثم أُتبعها بذكر المؤلفات، ثم باقي المعلومات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ؛ فإنّي أسبّق ذكر الأسماء على ذكر الألقاب والكنى ؛ وذلك تناسبا مع الترتيب الداخلي في الرسالة.

8- المصـادر والمـراجع.

وأما مصادر هذا البحث ومراجعه، فكثيرة ومتنوعة ؛حسب مجالاتها المنسوبة إليها ؛ فبالإضافة إلى مؤلفات الشيخ شلتوت، هناك التفاسير القديمة منها كتفسير الرازي والحديثة كتفسير سيد قطب، وكتب علوم القرآن كالبرهان للزركشي ،والدراسات القرآنية المتخصصة ككتب عبد الحميد طهماز القرآنية، والمعاجم اللغوية كاللسان ومعجم مقاييس اللغة، والمعاجم التخصصية كالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، إضافة إلى كتب عامة استفدنا منها في تحليل موضوعات السور القرآنية ،وكان للمجلات العلمية ،والدوريات، وشبـكة الإنتـرنت حضورها القوي في ثنايا هذه الرسالة.

 

9- الرموز المستعملة.

–  القوسان المزخرفان للآيات القرآنية ) (، و( ) للكلام التوضيحي داخل النصوص المنقولة.

– كلام المؤلف مثلا أضعه بين القوسين “”.

– ط : تعني طبعة.

–   ن: تعني نشر.

– د.ت : دون تاريخ الطبع.

–  د.م : دون مكان النشر.

10- صعـوبات البـحث. 

ولم تصادفني صعوبات كثيرة تذكر من خلال هذه الرسالة إلا ما كان من جدة الموضوع الذي أبحث فيه، وعنه ؛ ذلك أنني لم أجد دراسـة علمـية أكاديمـية في هـذا الموضوع ( الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية عند الشيخ محمود شلتوت ) ؛ بل إن الـذي وجـدته عكس ما أبغي أصلا ؛ ينفي الوحدة عند الشيخ، كما كان من الأستاذ عبد العزيز عزت عبد الحكيم محمود، والأستاذ زياد الدغامين ؛ مما صعّب عليّ الأمر في الرد عليهما ؛ خاصـة وأني تذوقت الوحدة في تفسير الشيخ شلتوت بعقلي، ووجداني، وعشت مع تفسيره طويلا ؛ الأمر الذي حثني عـلى الاستمرار قدما في تحقيق رغبتي العلمية؛ التي آمنت بها منذ أن قرأت هذا التفسير القيّم .

ثم إن ذلك قد أعياني الحصول على  بعض المصادر والمراجع، وبعض الدراسات العلمية ؛ لو لا أن أستاذي المشرف الفاضل – بعد فضل الله وحده-  نفعني ببعضها، كما تجشمت وعثاء السفر إلى الأزهر الشريف، والاستفادة من توجيهات بعض العلماء الأفاضل هناك في الحصول على البعض الأخر، فلهم كلهم – وممن لم أذكرهم – مني جزيل الشكر والتقدير.

وختاما، لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر لأستاذي المشرف الأستاذ الدكتور منصور كافي على ما قدمه من توجيهات وتوصيات قيمة؛ والتي نفعتني كثيرا في إنجاز هذا البحث المتواضع.

كما أشكر كل من ساعدني من قريب أو من بعيد، من أجل أن يرى هذا البحث النور، ويخرج للوجود في صورته التي هو عليها الآن.

وفي الختام : إني لأتضرع إلى الله تعالى بالدعاء أن ينفع بهذا الجهد المتواضع، وأن يجعله باكورة خير لجهود علمية لاحقة، وأن يغفر لنا ما فيه من هنات، أو ما قد يشوبه من نقص أو خلل .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وبه الاستعانة وعليه التكلان، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.