تفصيل

  • الصفحات : 150 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-500-3.

مقدمة:

لقد شهد العالم في السنوات الأخيرة العديد من التغيرات السريعة والمتلاحقة، والتي إنعكست أثارها بشكل عميق على التوجهات المستقبلية للمؤسسات الإقتصادية، حيث أصبحت تواجهها العديد من التحديات المختلفة  للولوج للأسواق والبقاء فيها، وهذا نتيجة التطورات الحاصلة في البيئة الخارجية (الإقتصادية، الإجتماعية، الثقافية، التكنولوجية، السياسية، التنافسية….الخ)، حيث أنها إنبثقت إثر بروز بوادر العولمة والإنفتاح الدولي، بالإضافة إلى التطور المتسارع للتكنولوجيا والمعلومات التي أصبحت الركيزة الأساسية لبقاء المؤسسات الإقتصادية، الأمر الذي يتطلب منها المزيد من الحرص وبذل مجهود مضاعف بغية البقاء والإستمرار لمواجهة المنافسة الشديدة، ومختلف العراقيل المحيطة بها.

فالتعقد البيئي وحالة عدم التأكد الذي يحيط بالمؤسسات الإقتصادية في الوقت الراهن بسبب إزدياد إحتدام شدة المنافسة بين المؤسسات المتنافسة في نفس ميدان النشاط، يتطلب منها المزيد من الحرص ومحاولة البحث عن المعلومات، خاصة الإستراتيجية منها وهذا من أجل السبق في إتخاذ القرارات وبالتالي التفوق على المنافسين.

وبإعتبار أن الذي يمتلك المعلومة يمتلك القوة وله سلطة إتخاذ القرار فالريادة، فأصبح البحث عن المعلومات الإستراتيجية التي تدعم نشاط المؤسسة على المدى الطويل ضرورة حتمية لا تتأتى إلا من خلال جهاز قائم بالمؤسسة من أجل إلتقاط مختلف الإشارات ولو الضعيفة منها، والذي يعرف بجهاز اليقظة الإستراتيجية التي باتت الوسيلة الأنجع، خاصة للمؤسسات التي تسعى لإختراق الأسواق التي تتسم بيئتها بالديناميكية الشديدة وإرتفاع مستوى التعقيد والمنافسة، وهذا من أجل زيادة حصتها السوقية ولضمان بقائها واستدامتها، فالمؤسسة باتت مطالبة بالفعل والمبادرة في التغلغل في السوق وليس القيام برد الفعل إزاء المنافسين.

فمجابهة هاته التغيرات الشديدة يتطلب حرص ومتابعة مستمرة من القائمين على تسيير وإدارة المؤسسات الإقتصادية، بالإضافة إلى محاولة تبني أساليب ومناهج إدارية أكثر حداثة وعصرنة وتطور تتماشى وإنتقال الدول من الإقتصاد المخطط إلى إقتصاد السوق، وتواكب التطور الحاصل في المعلوماتية والتكنولوجيا، ولعل من أبرز وأهم هاته الأساليب في الوقت الراهن هو إعتماد المؤسسة على نظام اليقظة الإستراتيجية القائم على الفعل ورد الفعل الإستباقي من خلال التتبع المستمر لمختلف التغيرات البيئية، والتي تساعد بدورها متخذي القرارات الإستراتيجية بالمؤسسة الإقتصادية على معرفة مختلف الإشارات الضعيفة وبالتالي الإنتقال من تطبيق الأساليب والطرق التقليدية في البحث وتسيير المعلومات المنتقاة والمجمعة من الأسواق، إلى الطرق الحديثة القائمة على نظام اليقظة الإستراتيجية والتي يصفها العلماء بأنها الرادار الكاشف عن المستقبل المبهم للمؤسسة والجهاز الأنسب للسبق في الحصول على المعلومة ومعالجتها لإتخاذ القرارات الإستراتيجية، وخاصة التي تساعد المؤسسة على إختراق الأسواق وإستغلال الفرص المتاحة بطابع إستباقي توقعي لمسايرة التغيرات الخارجية.